نداء الوطن
أضاف اللقاء الثالث العشر بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي مزيداً من الأجواء الضبابية في فضاء التأليف، لا سيما وأنّ اعتصام ميقاتي بالصمت إثر اللقاء خلّف وراءه تحليلات وتأويلات متضاربة لمجريات المشاورات الرئاسية، الأمر الذي رأت فيه مصادر مواكبة للاتصالات “تجسيداً للتخبط الحاصل في استشراف آفاق المشهد الحكومي”، معربةً عن قناعتها بأنّ الرئيس المكلف بدأ “يلعب راهناً في الوقت الضائع محاولاً تسجيل هدف التأليف في اللحظات الأخيرة بعد انتهاء الوقت الأصلي من عمر التكليف بنتيحة تعادل سلبي”.
وإذ اكتفت الأوساط المقربة من ميقاتي بتأكيد انفتاحه على “تعديلات طفيفة بالأسماء لا تمسّ أسس التوزيع الطائفي للحقائب” في مسودة التشكيلة الوزارية التي طرحها على عون أمس، حرصت مصادر مقربة من دوائر الرئاسة الأولى في المقابل على الاستمرار في سياسة ضخ الأجواء الإيجابية باعتبار أنّ لقاء بعبدا أمس أطلق “العد التنازلي للتأليف”، ونقلت أنّ “الأمور اتخذت العجلة والتسريع، بعدما حمل ميقاتي مقترحاً مكتملاً بالحقائب والأسماء، استناداً لما جرى تثبيته في اللقاءات السابقة ووفقاً لما حصل من تبديل في حصص بعض القوى السياسية وتحديداً “تيار المردة”، الذي انتقل في مطالبه من الموافقة على وزيرين ماروني وأرثوذكسي أو كاثوليكي الى مطلب الحصول على وزيرين مارونيين”، موضحةً أنّ “هذا الأمر فرض تغييراً في خريطة توزيع الحقائب، بعدما طرح الوزير السابق سليمان فرنجية عبر موفده النائب فريد الخازن إسم الإعلامي جورج قرداحي لحقيبة الإعلام من حصته، والانتقال بالتالي الى المطالبة بحصة من مارونيين”.
ولم تستبعد المصادر أن يعود الرئيس المكلف اليوم إلى قصر بعبدا لاستكمال المشاورات مع عون، مشيرةً إلى أنّ “بعض الاسماء تم تثبيتها وبقي هناك أسماء تحتاج الى مزيد من الدرس، على أن يعكف كل من عون وميقاتي خلال الساعات المقبلة على درس السير الذاتية للأسماء البديلة وتحديد الموقف منها”، ولفتت إلى أنّ “من بين الحقائب التي جرى اقتراح أسماء بديلة لها، حقيبة الداخلية بعدما أعلن اللواء ابراهيم بصبوص رغبته بعدم التوزير، والشؤون الاجتماعية والعدل والاقتصاد، بينما اسم سعادة الشامي من حصة “الحزب السوري القومي” باتت نسبة تثبيته مرتفعة لتولي موقع نائب رئيس الحكومة”.