من هنا يستطيع سعد الحريري تحسين وضعه كزعيم سني واستعادة موقع الرئاسة الثالثة…

Share to:

بقلم ندي عبدالرزاق

السجالات السياسية في تأليف الحكومة ما بين سعد الحريري والرئيس ميشال عون  لن تنتهي ، فمنذ تكليف سعد الحريري لتأليف الحكومة، لم يخلو المشهد السياسي من المشاحنات العلنية والمبطنة والمباشرة وغير المباشرة ومن نعت بالكذب ورد على النعت بالنعت، ففي لبنان الدولة تعيش في كوكب واللبنانيون في كوكب آخر، فما حدث في طرابلس مؤخرا بيّن ان الدولة بكل ما فيها معزولة كليا عن الواقع كأنهم يعيشون على كوكب اسمه ” هولو لولو” 

فعمليا ” الحريري” قد اسقط من الشارع السني على اعتبار  طرابلس هي عاصمة الثقل السني، بحكم موقعها وتكوينها، وبالتالي فإن كل ما حدث يجعل الدائرة تدور حول سعد الحريري، كونه رئيس تيار المستقبل وزعيم الأكثرية السنية التي أصبحت واقعيا اكثرية وهمية، مما جعل الأحداث الأخيرة في عاصمة لبنان الثانية تعود سلبا على “الحريرية” السياسية، بطبيعة الحال المعادلة خاسرة، ووضعت الحريري  أمام وضع محرج ولا يمكن الخروج منه ولا بأي تسوية او معادلة. 

ما حصل في طرابلس، وامتد  على أكثر من منطقة في لبنان,  جعل سعد الحريري يتمسك بالتكليف لآخر لحظة من عهد ميشال عون والا فإنه يكون قد أسقط إلى غير رجعة  من الحياة السياسية، وبالتالي  يكون قد خضع لمحاولات الابتزاز. 

فسعد الحريري أمام منزلقين : الأول يكون ميشال عون ومن ورائه جبران باسيل نجحا في هزيمته، والانزلاق الثاني : هو وضع السياسة السنية في أخطر المنعطفات ، وبالتالي فإن استمرار الحريري كرئيس مكلف يعني خسارة بالسياسة واستنزاف من رصيده، وتحديدا ما جرى في طرابلس، جعله يخسر من شعبيته اكثر ويتقلص من رصيده السني، على اية حال فإن ما حصل في الشمال قد أفاد بعض الأطراف السياسية والحزبية، الذين اتخذوا موقعا للفرجة والمراقبة وحتى الشماتة. 

ولو ان سعد الحريري حصر ما حدث في إطار أزمة الحكم لا أزمة الحكومة فيكون قد لعب بطريقة ذكية وبالتالي رمى الكرة في ملعب رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل، على كل حال اذا قبل سعد الحريري بتأليف حكومة مشروطة او حتى التعويل على مبادرات خارجية من أجل تجديد التسوية بشروط جبران باسيل وبالتالي سيكون مضطرا لدفع الثمن داخليا وخارجياً.  على اية حال ما أن يوافق سعد الحريري على شروط ميشال عون وجبران باسيل فعندها يكون سعد الحريري قد انتحر سياسيا، وربما يؤلف الحكومة ويعود إلى السراي الحكومي، الا ان مؤكد المؤكد انه سوف يخرج من الانتخابات النيابية القادمة وبالتالي تشكيل اكبر كتلة برلمانية سنية.  على كلٍ، هناك خطوة ان بادر بها الرئيس سعد الحريري ربما تعطيه بعض الرصيد السني وهو المبادرة إلى الاستقالة من مجلس النواب ويليه سمير جعجع ووليد جنبلاط ونجيب ميقاتي، وبالتالي يصبح البرلمان معطلا لأسباب ميثاقية، فلا يستطيع منح ثقة لحكومة ولا لانتخاب رئيس للجمهورية ومن هنا تصبح الانتخابات النيابية ممراً الزامياً للجميع، ومن هنا يستطيع سعد الحريري  تحسين وضعه كزعيم سني.

بقلم ندي عبدالرزاق

Exit mobile version