أعلنت رئيسة لجنة مهرجانات بيت الدين السيدة نورا جنبلاط انطلاق فعاليات المهرجان، خلال مؤتمر صحافي في مقر المكتبة الوطنية – الصنائع، بحضور وزراء الثقافة والاعلام والسياحة في حكومة تصريف الاعمال القاضي محمد وسام المرتضى والمهندس زياد المكاري ووليد نصار وهئيات ثقافية ووسائل اعلام محلية واجنبية وفنانين مشاركين للإعلان عن برنامج صيف 2023.
استهلت جنبلاط كلامها بالقول: “نلتقي اليوم للإعلان عن الموسم الجديد لمهرجانات بيت الدين الدولية في نسخته الـ٤٠.
نعم، أربعون عاما مضت على إطلاق هذا المهرجان وسط الكثير من الصعوبات والتحديات في منتصف الثمانينات. كما تكيف المهرجان في بداياته مع الظروف القاسية وثم إنطلق نحو العالمية محققا عبر السنوات الكثير من النجاحات وأرقاما قياسية بتنظيم أكثر من ٥٠٠ حفل إستضاف فيها أكثر من ٦٦٠٠ فنان وموسيقي ومبدع مفسحا المجال أمام مشاركة ما يزيد عن ٧٠٠ ألف مشاهد في باحات القصر التاريخي العريق”.
أضافت: “ها هو المهرجان اليوم يتكيف مع الأوضاع المستجدة التي فرضها الانهيار الاقتصادي في لبنان، ويعلن عن موسم ٢٠٢٣ كفعل إيمان، وتأكيد على دور لبنان الثقافي والفني، ورسالته الحضارية، مطلقا هذه المرة المواهب اللبنانية والعربية الشابة التي تستحق أن تطل من على خشبة مسرح بيت الدين مع كل ما يمثله من رمزية تاريخية ومعنوية كبيرة”.
وختمت: “قبل أن أطلعكم على البرنامج، اود أن اشكر وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على استضافتنا في هذا الصرح الثقافي العريق أي قاعة المكتبة الوطنية، ووزير السياحة الأستاذ وليد نصار على متابعته ودعمه الدائم، ووزير الإعلام الأستاذ زياد المكاري وكل وسائل الإعلام على المواكبة المستمرة”.
من جهته، قال وزير الثقافة: “قد نتفق بالسياسة مع وليد جنبلاط وقد نختلف وهذا حق لكل منا ولكن ليس لاحد ان ينكر على وليد جنبلاط انه مثقف من الطراز الرفيع، ولا يستطيع احد أن ينكر على وليد جنبلاط أن ثقافته ولدت في داخله وعيا على مستوى حفظ الموروث بشكل او بآخر، أحببنا او لم نحب، يجب ان نسلم جدلا بأن فضل وليد جنبلاط على الثقافة في الجمهورية اللبنانية وهذا الفضل يظهر بأبهى صورة في هدية قدمها وليد حنبلاط للثقافة اللبنانية متمثلة بالسيدة نورا”.
اضاف: “ليس استثنائيا ان نقول بأن لبنان وحب الحياة توأمان لأن بلدنا منتج لثقافة الحياة كما تنتج الوردة رحيقها، ولكن الاستثنائي في لبنان أن تنبت فيه الحياة حيث يشتبه للناظر أن بلدنا مهدد بالسبات. من سباتنا تخرج اليقظة، ومن استكانتنا تهب دينامية الخلق والابداع، فكأنه ما كان لبنان الا وكانت معه هذه القدرة الربانية على استيلاد الجمال. ولا عجب في ذلك في بلد يحبه الجمال في كل حالاته”.
وتابع: “من هذه الحقيقة الجمالية تعود مهرجانات بيت الدين لتجسد فرح الأمكنة أولا. بيت الدين التي وهبت المعنى لصقل الرخام وتلألؤ الموزاييك لا في قصر الأمير الشهابي فحسب بل في نفوس أهل الشوف الأبي الذين تتلألأ في ضمائرهم محبة لبنان ويصقل في أرواحهم رخام ثقافة اللقاء انفتاحا وتنوعا”.
