
هل إقصاء القاضي صوان عن ملف انفجار مرفأ بيروت شكل الضربة القاضية للتحقيق؟! وبالتالي قَلَب الطاولة لجهة عقارب السياسة المتورطين في انفجار نيترات الأمنيوم والجزء الآخر هو سرقة أجزاء كبيرة من هذه النيترات وإرسالها إلى سوريا !! وبالتالي اصابع الاتهام تدور حول حزب الله وتورطه في سرقة النيترات، هذه الأسباب جميعها جعلت المتورطين يضغطون على القاضي صوان الذي كان اجّل التحقيق في قضية المرفأ لأكثر من شهرين، ومن بعد الاتهام الصريح لوزراء ونواب وايضا لرئيس الحكومة المكلف حسان دياب والذي كان سيقوم بزيارة إلى المرفأ.
وللمفارقة هذه الزيارة كانت على خلفية النيترات. ومن ثم تم الغاء الزيارة المقررة إلى مرفأ بيروت!! فهل هذه صدفة مفتعلة لعلمهم بتوقيت الانفجار !!
بالطبع لا، فكل المعطيات تؤكد المؤكد، وهو ان الانفجار مفتعل ومخطط له، وأن القاضي صوان والذي هو محسوب على رئيس الجمهورية أصبح في حيرة ما بين ضميره المهني وما بين ارضاء أطراف سياسيين اصلا هم متورطون بقضية النيترات.
في الحقيقة ان المتهمين معروفون ومن هم مسجنون على ذمة التحقيق ما هي إلا تغطية على الرؤوس المطلوبة وهنا أكيد يوجد مناورة ” لتطلع برأس المعطرين” ؟؟.
والسؤال؟
لماذا في هذا الوقت حدث اغتيال الكاتب والباحث السياسي لقمان سليم؟
أليس لان كاتم الصوت الذي هُدِّد به هو لمعرفته بكل عمليات الاغتيال وصولا إلى الانفجار البيروشيمي في مرفأ بيروت !!
ولماذا أهالي ضحايا مرفأ بيروت لم يقوموا بتسمية الفاعلين لعلمنا وعلمهم من قام بهذا التفجير، الأمور واضحة والتحقيق ما هو إلا مجرد روتين قانوني ليس إلا.
على كل حال الخطوات التصعيدية يجب أن تبدأ من أمام كل الطبقة السياسية منذ اليوم الأول لدخول نيترات الامنيوم إلى مرفأ بيروت وعلينا أن لا نسمح للمراوغة التي يفتعلونها لطي ملف انفجار مرفأ بيروت.
على أية حال لمجرد إقصاء القاضي صوان كان من المفترض ان تصبح الأمور على قاعدة “عليَّ وعلى أعدائي” ومن هنا يعقد مؤتمرا صحفيا يسمى فيه المجرمين وفي الحقيقة كل لبناني يعرف من هم المجرمون المتورطون.
علينا بالتأكيد ان نأخذ بعين الاعتبار ان أهالي ضحايا المرفأ يخافون من اضاعة الوقت اكثر لجهة تعيين قاض ثان وبالتالي يعودون إلى نقطة الصفر فيحاولون بإيجابية التأمل علَّ وعسى ضمير أحدهم يستفيق من ثباته العميق، وبالتالي لن يكون صبر أهالي ضحايا المرفأ بطويل وسيُصعّدون تحركاتهم ولربما هي خطوة متأخرة الا انها الاصح منذ نحو اكثر من شهرين.
وعلى سبيل السؤال؟
لماذا المعارضون لحزب الله دائما إسرائيل هي قاتلتهم!!
ايوجد احد قادر على تفسير هذا اللغز!! كيف ركبت الأمور ما بين سليم عياش المسؤول العسكري في حزب الله والمتهم بقتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما بين لقمان سليم الذي هدد بالقتل عبر العبارة الشهيرة “المجد لكاتم الصوت” أليست الأمور واضحة وضوح الشمس !!
طبعا المماطلة في كل جريمة حدثت في لبنان جعلتنا غير واثقين في هذه الطبقة السياسية الفاسدة، لا سيما انه في كل مرة يطوى ملف من ملفات الفساد والاجرام والقتل والاغتيال، طي الأوراق.
تجدر الإشارة انه قبل شهر، القاضي صوان أوقف تحقيقاته بناءاً على دعوى “الارتياب المشروع” التي تقدم بها الوزيران السابقان على حسن خليل وغازي زعيتر!! وللمفارقة ان الثلاثاء بتاريخ ١٦ الجاري قال السيد حسن نصرالله في كلمته المتلفزة “معلوماتنا ان التحقيق الفني لدى الجيش انتهى وأُرسل إلى المحقق العدلي. ونحن تابعنا الملف مع الجهات المعنية ويجب اعلان الجانب الفني من المسؤوليات. فهناك عائلات شهداء ومتضررين، ومنهم من لديه تأمين، وشركات التأمين تنتظر نتائج التحقيق كي تدفع او لا تدفع”.
وتزامنا، وعلى خلفية عقود التأمين انطلقت حملة تتهم القاضي صوان بأنه يربط مسار التحقيق بعقد تأمين خاص به وتتوقع ان يتنحى، وعلى اثره أصدر القاضي صوان في اليوم التالي مذكرة توقيف بحق الوزير السابق يوسف فينيانوس لكنه رفض المثول معتبرا ان الاستدعاء لم يكن وفقا للاصول، وما لبث ان بدأت تتسرب معلومات مفادها ان صوان طلب التنحي وعلى أساسه جاء قرار محكمة التمييز في دعوى علي حسن خليل وغازي زعيتر بقبول نقل الدعوى من يد القاضي صوان إلى قاض اخر ومن هنا وتحت عناوين عقود التأمين و ” الارتياب المشروع” بدأ الملف يسلك طريقه نحو خطوات عملانية فقلبت الطاولة فجأة !!!
اذن هناك أطراف خبيثة قررت أن تقلب الطاولة وان تقتل أهالي الضحايا مرتين لا بل اكثر مليون مرة، وبالطبع نحن في قعر جهنم على كافة المستويات.
ومن هنا كان قرار إقصاء القاضي صوان كا صاعقةٍ على ذوي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وفي هذا الاطار يقول الاستاذ ابراهيم حطيط الناطق باسم أهالي ضحايا المرفأ “نحن نزلنا إلى الشارع لنعبر عن غضبنا واستيائنا لما حدث ولما يحدث، وشعرنا ان انفجار مرفأ بيروت وقع من جديد”، ويضيف حطيط أن هذا الأمر ليس لان القاضي صوان تم اقصاؤه، وإنما لأننا دخلنا في الشهر السابع على انفجار المرفأ وحتى اللحظة ليس لدينا معطيات أولية، وكنا بدأنا نشعر بالأمل في الوصول ولو لجزء من الحقيقة مع اصرارنا وتمسكنا بمعرفة الحقيقة كاملة وهذا ربما لان القاضي صوان قام بخطوات جريئة لجهة استدعاء الوزير السابق يوسف فنيانوس، الا اني اقول اننا سوف نقوم بخطوات تصعيدية وستبدأ من أكثر المناطق الحيوية وهذا سيكون خلال ال ٤٨ ساعة القادمة والأمور معلقة إلى اجل نحن نسميه، فهل سيكون القاضي طارق بيطار هو الامل!!!
وقد قيل” قاضيان في النار وقاض في الجنة” فلا تعولوا كثيرا
بقلم ندي عبدالرزاق