مما لا شك فيه بأن لعبة كرة القدم الشعبية باتت متلازمة بكلمة “احتراف” على الصعيد العالمي، وأكثر كلمة تتردد هي “العقود”، فهذه اللعبة أصبحت مهنة ووظيفة للسواد الأعظم من اللاعبين وخصوصا في لبنان الذي يطبق “نصف احتراف”، ولضمان تثبيت عقود وحقوق اللاعب لا بد له من وكيل يتولى تدبير شؤونه بين النادي والاتحاد لكي لا يهدر حقه.
موقع “الديار” كان له هذا اللقاء مع معن حلاوي وكيل لاعبين لبنانيين ذاع صيته في الآونة الأخيرة، كانت بداية حلاوي إبن مدينة صور مع نادي التضامن حيث عمل إداريا لمدة 9 سنوات وكان يهتم بإحضار اللاعبين إلى الفريق وهو يعيش حاليا بين الكونغو ولبنان ويعمل في تجارة السيارات والاليات ويمتلك مكتبا للسفريات في المدينة الجنوبية صور.

ويقول حلاوي “بحكم تواجدي في نادي التضامن صور وقربي من اللاعبين بدأت بعملي باستقدام لاعبين للفريق وتأمين فرص لبعضهم في نواد أخرى لتأمين مستقبلهم وكل ذلك بلا مقابل فهذه المهنة تتطلب علاقات ممتازة مع إدارات الأندية ومتابعة أمور اللاعب المادية والاجتماعية والرياضية متابعة دقيقة ويكون قريبا من اللاعب لكي يكون الوكيل ناجحا ويبني له اسما في السوق الكروية، والمعلوم أن الوكلاء ينشطون في الأسواق العالمية بينما في لبنان هي حالة جديدة وأنا بدأت منذ خمس سنوات حين استقدمت لاعبين أجانب توزعوا على الفرق اللبنانية وأنا أتابع كل أمور اللاعبين الإدارية والحياتية مع أنديتهم والسوق المحلي بدأ يساعد بعد الانتقال من الهواية إلى الاحتراف وعندما تحافظ على اللاعب اللبناني قد يفتح لك باب الوصول إلى لاعبين آخرين وبصراحة فإن التعامل مع الأسواق الخارجية حاليا دونه تعقيدات وقيود، لذا السوق المحلية أفضل”.
ويتولى حلاوي وكالة 7 لاعبين في الدرجة الأولى هم مهدي الزين ومحمود سبليني وبلال صباغ وزاهر سماحي ونصار نصار وهادي مرتضى وحسن قعفراني، وحسن البدوي في الدرجة الثانية الذي قد يجد فرصته في الدرجة الأولى.

