مجدّدًا الأنظار إلى مرفأ بيروت الذي يشهد كبعض المرافق الأخرى محاولة استنهاض جدية. وإذا كان المرفأ قد حقّق الأرقام القياسية في حركته الإجمالية في شهر تموز الماضي، وهي الأكبر التي يسجّلها في شهر واحد، منذ ثورة 17 تشرين، فإنّ الخبر الأهم يكمن في ما يتمّ العمل عليه من أجل تعزيز الرقابة وكبح التهرّب والتهريب في المرفأ.وفي المعطيات، فإنّ آلات سكانر أو ما يُعرف بالماسحات الضوئية ستصل إلى المرفأ ليتمّ الاعتماد عليها في الفترة المقبلة التي حُكمًا ستشهد المزيد من التغيير في الأداء.يقول مدير مرفأ بيروت عمر عيتاني في هذا السياق، إنّ عدد الماسحات الضوئية التي سيتمّ تركيبها في المرفأ هو اثنتان، ولكنّ العملية لم تُنجز بعد.
ويلفت في حديثه لـ “نداء الوطن” إلى أنه وعلى صعيد الأمن والرقابة، تُشكّل هذه المرحلة محطة مفصلية نحو تعزيز أمن المرفأ وتحسين إجراءات التفتيش. وبفضل قدرة الماسحات الذكية الجديدة على فحص عدد كبير من الحاويات بسرعة، سنتمكّن من ضبط المخاطر بكفاءة أعلى.
أمّا بالنسبة إلى الجهة التي أمّنت حصول لبنان على هذه الماسحات التي سيُشكّل وجودها خطوة فعّالة في الرقابة، فوفقًا لعيتاني فإنّ عملية شراء الماسحات الجديدة تمّت باتفاق بين إدارة المرفأ وشركة CMA CGM، بحيث تتولّى الشركة عملية الشراء والتشغيل لمدة ست سنوات، فيما تحصل إدارة المرفأ على 70 % من عائدات التشغيل مقابل 30 % للشركة المشغّلة، مشيرًا إلى أنّ هذه المهمة منوطة أساسًا بإدارة الجمارك اللبنانية، مع وجود تشديد أمني كبير من قبل الأجهزة الأمنية، ولا سيّما الجيش اللبناني.
وفي إطار الحديث عن الرقابة والتشدّد والدقة ولا سيّما في ما يتعلّق بالموضوع الأكثر حساسية وهو ما حُكي سابقًا عن تهريب أسلحة وإدخالها إلى لبنان عبر مرفأ بيروت، يشدّد عيتاني على أنّ جهاز أمن المرفأ يقوم بمتابعة عمليات الكشف التي تنفذها الجمارك، ما يضمن رقابة مضاعفة. ويمكن التأكيد أنّ هناك عملية ضبط دقيقة لأي محاولة تهريب، ولا وجود لأي تهريب للأسلحة.ويضيف: “لا شكّ أن تركيب الماسحات الجديدة يُعدّ خطوة نوعية متقدّمة لضبط أي عملية تهريب وتعزيز الشفافية في الإجراءات الجمركية. أما في ما يتعلّق بما كان يُشاع سابقًا حول إدخال أسلحة عبر المرفأ، فنجدّد التأكيد أنه لا يوجد ما يشير حاليًا إلى وجود مثل هذا الأمر، وقد جرى التشديد على ذلك بحضور وزير الأشغال فايز رسامني”.
إلى ذلك، وعلى خطٍ موازٍ لا يبدو أنّ تعزيز الرقابة سيقتصر على مرفأ بيروت بل سيطول مرافق أخرى وهي مرفأ طرابلس ومعبر المصنع وفقًا لمصادر معنيّة في الجمارك اللّبنانية. وتقول هذه المصادر لـ “نداء الوطن” إنّ عملية شحن الماسحات قد تمّت ويحتاج وصولها حوالى الشهر بالإضافة إلى شهر آخر للتركيب كحدّ أقصى للانتهاء من التفاصيل اللوجستية.ووفقًا للمصادر، فإنّ كلّ عمليات الاستيراد والتصدير والترانزيت ستكون خاضعة للماسحات الضوئية التي من شأنها تعزيز الرقابة وإتمام العمليات بسرعة ودقة.
إيفانا الخوري – نداء الوطن