من يريد الترشّح فبإسمه الشخصي.. الحريري لكتلته: لن اترشح!

Share to:

الأنظار السياسية والشعبية ستتجه بصورة اكثر سخونة نحو القرار الذي يفترض ان يعلنه الرئيس سعد الحريري الاثنين المقبل أيضا حيال مسألة مشاركته الشخصية كما مشاركة تيار وكتلة “المستقبل” من عدمهما في الانتخابات النيابية.

ذلك انه غداة عودة الحريري الى بيروت تفاعلت على نطاق واسع مسألة مشاركته او عزوفه عن الترشح للانتخابات وسط تنامي المؤشرات التي ترجح عزوفه الشخصي عن الترشح فيما كان النقاش الداخلي في الهيئات القيادية لتيار “المستقبل” وعبر كتلته النيابية يتمحور حول القرار الحاسم أولا عما إذا كانت التيار سيخوض الانتخابات ويشرع في تأليف لوائحه وعقد تحالفاته الانتخابية ام سيمتنع بدوره عن خوضها بما يطلق الحرية لمن أراد من محازبيه ان يترشح. وترأس الحريري لهذه الغاية اجتماعا عصر أمس في بيت الوسط لكتلة المستقبل ثم رأس اجتماعا اخر للمكتب السياسي لـ”تيار المستقبل”، ولم يصدر أي بيان عن الاجتماعين اذ تقرر ان يعلن الحريري القرار النهائي في شأن المشاركة الاثنين المقبل. وفهم ان الحريري طلب من أعضاء الكتلة الالتزام التام بعدم تسريب أي معلومات ومعطيات عن المداولات السرية الجارية والتي تهيئ لقرار كبير كما بات معلوما. ذلك ان عددا وافرا من أعضاء كتلة “المستقبل” قرر ان يعزف عن الترشح في حال قرر الحريري نهائيا العزوف، كما بات مرجحا، كما ان الحريري سيواصل اليوم وغدا اللقاءات مع منسقي المستقبل وأعضاء المكتب السياسي كما سيزور الرئيس نبيه بري، ويرجح ان يعقد أيضا رؤساء الحكومة السابقون اجتماعا في بيت الوسط. هذا الاستنفار الاستثنائي أبرز الدخول في مناخ محفوف بدقة وقلق عاليين عبرت عنه مراجع سياسية بارزة لـ”النهار” بطرحها مساء امس السؤال: هل نقترب من انتخابات بلا “المستقبل ” للمرة الأولى منذ التسعينات واي اثر سيكون لهذا الحدث الاستثنائي؟

وحسب “الأخبار” اجتماعات الحريري، أمس، لم تتضمّن نقداً ذاتياً أو مُراجعة، بل عرْض لخيارات يدرسها الحريري، بدءاً من عزوفه عن الترشّح للانتخابات النيابية، مروراً بحلّ الماكينات والمنسقيات والتيار ككل. “الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات”، هذا ما أوحى به الحريري الذي لم يفرج دفعة واحدة عمّا يخطّط له.في اليوم لثاني لزيارته، التقى الحريري كتلة “المستقبل” النيابية ومكتبه الرئاسي، في جلستَين منفصلتين استمرتا لساعات. خلالهما، استذكر النتائج المُخيّبة التي حصدها هو وتياره من السياسات والتحالفات الخاطئة منذ عام 2005. تحدث عن كل ما يتّصل بتيار رفيق الحريري، كيف كان، وما أصبح عليه. وقدّم مطالعة حول واقع التيار المالي والتنظيمي والسياسي والشعبي، محاولاً إيهامهم بأنه يٌفكّر معهم بصوت عالٍ ويريد الاستماع الى آرائهم، لكنهم جميعاً فهموا أن القرار مُتّخذ: “لا مكان لتيار المستقبل في الانتخابات المقبلة”. هذا هو المهم، والباقي تفاصيل.

