حذر في الترسيم والشيطان في تفاصيل رحلات الوسيط الاميركي المكوكية، وطبخة حكومية تنتظر «العودة الحميدة» للرئيس المكلف من «رحلته النيويوركية» حيث شرب «حليب سباع» نتيجة لقاءاته واتصالاته في المقر الاممي، فيما رحلة الدولار طلوع نزول «على عينك يا سلطة»، ومراكب الموت في رحلات اسبوعية حاملات ارواح العشرات من من قرروا الموت طوعا غرقا في البحر، «ولا مين يحاسب».
فبين مركب «ينفذ» مهاجروه غير الشرعيون «بريشهم» هم وحظهم، ومركب «يبلعه البحر بمن فيه»، كوارث ومصايب جديدة فوق «راس اللبناني»، المتروك لقدره وللموت «تشنشط عالطريق في بلده» وغريق في البحر اذا ما «جرب وكان عقله مخرب» الرحيل كافرا بما تبقى له من حجر وبشر في هذا البلد.
هكذا يسير عداد الموت اللبناني، بين حوادث السير وجرائم الفلتان الامني، وفوضى الهجرة الغير الشرعية، حاصدة ارواح من طالت يدها من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين، كما حصل مع المركب الاخير المحمل باكثر من مئة شخص غالبيتهم من السوريين غادروا عبر الشواطئ الشمالية باتجاه ايطاليا الا انهم لم يصلوا.
ففي آخر المعلومات وفقا للمتابعين، فان «منظم» رحلة الموت الاخيرة كان متابعا من اكثر من جهاز امني منذ مدة بدقة ،بعدما اوصلت اليه سلسلة من المعلومات تقاطعت عند دوره الاساسي في عمليات تهريب البشر الى الخارج عبر البحر، حيث نجح في تكوين شبكة تحظى بغطاء ما، تسهل له اعماله مقابل تحقيق ارباح مالية، وتشير المصادر الى ان احد الاجهزة الامنية كان على وشك توقيفه قبل وقوع الكارثة، الا ان القدر كان اسرع وتمكن من الافلات بمركبه قبل ان يعود ويقع في يد مخابرات الجيش.
واكدت المصادر ان عدد الضحايا الكبير سببه الاساس، الحمولة الزائدة لتلك المراكب غير المؤهلة لقطع تلك المسافات والغير مجهزة لاستيعاب هذه الاعداد، خصوصا ان المهربين باتوا على معرفة بان السلطات القبرصية فرضت طوقا محكما حول الجزيرة ما يجعل امكان خرقه والوصول الى شواطئها متعذرا لذلك كان اللجوء الى اعتماد «خط ايطاليا»، الذي «يحتاج فيه المهاجر الى حظ بيفرق الصخر «للوصول» بخير وسلامة» للاسباب التقنية التي سبق ذكرها وعدم جاهزية هذه المراكب المستخدمة لهكذا رحلات.
وعند السؤال عن دور الدوريات البحرية لقوات اليونيفيل في عرض البحر، تؤكد المصادر انه يستحيل على هذه القوات لعب اي دور حاليا على هذا الصعيد، وان دورها قد يقتصر على الصدفة، شارحة بان مسار المراكب التي تغادر الشواطئ اللبنانية يكون الاتجاه شمالا نحو «المنطقة الرمادية» من الحدود البحرية اللبنانية السورية، قبل الانعطاف من جديد باتجاه عرض البحر، ذلك ان جزيرة قبرص تقع في موازاة السواحل السورية، ومنها من جديد باتجاه السواحل الايطالية التي يستحيل الوصول اليها.
وحول الحادثة الاخيرة كشفت المصادر انه يبدو حتى الساعة ان المركب ضل اتجاهه في ظل ارتفاع الامواج في عرض البحر ما دفعه باتجاه الشواطئ السورية بدل خروجه نحو المياه الاقليمية، وهو ما تسبب بغرقه نتيجة تعرضه لعطل او اصطدامه بجسم ما، وهو امر ستكشفه التحقيقات خصوصا ان معاينة الجثث التي طفت على وجه الماء وقذفتها المياه نحو الشواطىء السورية بينت انها لم تكن على مسافة بعيدة في عرض البحر وان الحادث وقع خلال ساعات الليل.
وحول مسالة الرادارات ودورها اكدت المصادر، ان خروج المراكب تلك غالبا ما يكون من مناطق غير مراقبة بالرادار، كما ان ثمة منتجعات ومواقع على الشاطئ تعتبر املاكا خاصا يمنع على القوى الامنية دخولها، حيث تخرج مراكب منها بشكل علني تحت حجج كثيرة وعلى متنها غير لبنانيين دون اي رقابة او مراقبة او تدقيق.