ويشير حلاوي “إن الوكيل وجد لراحة اللاعب الذي ينبغي أن يفكر في الأمور الفنية، وأنا أحيانا أسمح للاعب بالتدخل بأجزاء صغيرة والحديث يجب أن يكون بين إدارة النادي ومعي لإيجاد العقد المادي والزمني الأنسب أما إذا أرادت إدارة أي ناد بالحديث مباشرة مع اللاعب فهذا يعني أن النوايا غير سليمة لذا لا بد من وجود وكلاء لاعبين. فاللاعب اللبناني مظلوم، نعم مظلوم لأنه في كثير من الأحيان ينجر وراء عواطفه برغبة اللعب مع فريق يحبه أو فريق مدينته وقد يوقع لفترة خمس سنوات تكون كفيلة بتدمير مستقبله إذا لم يلعب كافة المباريات وهذا قد يثبط عزيمته وهنا تكمن أهمية وجود الوكيل الذي يوجه لاعبه إلى الطريق الصحيح”.
يتابع “عادة الأندية هي التي تنظم العقود والوكيل أيضا يحتاج إلى محام لبحث كافة الأطر القانونية التي تحمي اللاعب وهناك أمر لم تفهمه النوادي حتى اليوم وهو وجود بند جزائي وأنا طبقته مرة مع لاعب واحد وأنا يمكنني أن افرض بندا جزائيا إذا كانت قيمة العقد عالية إيمانا مني بأن الموسم التالي قد يحمل عرضا أهم للاعب”.
عقد مزور
يروي حلاوي تفاصيل انتقال اللاعب محمود سبليني من النجمة إلى العهد قائلا “فاوضني نادي النجمة حوالي 5 مرات لتجديد عقد سبليني وعندما إنتهى عقده وقررت ضمه إلى العهد اتصل بي محمود وقال لي بأن الاتحاد أبلغه بوجود عقد من ناديه النجمة، وبالطبع هذا العقد “مزور”، وسألته هل وقعت على ورقة بيضاء أو ما شابه فكان رده بأنه لا يوقع إلا عند إستلام راتبه، أنا لم أطلع على العقد لكنني أجزم بأن التوقيع مزور، ومن جهة ثانية لا يمكن لأي لاعب أن يظهر على الإعلام بلا إذن مني لأن الحديث عن أمور الانتقالات قد تضره بينما له الحرية بالحديث عن الجوانب الفنية، وخلال أيام هناك لاعب سيخضع لتجربة في بلد آسيوي”.
السقال والمسؤول الإعلامي
وعن تعامل حلاوي مع رئيس نادي النجمة اسعد السقال يقول “كانت معرفتي به من خلال جلسة تتعلق بقضية اللاعب مهدي الزين وحلت الأمور وقتها بحسن نية منه ومني، ولكن المشكلة تكمن في طريقة المماطلة في تقسيط الدفعات المادية لأي لاعب فعندما يكون المبلغ المالي عشرين مليون ليرة لا غير، أي ما يعادل 700 دولار، يتم تقسيطه على دفعات أو تأخير الدفعة أو اختلاق حجة ما أو “ما في مصاري”، فأنا يمكنني أن اصبر لفترة أسبوعين أو شهر ولكن ليس أكثر من ذلك، فاللاعب عليه أن يكون مرتاحا من الناحية النفسية، لذلك أقول بأن التعامل مع السقال كان صعبا وشخصيته تركيبتها معقدة فأنا أزعجته وهو أزعجني..فالكاريزما عنده غير مفهومة ولم نتوافق، وعلى الجميع أن يعلم بأن اللاعب من حقه التوقف عن التمارين والمباريات واللجوء إلى الفيفا في حال لم يحصل على مستحقاته المبينة في العقد”.

يواصل “أما بالنسبة للمسؤول الإعلامي لنادي النجمة الذي يقول عني بأنني “رايح عالنار”، فبرأيي هو موظف يتلقى تعليماته من رئيس النادي وعلى ماذا استند بأنني ذاهب إلى النار أوعلى أساس هو في الجنة!.. وما يضحكني هو أنه يستشهد في كتاباته بآيات قرآنية وما شابه حين يرد على بياناتي، يا جماعة نحن نتعامل بأسلوب الرياضة ومبادئ لعبة كرة القدم وهذا على العكس يعطيني دافع أكبر في عملي ليعلم الناس “من هو الصح ومن هو الغلط ” وجزء كبير من جمهور النجمة إلى جانبي وأنا معه وضد السياسة الغلط في عهد أسعد السقال ولست ضد النجمة ككيان وفريق عريق”.
ويختم حلاوي “أنا أدير أعمالي بين الكونغو ولبنان شهر بشهر وحاليا سأتواجد في بلدي للتعاون مع حوالي 20 لاعبا قد أختار منهم 7 لتوقيع عقود مع أندية لبنانية، فليس كل وكيل قادر على النجاح والتحليق مع أي لاعب والعكس صحيح، وأهمية وجود الوكيل هو تنظيم حياة اللاعب حتى بعد اعتزاله ليؤسس لباقي عمره المهني وحتى لا يخرج من عالم كرة القدم وقد صرف كل ما جناه، وأوجه كلمة إلى اللاعبين ليس بالضرورة على كل لاعب بأن يصطحب والده إلى النادي الذي سينضم إليه ليكون مشرفا على عقده، فالأباء وإن كانوا يغارون على مصلحة أبنائهم فهذا لا يعني أنهم يعرفون بالقوانين والأنظمة”.
وتوجه بالشكر إلى موقع “الديار” كونه اللقاء الصحافي الأول المكتوب الذي يظهر من خلاله وكيل اللاعبين معن حلاوي.