أكثر من نائب في الكتلة أكدوا للحريري أن “قراره بعدم الترشح أو تبنّي لوائح غير منطقي أو مقبول. لا بل هو قرار مُجحف وستكون له تداعيات كبيرة على الجمهور وعلى الطائفة وعلينا”. ورفض عدد من النواب ما قيل عن نسبة التأييد في الشارع، مشيرين إلى أن “لديهم أصواتاً انتخابية كثيرة في مناطقهم، وأن ما يساعدهم هو غياب البديل”. لكن الحريري لم يظهر اقتناعاً بكل ما قيل، وأكد أنه “يفضّل أن لا يخرج حالياً أي موقف رسمي عن التيار”، لأنه يريد أن يستكمِل جولته السياسية. لكن “أريدكم الاثنين هنا، كل أعضاء الكتلة”، كما نُقل عنه، مع التداول بمعلومات عن نيته عقد مؤتمر صحافي لإعلان الموقف رسمياً، ويريد أن تكون الكتلة معه للإيحاء بوجود تأييد نيابي لهذا الموقف.

بالمقابل، برز على السطح على السطح صراع خفي بين النائبة بهية الحريري وبين رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة حول تولي قيادة تيار المستقبل. هذا النزاع الداخلي سيحتدم اكثر فاكثر في الايام المقبلة ما دامت الرئاسة لم تحسم لمصلحة من. وعليه حسب “الديار”، تعتبر بهية الحريري نفسها الاولى والاعلم في رسم سياسة تيار المستقبل ووضع صيغته في مقاربة المسائل الداخلية والعربية. اما السنيورة فهو يرى انه الابرع سياسيا، وقد برهن ذلك بعد استشهاد رئيس الحكومة رفيق الحريري حيث جعل من تيار المستقبل رقما صعبا في المعادلة السياسية محافظا على ارث رفيق الحريري، وظهر السنيورة على انه سياسي شرس بوجه اخصامه عندما تولى رئاسة الحكومة.

وكشف مصدر مواكب للمشاورات التي باشرها الحريري أنه يميل إلى العزوف عن خوض الانتخابات النيابية، وقال لـ”الشرق الأوسط” بأن خوضه لها ليس مُدرجاً على جدول أعماله ترشحاً أو من خلال دعمه للوائح انتخابية تضم مرشحين عن “المستقبل” أو آخرين يدورون في فلك التيار الأزرق.
ولفت المصدر المواكب إلى أن الحريري أوشك على اتخاذ قراره بعدم التدخل في الانتخابات النيابية، ولا من خلال مرشحين مستقلين، وقال إنه يترك للنواب الحاليين الأعضاء في كتلته النيابية والمنتمين للتيار الأزرق الحرية في اتخاذ القرار المناسب ترشحاً أو عزوفاً عن خوض الانتخابات، إنما على مسؤولياتهم الشخصية.
واعتبر أن المسار العام للانتخابات النيابية يدخل الآن مرحلة جديدة غير تلك المرحلة التي سبقت قراره، وقال إنه سيكون للحريري موقف رسمي يعلنه بعد غد الاثنين، وهذا ما يدفع بالقوى السياسية التي تتحضر لخوض الانتخابات إلى مراجعة حساباتها بدقة لما للتيار الأزرق من امتدادات تكاد تغطي معظم الدوائر الانتخابية، إضافة إلى الناخبين اللبنانيين المقيمين في بلاد الاغتراب الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة في الانتخابات من أماكن سكنهم.

وقالت مصادر في كتلة «المستقبل» لـ«الجمهورية»، انّ الرئيس الحريري قدّم عرضاً للمشهد السياسي بصورة عامة، متوقفاً عند الآثار الكارثية التي حلّت بالوضع الاقتصادي والمالي، وجراء السياسات التي اتبعها العهد الحالي، وصولاً الى الاستحقاق الانتخابي.

وكشفت المصادر، انّ الحريري اكّد للمجتمعين بشكل واضح وصريح انّه قرّر عدم المشاركة نهائياً في الانتخابات لا هو شخصياً، ولا تياره السياسي، اي تيار «المستقبل».

واشارت المصادر، الى انّ بعض نواب الكتلة أعربوا عن رفضهم لهذا القرار إن كان سيُتخذ، وبعضهم الآخر عبّروا عن مخاوفهم منه، واصرّوا على ضرورة بقاء الرئيس الحريري في هذا الاستحقاق. الّا انّ الحريري اكّد إصراره على هذا الامر وهو نهائي ولا عودة عنه.

