محبوبة اليابان الدائمة في الحـ.ـرب والسلم وفي الرخاء والشدّة…البطاطا الحلوة ثريّة بالفيتامينات والفوائد الصحيّة ومحصول للحالات الطارئة!

Share to:

الديار – ندى عبد الرزاق

البطاطا الحلوة من الخضراوات الجذرية المغذية واللذيذة وتعد من الباذنجانيات وتتضمن الطماطم والفلفل الحار وهي شهية ومفيدة جدا نظرا لاحتوائها على الفيتامينات وعناصر غذائية وصحية مهمة اخرى. والجذور هي الجزء الذي يؤكل وتحتوي على كمية أكبر من السكر الطبيعي، لكنها في المقابل تمتلك سعرات حرارية اقل. لذلك تعتبر وجبة خفيفة تمنح الجسم الطاقة والنشاط، وتعزز المناعة وصحة القلب والشرايين كونها منبعا غنيا للعديد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الاكسدة القوية، بالإضافة الى الالياف وهذه الثمرة من أشهر مصادر فيتامين (أ)، ومضاد الاكسدة الجبار “بيتاكاروتين”.

البطاطا الحلوة مرغوبة

في جميع الأوقات والحالات

بالموازاة، يتناول اليابانيون البطاطا الحلوة على مدار العام وبشكل خاص في فصل الخريف لذلك تعد محصولا عزيزا على قلب هذا الشعب حيث وصلت الى اليابان في القرن السابع عشر تقريبا وتعرف باسم “ساتسوما-إيمو”. وكان “شوغون” القائد العسكري الأعلى الذي حكم اليابان وقتذاك شجع المواطنين بقوة على زراعة البطاطا الحلوة واعتبارها “كغلة طارئة” وهي حالة من التأهب والاستعداد والحذر قد توضع فيها البلاد او الجيوش لمواجهة وضع داخلي او دولي متأزم. لان انتاجها يمكن ان يؤدي دور دعم احتياطي إذا لم تكن حصيلة الأرز جيدة او شحيحة او أسوأ من ذلك. وتزرع في التربة الضعيفة او المستفرغة من الطاقة لذلك اثبتت انها ينبو رئيس للمواد الغذائية كلما واجهت اليابان ورطة او عقبة نقص في الأغذية ويوجد 60 نوعا مختلفا من البطاطا الحلوة ويمكن اختيار أي نوع يناسب ذوق الشخص.

وتجدر الإشارة الى ان قلعها يعد تقليدا خريفيا سنويا بالنسبة الى الكثير من روضات الأطفال والمدارس الابتدائية في اليابان. كما ان استهلاك الكمية التي يحصدها الفرد بنفسه هي طريقة جيدة لتعلم الية زراعة المحاصيل وهذا يوفر للصغار تجربة مباشرة لمتعة القطف.

منافع وفوائد جمّة!

في سياق صحي متصل، أوضحت اختصاصية التغذية كاتيا قانصو في حديث لـ “الديار”، “أن البطاطا الحلوة هي نوع من البطاطس لكن تمتاز بلون برتقالي مركّز، إلى جانب طعمها الحلو وتشتمل على العديد من العناصر الغذائية المفيدة، مثل الفيتامينات والألياف؛ كما يمكن تناولها مسلوقة، مشوية، أو في أطباق حلوة أو مالحة، مما يجعلها خيارا صحيا ولذيذا”.

واضافت: “هذه الغرسة غنية بالعناصر الغذائية مثل فيتامين A وC، وتكتنز الألياف وفيها ضعف كمية الالياف الموجودة في البطاطا البيضاء، لذلك فإن استهلاكها بشكل دائم يعزز صحة الهضم. بالإضافة إلى حيازتها على نسب مرتفعة من البوتاسيوم المهم جدا للحفاظ على اتزان السوائل في الجسم ومستويات ضغط الدم بالمعدلات الطبيعية وكل 100 غرام نيء يحوي ما يقارب 33 ملغم بوتاسيوم”.

وتابعت، “يوجد فيها العديد من العناصر الغذائية المفيدة الى جانب مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي تسهم في حماية صحة جهاز المناعة، القلب والشرايين، والعين. كما أشارت بعض الأبحاث إلى دورها في تقليل خطر الإصابة بالسرطان والالتهابات وأمراض الكبد، لغناها بمركبات الفلافونويد التي تقي من سرطان الرئة وسرطان الفم”

واردفت، “يتم شتل البطاطا الحلوة في لبنان ويمكن البدء بعملية الزرع عند وصول درجة حرارة التربة إلى 8 وحتى 10 درجات. لذلك فإن هذه النبتة غنية بالعديد من العناصر الصحية، وهذه هي القيمة الغذائية التقريبية لكل 100 جرام من البطاطا الحلوة المطبوخة: “السعرات الحرارية: حوالي 90 سعرة حرارية، الكربوهيدرات: حوالى 21 غراما، السكريات: 6 غرامات، الألياف: 3 غرامات، البروتين: حوالى 2 غرام، الدهون: حوالى 0.2 غراما، والبوتاسيوم: 337 ملغم والمغنيسيوم: 25 ملغم، حديد 0.6 ملغم، فيتامين ب 6: 0.2 ملغم وفيتامين ج: 2.4 ملغم بالإضافة الى فيتامين Aو C”.

امداد الجسم بالطاقة

واستكملت، “تتوافر في البطاطا الحلوة النشويات التي تعتبر الباعث الأساسي للطاقة في الجسم، لذلك قد تكون وجبة جيدة لمن يسعون الى زيادة اوزانهم والتخلص من النحافة ان تم ادماجها في نظام غذائي متوازن ومدروس”.

صحة البشرة والرؤية

وأشارت الى “ان البيتاكاروتين الموجود في البطاطا الحلوة مضاد اكسدة صلب وضروري لتدمير الجذور الحرة وبالتالي مقاومة علامات الشيخوخة والتقدم في السن ومكافحة التجاعيد بشكل خاص؛ لذلك فإن تناولها بشكل دائم يؤدي دورا كبيرا في زيادة نضارة واشراقة البشرة”. الجدير ذكره في هذا الإطار، ان البيتاكاروتين يحمي العين ويحارب التنكّس البقعي الذي قد يحصل نتيجة التقدم بالعمر. وكذلك الامر بالنسبة لفيتامين “هـ” و “ج” كونهما نوعان من مضادات الاكسدة المتينة”.

وختمت قانصو بالقول، “لا بد من الإشارة الى ان القيم الغذائية قد تختلف قليلاً، لذلك تتفاوت السعرات الحرارية بحسب طريقة الطهي والتحضير”.

Exit mobile version