أكّد نقيب مزارعي القمح وعضو نقابة مزارعي البطاطا نجيب فارس أنه “مع بدء الموسم الذي يبدو مبشراً على مستوى الانتاج والنوعية المميزة للبطاطا البقاعية ذات المواصفات العالمية، ان لجهة التصدير وتحملها لظروف النقل الخارجي أو لجهة الاستعمال المحلي، فقد أدى فائض الانتاج وانكماش خط التصدير الى المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج نتيجة الازمة مع لبنان، الى تكدس الانتاج وانخفاض الاسعار الى ما دون كلفة انتاجه”. وناشد فارس المملكة وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والسفير السعودي وليد بخاري، “انقاذ الموسم وفتح باب التصدير عبر البر والبحر من اجل استمرار العمل في الزراعة، لان ثمة اكلاف كبيرة يدفعها المزارع “فراش دولار” من مازوت واسمدة زراعية واستخراج المياه للري واجرة عمال وغير ذلك من المصاريف التي لا يعوضها الا التصدير”.
ودعا فارس الحكومة ووزارتي الاقتصاد والزراعة الى تحمل مسؤولياتهم “ازاء المزارعين ومساعدتهم عبر فتح أبواب التصدير وخصوصا الى المملكة”، لافتا إلى أن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي “يلعب دورا هاما في هذا المجال، وندعوه كمزارعين الى بذل الجهود مع الحكومة لتوطيد العلاقة وإعادة الثقة بالتصدير الى السعودية ودول الخليج”.وتطرق فارس الى “جودة البطاطا اللبنانية، خصوصا الحديثة منها والتي تتميز بمواصفات عالية، لا سيما لجهة استخدامها في القلي”، مشيرا الى ان “ريها يتم من خلال الآبار الارتوازية وليس من مياه النهر على الرغم من كلفة ضخ المياه الكبيرة”.من جهته، أكد مزارع البطاطا راضي الجاروش، أن “القطاع يتعرض لنكسة كبيرة اذا لم تؤمن اسواق خارجية تحمي الانتاج من خلال تصدير الفائض من منتوجاتهم”، مناشدا المملكة السعودية ودول الخليج “فتح اسواقها مجددا امام السوق اللبنانية”، مشيرا الى “الكلفة العالية التي يتكبدها مزارعو البطاطا جراء غلاء المحروقات والبذار والاسمدة واجرة العمال والحراثة، فيما الاسعار هبطت بشكل كبير من 13 الف ليرة الى ٦ الاف ليرة الامر الذي سيؤدي حتما الى وقوعنا في خسائر”، داعيا الى “جدية العمل لتصدير المنتوجات اللبنانية وتأمين الظروف التي من شأنها تأمين العلاقة السليمة بين لبنان ودول الخليج”، مطالبا بـ”انصاف القطاع الزراعي وحمايته وبذل الجهود لفتح اسواق جديدة في الخارج امام المنتوجات اللبنانية”.
واعتبر المزارع محمد صالح أن “زراعة البطاطا في البقاع الغربي هي مصدر رزق لمئات العائلات التي تعمل في هذا القطاع الحيوي الذي يعد ركيزة اساسية في غذاء اللبنانيين”، معتبرا ان “الموسم جيد وفائض الانتاج ويحتاج الى اسواق خارجية، ليس فقط من أجل ادخال العملة الصعبة الى البلد، بل ايضا من أجل تأمين مستلزمات المزارعين من العملة لشراء الاسمدة والبذار والمحروقات التي ارتفعت اسعارها بشكل كبير”، داعيا المعنيين إلى “وضع خطط زراعية ودعم هذا القطاع لتأمين استمراريته”، معربا عن امله باعادة “تصحيح العلاقة بين لبنان والمملكة والدول التي كنا نصدر اليها بشكل طبيعي قبل الازمات المتلاحقة التي عصفت بلبنان”.
واعرب عدد كبير من مزارعي البطاطا عن قلقهم “إزاء عدم تصدير الانتاج”، وعدم قدرتهم على “تخزينها في البرادات نظرا لغلاء كلفة التبريد”، وتمنوا على المملكة العربية السعودية “اعادة النظر ببعض القرارات وبالتالي السماح بالتصدير.