ولفتت المصادر، الى انّ الحريري صارح الحاضرين في الاجتماع بأنّ تيار «المستقبل» لن يقدّم أي مرشح لهذه الانتخابات، ولن يتبنّى أي مرشح، وسمع اعضاء كتلته منه انّه حتى ولو أراد ممن هم اعضاء حالياً في الكتلة، او ينتمون الى تيار «المستقبل»، ان يترشحوا للانتخابات، فإنّ ترشيحهم على مسؤوليّتهم ويكون بإسمهم الشخصي وليس بإسم التيار.

واشارت المصادر، الى انّ اجتماع الأمس، لم ينته الى قرار، حيث تمّ التوافق على استكمال النقاش في اجتماع ثانٍ للكتلة برئاسة الحريري يُعقد الاثنين المقبل، ويُعلن على إثره الحريري قرار عدم المشاركة..

وفي موازاة الحديث عن أنّ موقف الرئيس الحريري قد بات شبه محسوم لناحية عزوفه عن الترشّح في الانتخابات المقبلة، علمت «الجمهوريّة»، انّ حركة اتصالات مكثفة تجري لثني الرئيس الحريري عن قرار العزوف، وخصوصاً انّ خطوة كهذه قد تشرّع الباب على احتمالات غير محمودة.

وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، بحسب ما يُنقل عنه، لا يحبّذ خروج الحريري، وإن حصل ذلك، يكون خطأ كبيراً.

وكشفت مصادر «اشتراكية» لـ«الجمهورية» عن انّ الاتصالات مع الرئيس الحريري لم تتوقف، وقالت انّ موقفنا من هذا الأمر خلاصته انّ الرئيس الحريري يشكّل ركناً سياسياً اساسياً وعنوان اعتدال، وغيابه عن المسرح الانتخابي، قد تترتب عليه مخاطر، أقلّها خلق خلل في التوازن الداخلي وفراغ قد يستغل من قِبل بعض الجهات والتيارات المتطرفة والمتشدّدة.

وفي السياق نفسه، تؤشر اجواء مقرّ رئاسة مجلس النواب في عين التينة، الى موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يرى ضرورة في بقاء الرئيس الحريري على حضوره الفاعل في المسرح السياسي، وبالتالي مشاركته المباشرة بشخصه وتياره في الانتخابات النيابية.

وبحسب هذه الأجواء، فإنّ الرئيس بري الذي يؤكّد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المحدّد، ولا يرى ما يوجب عدم إجرائها على الإطلاق، فإنّه استمر في جهود يبذلها مع الرئيس الحريري، عبر معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، على ما حصل في الساعات القليلة الماضية، لإقناعه بضرورة استمراره، قطعاً للطريق على أي تداعيات يمكن ان تنشأ عن عزوفه عن ترشيح نفسه للانتخابات.

وتخلص أجواء عين التينة الى التأكيد على اهمية وضرورة استمرار الرئيس الحريري وتياره السياسي في موقعهما التمثيلي، سواء على المستوى السنّي او على المستوى السياسي العام، مذكّرة بما قاله الرئيس بري قبل أيام قليلة من أنّ أي انكفاء سواء من الرئيس الحريري او من تيار «المستقبل» عن المشاركة في الانتخابات قد تكون له تداعيات على خريطة البرلمان المقبل».

ولفت في هذا المجال، ما ذهبت اليه مصادر نيابية في فريق 8 آذار، لناحية التخوّف من انّ عدم ترشح الحريري في الانتخابات قد يكون سبباً في تعطيل الانتخابات في ايار. وقالت لـ«الجمهورية»، انّ الحريري برغم ما يشوب العلاقة معه من تحفظات وعدم التقاء على سياسته، الّا انّه يمثل الشريحة الأوسع من الطائفة السنّية، وهذا ما لا يستطيع احد ان ينكره عليه، ولذلك إن لم يترشح فهذا يبعث القلق على الانتخابات.

Exit mobile version