نضال العضايلة
ذات يوم رفض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرد على هاتف الرئيس الأمريكي جو بايدن، مما حدا بالاخير التصريح أنه لم يأتي للمنطقة للقاء بن سلمان وانما للمشاركة في قمتين هامتين.
ولكن محمد بن سلمان استطاع أن يحقق انتصاراً على بايدن في جولته التي شملت مصر والأردن وتركيا حيث كشفت الزيارة عن تدهور العلاقة بين البلدين لمستوى غير مسبوق منذ نشأتها، إذ لم تتمرد السعودية يوماً على حليفتها واشنطن لهذه الدرجة، فلماذا وصل التوتر بين بن سلمان وبايدن لهذه الدرجة، وهل يؤدي ذلك إلى إنهاء التحالف بين البلدين؟.
الجولة التي قام بها ابن سلمان، ومع تطورات إقليمية ودولية لافتة، فإن اختياره لدول محورية هي: الأردن وتركيا ومصر، يؤكد حرصه على توحيد المواقف وكسب التأييد تجاه أبرز الملفات، قبيل قمة الرئيس الأمريكي جو بادين.
تعتبر الجولة حدث مهم بحد ذاته سياسيا، وجزء من تواصل دائم بين السعودية وقيادات البلدان الثلاثة، ومن تطوير دائم لكل أشكال العلاقة، التي تتجاوز حدود السياسة إلى الاستراتيجي، وعلى أجندة الزيارة العلاقات الثنائية بكل تفاصيلها.
الهدف من الزيارة هو التنسيق استعدادا لزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة وللشقيقة السعودية، خصوصاً وأن القمة التي ستجمع الرئيس الأمريكي مع قادة الخليج ومصر والأردن والعراق، تنسيق مهم لقمة ستبحث ملفات مهمة للمنطقة، بالإضافة إلى أن طاولة البحث شملت أيضا ملفات المنطقة في سوريا والعراق ولبنان، وهي ملفات لديها مكانة في جدول اهتمامات مصر وتركيا والأردن والسعودية.
أما القضية الفلسطينية، فكانت حاضرة، مع ضرورة استثمار المرحلة القادمة لإعادة بناء عملية تفاوض مثمرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
ابن سلمان ناقش أيضا خلال زيارته للقاهرة وعمان تنسيق مواقف الدول الثلاث خلال قمة جدة الشهر المقبل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والتي ستضم قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
ولكن الشيء الذي استحوذ على اهتمام الشارع العربي هو حجم الإستقبال الذي لقيه الأمير السعودي في القاهرة وعمان، حيث وصف في عمان بالاسطوري، وفي القاهرة بالفخم، وبهذا يكون ولي عهد السعودية قد وجد الفرصة المناسبة لخطف الأضواء من الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيقوم بزيارة مرتقبة للمنطقة.