لبنان اليوم، لا ماء، لا دواء، لا كهرباء، لا غذاء، لا رجاء يرتجى من هذه السلطة التي سقت شعبها زوم الزيتون، ولا هواء يمكن تنشقه بعدما لوثته الطبقة الحاكمة بالنفايات التي حوّلت لبنان الى مكب لنشر الامراض المميتة. وحتى اليوم لم يقف القضاء وقفة عزّ وينتصر لكرامته وكرامة الشعب ويسوق المجرمين الذين قتلوا لبنان الى السجون، بعدما نهبوا اموال اللبنانيين وأفقروا حتى الفقراء والمعوزين.
السلطة اليوم مستنفرة و»معجوقة»، ولا تنام الليل لتؤمن للشعب حكومة «تشيل الزير من البير»، ولذلك رأت ان تفتش عن شخصية يحمل تاريخها الثقة ونظافة الكف، واذ بدأت تطرح في السوق اسماء اشخاص سيرتهم الذاتية لا تصبّ في مصلحتهم، أو اسماء اشخاص قد لا يصلحون ليكونوا رؤساء بلدية أو مخاتير مع كامل احترامي لهؤلاء، أو اسماء شخصيات تواجه ب»فيتو» من هنا و»فيتو» من هناك، ليس لأنهم فاسدون ولا عاجزون، بل لانهم لا يبيعون ولا يشترون ولا يدخلون في بازار المحاصصة، وهمهم الاول والاخير مصلحة لبنان وسيادته.
الصورة اليوم لمهزلة الاستشارات التي يفترض أن تبدأ اليوم، بعدما انتهت عملية الضم والفرز والشروط والشروط المضادة، ان ما رفضه سعد الحريري واعتذر عن عدم تشكيل الحكومة لا يتجرأ ان يتجاوزه المرشحون، الا الذين يستميتون لدخول «نادي رؤساء الحكومة» بأي ثمن، وتبقى مشكلة تسمية الوزراء المسيحيين وفرض الثلث المعطل، العقبة التي لم تذلل حتى الساعة، على الرغم من أن اوروبا واميركا والامم المتحدة اعلنت انها مع تشكيل حكومة سريعا دون ان تضع شروطا ومقاييس لهذه الحكومة، لأن انهيار لبنان بكامله يقلق هذه الدول من «خربطة» الوضع في الشرق الاوسط ومن هجرة مليونية لا تحتمل.