نضال العضايلة
حكم الرئيس فلاديمير بوتين روسيا لأكثر من عقدين من الزمان، وبموجب الدستور يمكنه البقاء بالمنصب حتى عام 2036، حيث سيبلغ من العمر 83 عاما.
وحتى وقت قريب، كان الكثيرون يراهنون على بقاء الضابط السابق بالاستخبارات السوفيتية (KGB) في السلطة مدى الحياة، غير أن قراره بشن عملية عسكرية شاملة ضد أوكرانيا يعتبر بمثابة “بجعة سوداء” حقيقية وسط تداعيات لا يمكن التنبؤ بها، بحسب تحليل نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية.
وذكرت الصحيفة البريطانية خلال تحليلها أن الفشل في السيطرة على كييف مقترنا بالخسائر العسكرية المتزايدة قد يتسبب في توترات داخل الجيش، في حين قد تقوض الصعوبات الاقتصادية التي تسببت فيها العقوبات الغربية شعبية بوتين بين عموم الروس.
ورغم عدم وجود مؤشرات على وجود خلاف بين النخبة، كانت هناك إشارات صغيرة تشير إلى أن ليس جميع المسؤولين سعداء بالتكلفة البشرية والاقتصادية للحرب.
وكثيرًا ما كانت الصراعات العسكرية السبب وراء الاضطرابات السياسية في روسيا، من الهزيمة في الحرب الروسية اليابانية من 1904 إلى 1905، إلى الحرب في أفغانستان التي أثبتت أنها أحد العوامل المحفزة لانهيار الاتحاد السوفيتي.
سيرغي كوجوغيتوفيتش شويغو
هو وزير الدفاع من 20 يناير 1994 حتى 11 مايو 2012 تولى منصب وزير روسيا لشؤون الدفاع المدني وحالات الطوارئ والتخلص من عواقب الكوارث الطبيعية.
ولد سيرغي شويغو يوم 21 مايو/آيار عام 1955 في مدينة تشادان بجمهورية توفا الروسية في عائلة مسؤول حكومي رفيع المستوى.
كان والده نائبا لرئيس الحكومة في جمهورية توفا السوفيتية، وتخرج سيرغي شويغو عام 1977 من المعهد التكنولوجي في مدينة كراسنويارسك بتخصص مهندس معماري، ثم عمل خلال 15 عاماً في المشاريع الكبرى بمنطقة سيبيريا.
في عام 1990 تم تعيين سيرغي شويغو ، وكان آنذاك عضوا حديث العهد في الحزب الشيوعي السوفيتي، نائبا لرئيس لجنة الفن المعماري والإنشاءات لدى حكومة جمهورية روسيا الاتحادية السوفيتية الاشتراكية، لكن القيادي الشاب مل سريعا من العمل البيروقراطي في موسكو فقرر العودة إلى كراسنويارسك حيث ولع بدراسة طرق تصفية آثار الكوارث الطبيعية.
عرض عليه بعد فترة أن يترأس فيلق الطوارئ. فوافق شويغو على تولي هذا المنصب، وفي عام 1991 اتخذ شويغو قرارا بتشكيل فرق طوارئ في كافة أقاليم روسيا. وذلك بهدف زيادة سرعة وفاعلية معالجة حالات الطوارئ في عموم روسيا.
وقام الرئيس الروسي دميتري مدفيديف يوم 30 مارس/آذار عام 2012 بترشيح سيرغي شويغو لتولي منصب محافظ مقاطعة موسكو، ووافق مجلس الدوما بمقاطعة موسكو بالإجماع على تعيين شويغو محافظا لموسكو أوبلاست، وتولى سيرغي شويغو في 11 مايو/أيار عام 2012 منصب المحافظ في المقاطعة.
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2012 أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما رئاسيا بتعيين الفريق أول سيرغي شويغو وزيرا للدفاع في روسيا.
نيقولاي بلاتونوفيتش باتروشيف
وُلد عام 1951 في لننغراد (سانت بطرسبورغ حالياً)، ابناً لضابط في البحرية السوفيتية الذي كان أيضاً عضواً في الحزب الشيوعي السوفيتي.
تخرج من معهد لننغراد للشحن عام 1974، وعمل في البداية مهندساُ في مكتب تصميمات بناء السفن التابع للمعهد، لكنه سرعان ما تركه عام 1975، بعد تجنيده من قبل المخابرات السوفيتي.
