مخاطر المواد الغذائيّة المصنّعة: كآبة وأمراض سرطانيّة وسكتات قلبيّة ودماغيّة

Share to:

الديار – ندى عبد الرزاق

حفظ الأغذية او ما يسمى FOOD PRESERVATION هي مواد تضاف الى الأطعمة والمواد الغذائية بهدف ابطاء الوقت الزمني لفسادها او تلفها. وتستخدم في هذه العملية مكونات كيميائية ونسب عالية من السكر المخفي والصوديوم والدهون والزيوت المهدرجة والملونات والنكهات الاصطناعية والصناعية بحسب الغذائيين.

هذه الأطعمة المصنعة بما تحتويه من مكونات حافظة سببا لمشكلات صحية كونها تحتوي على الكثير من الدهون غير الصحية والمرتبطة بالالتهابات بحسب MAYO CLINIC الأميركية. وتشير الدراسات الى ان الأطعمة المصنّعة قد تؤدي الى التخلص من الفيتامينات والمعادن الطبيعية بحسب HARVARD للصحة العامة والتي تؤثر بشكل سلبي في الصحة العقلية والجسدية والفكرية، كما ان لها علاقة بزيادة الوزن لارتفاع سعراتها الحرارية.

وفي دراسة أجرتها «هارفارد» في العام 2019 بيّنت ان تناول هذا النوع من الطعام المصنّع يزيد من سرعة الجوع وبالتالي تناوله من جديد وحتى الافراط فيه.

وفي سياق متصل، أظهرت الدراسات وجود رابط ما بين هذه الأغذية والوفاة وذلك بحسب دراسة أجريت في العام 2019عمدت الى تحليل الوجبات الغذائية لحوالى 20 ألف رجل وامرأة توفوا في غضون خمس سنوات وكان سبب الوفاة الرئيسي «السرطان» والذي ارتفع بنسبة 62% للذين تناولوا أكثر من معدل أربع حصص من الأطعمة والمعلبات المصنعة يوميا، في حين ارتفع بنسبة 18% لدى من تناولوا حصة واحدة في اليوم.

هذا ليس كل شيء عن اضرار الأطعمة المصنعة على صحة الانسان، أيضا دراسات أجريت في هذا الإطار كشفت ما تحتويه من دهون وصلصات ولحوم وسكريات ومشروبات مصنعة ووجبات متفاوتة كانت السبب المباشر للإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وفقا لجمعية القلب الأميركية(AHA) .

المدرب الخاص واختصاصي التغذية وبطل كمال الاجسام طه «مريود» يقول لـ «الديار»: «ان التوجه الى الأطعمة المصنعة قد يضيف مواد خطرة جدا على الصحة في كل قضمة، فالطعام الذي نجده في السوبرماركت والمطاعم بعيد عن الطبيعة. ويلفت، الى ان الشركات المسؤولة عن التصنيع والتعليب تستخدم كميات كبيرة من المواد الحافظة والكيميائية والمضافة التي تضر الجسم على المدى البعيد والقصير وسنتعرف على 12 نوع من السموم في الأغذية المصنعة وتأثيرها على الجسم وأكثرها مخيف وله ارتباط وثيق بأمراض العصر ويرتفع بين لحظة وأخرى. ويضيف، العالم أصبح عبارة عن آلة تفرم الاكل دون النظر الى محتويات المنتج الذي يدخل الى اجسامهم ومدى تأثيره في الصحة النفس-جسدية، والنفس-صحية وحتى العقلية».

عناصر سامة

يقول طه، «عند التسوق يجب النظر الى محتويات العبوات والملصقات التي بأغلبيتها تباع في السوبرماركت وتحتوي على عنصر واحد على الأقل من العناصر السامة التي سنتطرق اليها حتى يعرف الناس ما هي وكيفية تجنبها لدى ابتياعهم أي منها».

