كريم حسامي – صوت لبنان
تدور حرب سرية في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج تشمل حرب الناقلات والسفن فيما الأيام المقبلة تبدو غامضة، لكن يجب إلقاء الضوء على بعض التطورات.
التطور الأول هو إطلاق صاروخ إيراني على سفينة إسرائيلية في بحر العرب وإصابتها بشكل مباشر، وفق ما أفاد به الجيش الاسرائيلي في وقت أغلقت سفينة شحن يبلغ وزنها نحو 220 ألف طنّ قناة “السويس” بعد جنوحها وقبل تعويمها منذ يومين.إغلاق إحدى أهم الممار البحرية الذي لم يتوقف عن العمل منذ عام 1956 التي يمر منها يومياً نحو خمسين سفينة أدّى لعواقب اقتصادية وخيمة على مصر ونحو عشرة مليار دولار يومياً على الاقتصاد العالمي.
بعد نجاح عملية جرف السفينة ما أدّى لفتح الطريق غير أن ما يحصل خطير جداً وكارثي لأن قناة السويس وباب المندب في بحر الاحمر تمر منه على الاقل 10 بالمئة من صادرات النفط و80 بالمئة من تجارة الغاز، وبالتالي ستبقى تداعيات هذه الازمة على نشاط الشحن العالمي لفترة أسابيع أو أشهر بعد فتح القناة.من المستفيد من هذه الأزمة؟
يمكن إيجاد أطراف عدّة بينها إسرائيل والامارات التي طبّعت علاقاتهما أخيراً وتبني مشروعاً لربط البلدين ببضعهما عبر قناة جديدة تنطلق من ميناء جبل علي الاماراتي، حيث تُنقل البضائع الاسرائيلية والاماراتية بالاتجاهين.وكانت تقارير تحدّثت عن تضرّر مصري كبير جراء تقوية العلاقات الامارتية-الاسرائيلية على حساب مصر في وقت أن إيران هي أيضاً من تضرر جراء الازمة بسبب توقّف عدد من ناقلاتها، خصوصاً أن القناة تربط الشرق بالغرب والبدائل التي فُتحَ النقاش حولها ستُكلف الاقتصادات العالمية المليارات.من جهة ثانية، حرب السفن الايرانية-الاسرائيلبية في أوجهها بعدما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن “إسرائيل هاجمت أكثر من 20 سفينة ايرانية وناقلات نفط ومعدات عسكرية الى سوريا من عام 2019″، فيما ردّت إيران بضرب سفن اسرائيلية في خليج عمان، ما يعني أن الحرب مشتعلة.
لذلك، إغلاق قناة “السويس” يعطي بروفا وصورة عن تداعيات إغلاق الجمهورية الاسلامية لمضيق “هرمز” أو باب المندب والخسارة عالمياً على الصعيد النفطي اتجاه آسيا وغيرها، ما يعني حرمان العالم من 18 مليون برميل يومياً ويمكننا تصور ما يمكن أن يحدث في العالم والأمر نفسه ينطبق على باب المندب، حيث تستعل الحرب اليمنية وفي حال أُغلِق تذهب فيمة قناة السويس بالكامل.
توازياً، تزيد ايران من تصعيدها في اليمن وهجمات الحوثيين على السعودية وضرب المدن والمنشآة النفطية فضلا عن عرقلتها بدء المفاوضات مع الولايات المتحدة قبل رفع العقوبات عنها لإعطاء بالمقابل تنازلات في ساحات المواجهة كلبنان حيث توافق على تسيير تاليف حكومة.