التحق بفصول المخابرات والأمن في مدرس المخابرات السوفيتية في مينسك، ولاحقاً بمدرسة ثانوية تابعة للمخابرات السوفيتية في موسكو (أكاديمية مصلحة الأمن الاتحادية حالياً).
بعد تخرجه، كان ضابط أمن في المخابرات السوفيتية في مدنية لننغراد، وفي النهاية ترقى ليصبح رئيساً لوحدة مكافحة التهريب ومكافحة الفساد في المخابرات السوفيتية المحلية.
بعد انهيار الاتحاد السوفيتية استمر باتروشيف في العمل في مصلحة الأمن من 1991 حتى 1994، كان وزيراً لأمن جمهورية كارليا عام 1994، ثم ذهب إلى موسكو كمدير لمصلحة مكافحة التجسس الاتحادية.
في يونيو 1995، أصبح باتروشيف نائباً لرئيس لمصلحة الأمن الاتحادية وادارة التفتيش، وفي مايو-أغسطس 1998 كان رئيساً لمصلحة ادارة الطاقم الرئاسي؛ في أغسطس-أكتوبر كان نائب رئيس الطاقم الرئيس؛ في أكتوبر 1998 عُين نائب مدير مصلحة الأمن الاتحادية ورئيساً لمديرة الأمن الاقتصادي، وفي أبريل 1999، أصبح نائب أول مدير مصلحة الأمن الاتحادية. في 9 أغسطس من العام نفسه أصدر الرئيس بوريس يلتسن مرسوماً بتعيينه مديراً، خلفاً لصديقه المقرب فلاديمير بوتن.
في استفسار عام بريطاني حول تسمم ضابط المخابرات الروسي السابق ألكسندر لتفننكو وُجد أنها “عملية قامت بها مصلحة الأمن الفدرالية لقتل السيد لتفننكو والتي من المحتمل وقوعها بموافقة السيد باتروشيف والرئيس بوتن أيضاً.
منذ 2008 كان باتروشيف سكرتيراً لمجلس الأمن الروسي، هيئة استشارية رئاسية الخاصة بقرارات الرئاسي المتعقلة بشئون الأمن القومي.
بعد ضم روسيا الاتحادية للقرم أُدرج باتروشيف على قائمة الاتحاد الأوروبي للأفراد المعاقبون في روسيا.
في أبريل 2018، فرضت المملكة المتحدة عقوبات عليه وعلى 23 مواطن روسي آخر، وفي أعقاب مؤامرة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في أكتوبر 2016 في الجبل الأسود، وصف خبراء، مثل مارك غاليوتي، باتروشيف بأنه رجل المرحلة في الكرملن فيما يخص البلقان، والذي فُسر على أنه يشير إلى نهج روسيا المتشدد على نحو متزايد في المنطقة وكذلك الأهمية المتزايدة لها في استراتيجية السياسة الخارجية الروسية.
يعتقد باتروشيف أن الولايات المتحدة الأمريكية تفضل لو كانت روسيا غير موجودة على الإطلاق، وحسب باتروشيف، فإن الثورة الأوكرانية 2014 أشعلتها الولايات المتحدة.
فاليري غيراسيموف
مواليد 8 سبتمبر 1955 في قازان، هو جنرال روسي والرئيس الحالي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية ونائب وزير الدفاع الأول.
تم تعيينه من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 9 نوفمبر 2012.
ينسب إليه ما يسمى “مبدأ غيراسيموف” -الغالب حالياً على الدفاع الروسي− الذي يمزج الأدوات العسكرية والتكنولوجية والمعلوماتية والدبلوماسية والاقتصادية والثقافية وغيرها التي بحوذة الدولة الروسية والتي تـُطلـَق صوب فئة من الأهداف الاستراتيجية. ومن كل أولئك، “القتال السياسي” يكون المفضل لكونه الأقل كلفة.
دميتري آناتوليفيتش ميدفيديف
ولد في 14 سبتمبر 1965 في سانت بطرسبرغ، رئيس وزراء روسيا العاشر، تقلد المنصب منذ عام 2012، وشغل سابقاً منصب رئيس روسيا الثالث، من 2008 إلى 2012.
عندما تسلم منصبه في سن الـ 42 كان أصغر عمراً من رؤساء روسيا الثلاثة السابقين، ولد لعائلة من الأكاديميين، وتخرج ميدفيديف في كلية الحقوق في جامعة لينينغراد الحكومية في عام 1987.