شراب الذرة غني بالفركتوز

«بالحديث عن هذه المادة والتي عادة تتمركز في المشروبات الغازية والحلويات بأنواعها وتستخدم في الوجبات السريعة. يشير، الى انها سبب رئيسي لاكتساب الوزن وبروز البطن والسمنة المفرطة وتتميز بمقاومة الانسولين وزيادة الدهون في المنطقة المذكورة وسبب في شيوع امراض القلب وصولا الى السكتة الدماغية».

الدهون المتحولة

يشرح طه عن هذه الدهون والتي تسمى بـ «المهدرجة او المهدرجة جزئيا» والاثار التي تنتج منها جدا وخيمة وتؤدي الى الإصابة بأمراض القلب والسكري والسرطان».

نكهات اصطناعية

يتطرق الى هذا الباب وأماكن تواجده في الحلويات والمشروبات الغازية والبسكويت والاطعمة المصنعة ويصفها، «بالضارة لاحتوائها على أكثر من 100 مادة كيميائية تندرج في هذه المجموعة تهدف الى إضفاء نكهة أقرب للطبيعية اما عن الاثار التي قد تسببها، فيقول: الحساسية، والتفاعلات السلوكية مثل فرط النشاط».

غلوتومات أحادية الصوديوم

يستكمل، «يطلق عليها أيضا (MSE) ومختزنة في العديد من الأطعمة المالحة كرقائق البطاطس وفتات الخبز ويستخدم عوضا عن الملح المتعارف عليه «كلوريد الصوديوم» وآثارها كبيرة على الصحة والتي قد تبدأ بألم الصدر وخفقان القلب والصداع وفرط تحفيز الذوق الذي يمنحنا شعورا بالرغبة في تناول المزيد، او قد يؤدي الى عدم الشعور بالنكهات الأخرى ما يدفع الى إضافة المزيد. والمزيد من الملح في الوجبات هو امر خطر ومباشر لأمراض ارتفاع ضغط الدم».

الألوان والمحليات الاصطناعية

يغوص طه بالشرح عن هاتين المادتين فيقول: « الى جانب المنكهات يوجد ملونات في جميع الأطعمة المصنعة على الرغم من وجود جملة على المنتج تقول ان هذه الالوان مسموح بها، الا انه لا يجب الوثوق بهذا التوضيح بسبب اثار هذه العناصر على الأطفال لجهة الحساسية واحتقان الجيوب الانفية وفرط النشاط لدى الصغار والاضطرابات النفسية الخطرة في مرحلة الطفولة والتي تؤدي الى تشتت الانتباه».

بديل السكر يحرق «براعم التذوق»

غالبا ما يلجأ الأشخاص الذين يحافظون على جسم رشيق او نظام غذائي لاستبدال المحليات العادية بتلك القليلة بالسعرات الحرارية مثل الاسبرتام الذي يؤثر في الجهاز العصبي والدوخة و»السكرالوز» الذي بحسب طه يقلل البكتيريا الجيدة في الأمعاء كما ان «البوتاسيوم اسيسولفام» الذي يسبب السرطان الى جانب «السكرين». ويشرح طه الفرق ما بين المادتين بقوله: «في كلتا الحالتين يحدث الشيء نفسه مع الاذواق «الغلوتامات» والمالحة، ولكن مع الحلاوة يقال انه يحرق «براعم التذوق» او يمنعها لذا لا ندرك ما إذا كان يحتوي بالفعل على الكثير من السكر وهذا هو السبب في اننا كل مرة سنضيف المزيد من التحلية او السكر».

المواد الحافظة تخنق الخلايا

يشبهها طه بقوله: «واحدة من «النجوم» في الأطعمة المصنعة التي نستهلكها وانواعها مختلفة منها مضادة للأكسدة E-319 «تسبب الغثيان وحتى التقيؤ والطنين، بولي سورياتس 60 و65 و80 يسبب العقم والحساسية ومثبطات واضعاف الجهاز المناعي، BHT، E-321، BHA او E-320 تسبب مشاكل في الكلى والكبد الى جانب كونها مواد مسرطنة. ويردف، إضافة الى المستحلبات ومزيل الرغوة ونتريت الصوديوم وزيت الكانولا المعروف على انه زيت صحي غير ان 30% من المنتجات التي نتناولها «تخنق الخلايا» ما يمنع عملها ويسبب انتفاخ الرئة والضيق التنفسي الذي يؤدي الى امراض السرطان».

