عام على إطلاق “حرب الإسناد” جنوباً، وأسبوعان على تدحرج البلد برمّته نحو التهديد والقصف والغارات المتواصلة.
وبين هذين الحدثين، “التهبت” كرة النازحين وارتفع منسوبها بنحو تصاعدي – دراماتيكي، حتى وصل العدد الى ما يقارب مليوناً و300 ألف!
هكذا، بانت صورة لبنان “النازح” عبر الأعداد التي تكبر ككرة ثلج. هم تهجّروا من بيوتهم وأرضهم، ومنهم من نزح مرتين أو ثلاثاً، ليملؤوا ما يقارب 1000 مركز إيواء، حتى الساعة.
أما مناطقياً، فقد توزعت الأعداد بتفاوت، لكنها “مسحت” لبنان بأكمله شمالاً وجبلاً، وفي قلب العاصمة.
فاق المليون
يقدّر العدد الإجمالي للنازحين بمليون و300 ألف شخص، وفي آخر تحديث رسمي لها، رصدت هيئة الطوارئ الحكومية أن 179 ألفاً و500 نازح هم مسجلون في مراكز الإيواء، كما أشار التقرير إلى أن عدد مراكز الإيواء بلغ حوالي 973 مركزاً، ويستمر هذا الرقم في الارتفاع مع تواصل النزوح من الجنوب، بالإضافة إلى البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
تمكنت “النهار” من الرصد المناطقي، بالأرقام، فيما تسجل النسبة الأعلى في بيروت وجبل لبنان، على الشكل الآتي:
43 ألفاً و510 نازحين في العاصمة بيروت، وفق خلية إدارة الكوارث برئاسة المحافظ القاضي مروان عبود.
في محافظة جبل لبنان، لا وجود للرقم الدقيق، وإن كان الثقل هو في قضاءي الشوف وعاليه.
في جبيل: تخطى عدد النازحين الـ10 آلاف، من ضمنهم ما يقارب الألف في مراكز إيواء، وفق قائمقامية جبيل.
بقاعاً، فإن النزوح من بعلبك-الهرمل يتم الى دير الأحمر وإلى مناطق القاع ورأس بعلبك والجديدة والفاكهة وعرسال وزحلة، فيما جنوباً، يتجه البعض الى قرى قضاء جزين.
في الشمال، وصل العدد الى 13 ألفاً و900 نازح في محافظة الشمال كلها، ولطرابلس الحصة الأكبر عبر 6085 نازحاً، تليها زغرتا: 3135، الضنّية 2250 نازح، الكورة: 1610، البترون: 817 نازحاً.
وفي محافظة عكار، فإن النازحين المسجلين لدى غرفة إدارة الكوارث في المحافظة، باتوا بحدود 51 ألف نازح، بزيادة قدرها 2630 نازحاً في الـ24 ساعة الماضية فقط. القسم الأكبر منهم في منازل. قلة منهم استأجروا بيوتاً في نحو 130 بلدة وقرية عكارية. أما البقية فنزلاء في مراكز الإيواء، وعددها نحو 90 مركزاً، معظمها مدارس وثانويات ومعاهد.
منال شعيا – “النهار”