دافع عن أطروحته في عام 1990 وعمل محاضراً في جامعته التي أعيدت تسميتها إلى جامعة ولاية سانت بطرسبرغ، حيث كان يدرس القانون المدني والروماني لغاية عام 1999.
بدأت حياته السياسية مديراً للحملات الانتخابية وبعد ذلك مستشاراً لرئيس بلدية سان بطرسبرغ أناتولي سوبتشاك، خلال هذا الوقت، أصبح صديقاً لفلاديمير بوتين.
في نوفمبر 1999، تعاقدت الإدارة الروسية مع ميدفيديف، حيث كان يعمل نائبا لرئيس هيئة الأركان.
كان ميدفيديف مدير حملة بوتين في الانتخابات الرئاسية عام 2000، وفي 14 نوفمبر 2005، عين ميدفيديف نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء وكلف بالإشراف على المشاريع ذات الأولوية الوطنية.
عمل رئيسا لمجلس إدارة شركة غازبروم، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى عام 2008، وفي 10 ديسمبر/كانون الأول 2007، نال مدفيدف تأييدا غير رسمي من أربعة أحزاب سياسية كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة هذه الأحزاب هي: روسيا المتحدة، روسيا العادلة، الحزب الزراعي الروسي وحزب القوات المدنية، ونال التأييد الرسمي من حزب روسيا المتحدة في 17 ديسمبر/كانون الأول 2007.
دعم الرئيس المغادر ذو الشعبية الواسعة فلاديمير بوتين ترشح ميدفيديف، مما منحه دفعاً معتبراً.
وفي الانتخابات الرئاسية لعام 2008، والتي أقيمت في 2 مارس/آذار 2008 ربح مدفيديف بنسبة 70.28% من أصوات المقترعين، وجرى تنصيبه في 7 مايو/أيار 2008.
في الدورة التالية للانتخابات الرئاسية نجح بوتين وقام بتعيين ميدفيديف رئيسا لمجلس الوزراء، وفي 26 مايو/أيار 2012، تم تعيين مدفيديف رسميا كرئيس وقائد لحزب روسيا المتحدة.
بشكل عام يعتبر ميدفيديف أكثر ليبرالية من فلاديمير بوتين، وضع على رأس جدول أعماله كرئيس تنفيذ برنامج تحديث واسع النطاق، يهدف إلى تحديث الاقتصاد والمجتمع الروسي، وتقليل اعتماد البلاد على النفط والغاز.
خلال فترة حكم ميدفيديف، خرجت روسيا منتصرة في الحرب الروسية-الجورجية وتعافت من الركود الكبير، واعتبر الفساد من أكبر مشاكل روسيا، فأطلق ميدفيديف حملة لمكافحة الفساد، وشرع بأعمال إصلاحية جوهرية تتعلق بالقوانين في البلاد.
في السياسة الخارجية، تشمل الإنجازات الرئيسية له التوقيع على معاهدة ستارت الجديدة، وهي معاهدة “إعادة ضبط” العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، التي توترت بشدة في أعقاب حرب روسيا مع جورجيا، فضلا عن زيادة التعاون بين روسيا وبلدان بريكس، والحصول على قبول روسيا إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2011.
ميخائيل فلاديميروفيتش ميشوستين
مواليد 3 مارس 1966 في موسكو، هو خبير اقتصادي وسياسي روسي، تولى منصب رئيس وزراء روسيا اعتبارًا من 16 يناير 2020.
يعتبر ميخائيل ميشوستين مهندس ورجل اقتصاد أيضا، وقالت وسائل الإعلام العامة في روسيا إنه “الشخصية التي خدمت الدولة بفعالية”، واعتبرته قناة روسيا اليوم الرجل الذي ابتكر “أفضل نظام لتحصيل الضرائب في العالم”.
هذا، وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تقارير المحادثات السنوية التي أجراها مع ميشوستين والمنشورة على الموقع الإلكتروني للرئاسة الروسية، بالنتائج التي حققها الرجل.
وبعد قضائه عامين على رأس صندوق استثماري في القطاع الخاص، تم تعيينه في 2010 رئيسا لدائرة الضرائب.
ولطالما حرص ميشوستين، الذي يروج لرقمنة الاقتصاد في بلاده، على تشجيع إنشاء قاعدة بيانات مركزية كفيلة بتحسين كفاءة عملية تحصيل الضرائب وتكون في متناول باقي الإدارات.