خطوات عملية للتخفيف من استهلاك الأطعمة المصنعة بوجبات صحية في متناول اليد

مطبخنا صحي

يشرح طه كيفية الحفاظ على مطبخنا الصحي في الأصل والمليء بالوجبات الخفيفة والمغذية والطازجة والتي يمكن اعدادها مسبقا والاحتفاظ بها في متناول اليد لوقت لاحق مثل البيض المسلوق ولفائف الديك الرومي ورقائق الكرنب والشوفان والكينوا الغنية بالبروتين.

استبدال الحبوب المصنعة بالكاملة

يقول طه، «من ابسط الطرق لتقليل تناول الاطعمة المكررة الاستعاضة بالصحية. فمثلا يمكن استبدال المعكرونة البيضاء والأرز والخبز الأبيض بتلك الكاملة والتي تحتوي على العناصر الغذائية المهمة كالألياف فضلا عن كونها تسهم في الحماية من امراض القلب والسكري وأنواع مختلفة من الامراض السرطانية».

بدائل صحية منزلية التحضير

يمكن صنع أطعمة كالتي مصنعة ومفضلة لدينا في مطبخنا وانما بطرق صحية وامنة وبالتالي نتحكم في مكونات الوجبات. ويشير طه، «الى إمكان تجربة مكونات جديدة مثيرة للاهتمام فعلى سبيل المثال: يمكن صنع رقائق من الخضر عن طريق وضع شرائح البطاطس، الكوسا او الجزر مع القليل من زيت الزيتون والملح ثم خبزها حتى تصبح مقرمشة ولذيذة».

شرب المزيد من الماء

لتحسين نظامنا الغذائي يجب الابتعاد او التقليل من المشروبات السكرية مثل الصودا والشاي وعصير الفاكهة ومشروبات الطاقة الغنية بالسكر والسعرات الحرارية والتي منخفضة بالعناصر الغذائية الصحية والاساسية واستبدالها تدريجيا بالمياه المعدنية الطبيعية او المنقوع بالفواكه او الأعشاب الطازجة».

المزيد من الخضر «صحة»

يُجمع الجميع على ان الخضراوات من المصادر الغذائية والغنية بالألياف والتي تساعد على الشعور بالشبع وتحد من الشهية والرغبة بتناول المزيد من الطعام بين الوجبات لذا ينصح باستهلاك المزيد منها واليوم في ظل ارتفاع أسعار الخضر فبإمكانكم اللجوء الى الطبيعة حيث يوجد الروكا والهندباء والزعتر البري والعكوب وغيرهم من النباتات البرية. بالإشارة الى ان هذا النمط النباتي بحسب الدراسات يطيل في العمر ويحد من شيخوخة الخلايا او تلفها».

تبديل روتين التسوق الخاص بكم

يخلص المدرب وملاكم الاجسام واخصائي التغذية طه مريود للقول: «ان الحد من تناول الأطعمة الغنية بالمواد الكيميائية والمسرطنة يبدأ بالتقليل منها او بعدم شرائها، والنصيحة التي قد تعطى في هذا المجال قراءة ملصقات المنتجات والابتعاد عن شراء الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم او الدهون المتحولة والسكر المضاف وانتقاء المنتجات التي تحتوي على اقل كمية من الإضافات غير الصحية لكل 100 غرام، وينصح طه تجنب الممرات الوسطى حيث توجد عادة الوجبات الخفيفة المصنعة والسريعة والاكتفاء بمحيط المتجر».

Exit mobile version