Share to: 
لماذا لم يعلن حزب الله عن اسم مرشحه لرئاسة الجمهورية حتى الآن؟
يعمل الحزب في الآونة الأخيرة على السير بين النقاط اللبنانية والإقليمية. منذ إنجاز ملف ترسيم الحدود، والذي يعتبر الحزب أنه أحد أهم انجازاته بأبعاد سياسية داخلية وخارجية، خصوصاً أن ما جرى ينطوي على اعتراف أميركي به، يبدو حزب الله أكثر هدوءاً في مقارباته للاستحقاقات، ويعمل على أكثر من خط. فإلى جانب تكريس مبدأ الاتفاق والذي سيضمن استقراراً في الجنوب، وسيكون له آثاره السياسية بشكل مشابه لمرحلة محاربته للإرهاب والتنظيمات المتطرفة في أعوام 2014 و2015 و2016، على وقع الحرب الأميركية على الإرهاب أيضاً، وفي ظل الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة الأميركية حينها.. فإن المرحلة حالياً مشابهة من خلال ملف ترسيم الحدود وملف مفاوضات فيينا.
مع السعودية أو من دونها
صحيح أن حزب الله في العام 2016 استثمر في نتائج الاتفاق النووي بين إيران والغرب في العام 2015، ونجح في إيصال حليفه إلى رئيس الجمهورية على قاعدة ربط النزاع مع الرئيس سعد الحريري، ولكن حينها لم يكن هناك انهيار اقتصادي ومالي في لبنان كما هو الحال اليوم. هذه الوقائع تفرض آلية مختلفة لإدارة الملف السياسي. ظهر ذلك من خلال إصرار الحزب وتركيزه على ملف ترسيم الحدود واستخراج النفط والغاز. وهذا بحد ذاته يحتاج إلى أكثر من خمس سنوات. وبالتالي، فإن العائدات لن تكون سريعة. هنا ثمة احتمالان لا بد من الوقوف عندهما، فإما أن يكون اتفاق الترسيم نتاج لتفاهم إيراني أميركي (إسرائيلي ضمناً) وبمساعدة فرنسية، على أن تكون نتائجه المالية ما بعد استخراج النفط والغاز استبعاد للتأثير الخليجي، ولا سيما السعودي عن الساحة اللبنانية، طالما أن القوة الأساسية للسعودية تبقى مالية.. وإما الاحتمال الثاني، أن لا تكون وجهة النظر تلك صائبة، بناءً على معطيات متعددة، أولها استعادة السعودية لدور سياسي أساسي على الساحة الداخلية، من خلال المساعي لجمع النواب السنّة أو لتجميع حلفاء آخرين آولاً، وثانياً نظراً إلى القدرة السعودية في فرض نفسها إقليمياً ودولياً، وهو ما تجلى في البيان السعودي الفرنسي الأميركي المشترك حول التمسك باتفاق الطائف.
اختيار فرنجية؟
بناء على وجهة النظر هذه، لا بد من البحث عن فرص للتوافق أو للموافقة السعودية على أي استحقاق من الاستحقاقات، ولذلك يتجه حزب الله إلى رفع شعار “التوافق”، مع سعيه إلى إقناع حلفائه بالتوافق على مرشح. وهو ما جهد على القيام به مع التيار الوطني الحرّ وإقناع رئيسه جبران باسيل بتبني ترشيح النائب سليمان فرنجية. وهذا أمر لم يقتنع به باسيل. هذا أحد أبرز الأسباب التي دفعت حزب الله إلى عدم تبني فرنجية حتى الآن، علماً أنه في السابق كان هناك قناعة لبنانية بأن السعودية قد توافق على رئيس تيار المردة، إلا أن هذا الموقف تغير لأسباب عديدة، المعلن منها هو مواقف الوزير السابق جورج قرادحي. فيما تركز السعودية على أن الرئيس المفترض لا يجب أن يكون محسوباً على قوى الثامن من آذار.
وما يؤخر تبني حزب الله لسليمان فرنجية إلى جانب عدم إحراقه في السياق التكتيكي، هو عدم اقتناع باسيل بتبني هذا الخيار، علماً أنه لو وافق باسيل فإن معادلة فرنجية ستصطدم إما بعدم الحصول على 65 صوتاً، لأن هذه المسألة سيكون المقرر فيها هو وليد جنبلاط، وإما بعدم توفير النصاب، ما يعني استنفاد كل آليات السعي لإيصال فرنجية، وبعدها يبدأ البحث عن مرشح توافقي آخر. اللحظة الإقليمية والدولية حتى الآن لم تتوفر لذلك.