وقال: “من ههنا من بيت الثقافة في لبنان إلى بيتها في بيت الدين، نعلن استمرار عودة كل تجليات الفن الى باحات هذه المدينة الشوفية العريقة، عودة ميمونة موقعة بتصميم السيدة نورا جنبلاط وفريقها في لجنة مهرجانات”.
اضاف: “من تأزيم السياسة إلى تلزيم الفرح ستنطلق مهرجانات بيت الدين هذا العام لتعيد تعريف الوطن اللبناني من جديد حيث تذوب الأحقاد على صوت ناي شجي وتتآلف الأضداد على عزف قيثارات تملأ يأسنا رجاء ويتأنسن التنافر على أنين كمنجات هي ميلوديا الأمل بغدنا الآتي، انها مهرجانات أشبه برسائل مشفرة بالموسيقى والغناء والمسرح وسائر ضروب الابداعات المجنحة يتلقفها العالم القريب والبعيد مفادها ان لبنان هنا. لبنان ها هنا. حدقوا أتذكرون من أنا؟ فعندما يقرر لبنان ان يحتفل، يتحول الى سبب سعادة العالم”.
وتابع: “كل الرعاية والمواكبة لمهرجانات بيت الدين، فهي وزارة الثقافة الحقيقية وما نحن سوى أبوابها المفتوحة ونوافذها المشرعة وسجادتها الحمراء. من الوزارة إلى بيت الدين ألف تحية، ومن بيت الدين الى لبنان سيرفرف علم لبنان حاملا عشق الحب والخير والجمال الى جميع اللبنانيين”.
وختم: “نريد لمهرجان بيت الدين أن يكون هذا العام ككل عام، مهرجانا لبث روح الإلفة بين اللبنانيين وفقا لقيمهم الجامعة وللإعلان أن حفظ هذا الوطن والعمل على الوحدة الوطنية هو من الإيمان والدين عند جميع اللبنانيين”.
بدوره، قال وزير الاعلام: “بيروت عاصمة للإعلام العربي” عنوان تندرج تحته عناوين كثيرة، وبيت الدين أحد أبرز هذه العناوين، فبيت الدين أكثر من عنوان، وأكبر من مهرجان. هو تظاهرة فنية ثقافية محلية وعالمية، في قصر تاريخي ينفذ منه الضوء وإليه”.
اضاف: “في قصر الأمير بشير التاريخي الذي نعتبره تحفة للثقافة والسياحة، تضيء السيدة نورا جنبلاط كل صيف، جوانب من دور لبنان في الثقافة والحداثة والإشعاع، ليبقى بلد الـ 10452 كيلومترا مربعا، وفيا لأدواره الريادية. فشكرا نورا جنبلاط على مبادراتك السخية، وشكرا للوزير المرتضى لاستضافتنا في هذا الصرح الكبير الذي يضم تاريخ لبنان ثقافيا”.
أما وزير السياحة فقال: “ان انعقاد المؤتمر في مقر المكتبة الوطنية اختيار موفق مما يدل على ثقافة وحضارة لبنان”.اضاف: “كل التهنئة للجنة مهرجانات بيت الدين التي تعمل رغم كل الظروف المعيشية والاقتصادية السيئة مما يدل على الارادة والعزيمة الصلبة لدى لجنة تضم اكثريتها سيدات عملن ويعلمن لاحياء المهرجانات”.
البرنامج
وأعلنت جنبلاط برنامج المهرجان لهذه السنة، والذي “يؤكد على دور لبنان الثقافي والفني من خلال هؤلاء الفنانين المبدعين الشباب والبعض منهم موجود معنا اليوم”.
وفي ما يلي البرنامج المقرر :”الافتتاح 20 تموزالديفا فرح الديباني يرافقها المايسترو لبنان بعلبكي قائدا للأوركستراتفتتح المهرجان mezzo sopranoالمصرية الفرنسية الحائزة على جوائز العالمية فرح الديباني/ ببرنامج أعد خصيصا لبيت الدين، مجموعة من الألحان الكلاسيكية، إضافة إلى الحان واغان لكبار نجوم العالم العربي من فيروز – أسمهان وداليدا.
تدربت وغنت فرح الديباني في دار الأوبرا في برلين و باريس، وغنت على مسارح عالمية عديدة منها أوبرا بولشوي، وأوبرا الصين، ومهرجان الفن في البندقية، AlUla وغيرها.