ميقاتي مطوّق… فهل ينجح في فكّ عزلته عربياً؟

Share to:

الديار – ميشال نصر

كل المؤشرات في البلد لا تدل الى ان فترة الفراغ ستكون سهلة ومطمئتة، رغم كلام قائد الجيش العماد جوزاف عون الحازم، مع تصاعد الحركة في الشارع، من اشكال محطة الـ”ام.تي.في”، الذي كان على حافة فقدان السيطرة عليه، الى عودة حركة اقتحام المصارف ببعدها الجديد، حيث ثمة من يرى ان الدولة تخطط لوضع المودعين في وجه المصارف، وبينهما عدم تقاضي المتقاعدين رواتبهم في انتظار نشر الموازنة العامة في الجريدة الرسمية بعدما رفض رئيس الجمهورية توقيعها قبل انتهاء ولايته.

زاد من طين حركة الشارع بلة المجلس النيابي السياسية، الذي اعتبر رسالة رئيس الجمهورية السابق حبرا على ورق، مجددا ثقته بالحكومة الميقاتية “مواربة”، موجها رسالة قوية الى التيار الوطني الحر، كادت لولا اصطفاف حزب الله الى جانبه، ان تؤدي الى عملية عزل، قلما نجحت تجاربها على مدى التاريخ اللبناني. يضاف الى كل ذلك جلسة “لزوم ما لا يلزم” من انتخاب ضائع لرئيس، يريده كل من الاطراف على قياسه، شخصا وطريقة انتخاب.

وسط هذا المشهد بدت واضحة محاولة رئيس حكومة تصريف الاعمال، من العاصمة الجزائرية، فك الحصار المفروض عليه وتطويقه في السراي، بعدما تحول الى الحلقة الاضعف، محاولا تعويض خسائره الداخلية، في الهروب الى الامام خارجيا، رغم ان استراتيجيته تلك لن تفي بالغرض، بدليل “عيار” القيادات التي التقاها.

فوفقا لمصادر سياسية متابعة، وجد الرئيس المكلف، نفسه “مزلط” مع خروج الرئيس عون من بعبدا دون ان يقدم له ورقة تشكيل حكومة جديدة، وهو ما جعله في موقف حرج داخليا، مع فقدانه كامل الغطاء المسيحي، ومع اصطفاف حارة حريك، صاحبة الفضل الاول في تسميته، وفقا “للصهر”، الى جانب البرتقالي، بعدما ايقنت ان ميقاتي لعب على الحافة ولم يكن متحمسا كثيرا لتشكيل حكومة.

مصادر سياسية اشارت الى انه “الله يساعد” مصر في هذه الايام، فهي بالكاد قادرة على “النفاد بريشها”، وتاليا يخطئ من يظن انه قادر على دفع القاهرة في اتجاه مغاير لسياسة الرياض في بيروت، مستدركة بان الدور المصري انما هو في اطار اتفاق خليجي – عربي على ادارة الملف اللبناني، حيث متروك لعاصمة الاهرامات اخراج التسوية اللبنانية متى حان الوقت تماما كما حصل عام 2008 بعيد انتخاب الرئيس ميشال سليمان.

وتتابع المصادر بان من يتواصل مع المقربين من القاهرة في بيروت يدرك جيدا ان الاسابيع القادمة ستكون صعبة، وثمة مناطق جغرافية ستكون عرضة لهزات امنية، في ظل تصعيد سياسي لم يبلغ ذروته بعد، قد يكون للساحة المسيحية “حصة الاسد” منه.

وتتابع المصادر بانه حتى الساعة لم يحصل اي تواصل فرنسي – مصري لا مباشرة ولا بطريق غير مباشر، سواء على مستوى السفراء في بيروت ام على مستوى خارجية البلدين، ما يؤشر الى ان “الطبخة اللبنانية” لم تستوي بعد، رغم ان “بروفايل” الرئيس المطلوب وصل الى القاهرة، التي بدا فريقها المختص بالملف اللبناني بحث الاسماء وغربلتها.

وحول زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال الى مصر ولقائه رئيس جمهوريتها لاستكمال المحادثات التي بداها على هامش القمة العربية في الجزائر، اشارت المصادر الى ان القاهرة ليست حاضرة حاليا لتامين ما يطلبه لبنان بسبب اوضاعها الداخلية، اما على صعيد “تطرية” الاجواء مع المملكة العربية السعودية، فانه من الواضح ان الابواب مغلقة بالكامل اذ ان قرار الرياض حاسم بهذا الخصوص وقد ابلغ الى جميع المعنيين، مع مخاوف البعض من توجه اكثر تشددا للملكة في لبنان في ضوء تطورات المنطقة.

Exit mobile version