يبدو ان التعب والارهاق نالوا من لبنان! بحيث ان الوضع المأساوي المعيشي والاقتصادي قد بلغ ذروته، تفلّت في القوانين، عدم انضباط في الإجراءات على كافة الأصعدة وفي كافة الوزارات، وتسيّب غير منقطع النظير فقدان للإنسانية، بأبشع صورها بحيث ان الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية هي الأسوأ على اللبنانيين لا بل نحن نشهد وشهود على أسوأ السياسيين في لبنان لا وزير شريف ولا رئيس وزارة يعي خطورة الوضع في لبنان ولا رئيس مجلس نواب يحكّم ضميره او رئيس جمهورية يقدّر تقدّير حجم الكارثة التي يعيشها اللبنانيون.
ما بين وزير “العراضات” ووزير “الخط الساخن”… صفر إنجازات
ما بين الوزير حمد حسن وفراس ابيض ربما عراضات… فمواقع التواصل الاجتماعي كانت تضج بما فعله ويفعله او سيفعله، الا انه فعل أعنى الوزير “حسن”! ومن البديهي لأي انسان عاقل وواعي يعي ان الفرق شاسع ما بين وزير الصحة السابق ووزير الصحة الحالي مع العلم ان الأول كان وزيرا في حكومة تصريف اعمال الا انه كان النهار يضج بأخباره ومحاولاته ومداهماته للمخالفين او المتخلّفين. وما بين الوزير فراس الأبيض والذي كان مديرا لمستشفى رفيق الحريري الخط الساخن في مواجهة كورونا، هذه المستشفى التي اكتسبت شهرة واسعة وكانت في الواجهة والمواجهة لا سيما منذ انتشار فيروس كورونا، واكتسبت شهرة أكبر على اعتبار ان الدكتور فراس ابيض كان يزودنا يوميا بتقارير عن الوضع الصحي وعن المشكلات الصحية والاقتصادية التي تجتاح القطاع الصحي، الا انه منذ ان أصبح وزيرا للصحة جعل الصحة في مكان والوزارة في مكان آخر!
الوزير فراس الأبيض قال بعيد تسلّمه وزارة الصحة ” همنا الأول خدمة الشعب اللبناني وتحقيق مصلحته”
الا ان المشكلة في لبنان هي ان الوصول الى “كرسي المسؤولية” يجعل من وزرائنا ونوابنا مهابيل واغبياء عبيداً جهّالاً لا بل يعمي بصيرتهم وبصرهم في آن معاً. فالأبيض منذ تسلّمه وزارة الصحة ارتفع سعر الادوية، لا بل تم رفع الدعم عن الادوية المستعصية وادوية السرطان، حتى اننا لم نراه يوما على الأرض كما فعل وزير العراضات كما اسموه وبالتأكيد المقصود الوزير السابق “حمد حسن”، وان كان كذلك “حسن” فقد كان نجماً، بحيث لم أذكر منذ توليه وزارة الصحة لم يُؤتى على ذكر اسمه بشكل شبه يومي في مداهمة هذا المستودع او ذاك في تلك المستشفى او في تلك الصيدلية او في الكشف عن الادوية المخزّنة. على ما يبدو ان الشعب اللبناني قد خُدِع بالوزير فراس الأبيض فهذا الوزير تحديدا لا يجيب على هاتفه، حتى ان أحد المرضى أخبرني ان والدته كبيرة في السن وكان لديها عوارض جلطة ولم يسمحوا لها بالدخول الى مستشفى رفيق الحريري فالمحسوبية في الأمور الانسانية تغشاها الاستنسابية والمحسوبيات…
على اية حال ان كان للوزير حمد حسن اخطاؤه! وعلينا ان لا ننسى الجهة الحزبية التي ينتمي اليها او حتى البيئة. انما العمل الذي قام به الوزير حمد حسن من مواجهة كورونا وإخضاع المستشفيات على استقبال المرضى، وتأمين الاوكسجين في أُوّج انتشار كورونا وان كان عن طريق “سوريا” ومداهمة المستودعات والصيدليات. الوزير حسن وان كان قد انجز القليل الا انه انجز وحاول على الاقل، وعلينا ان لا ننسى الادوية المستعصية كانت لا تزال مدعومة. اما الوزير فراس الابيض 60 يوماً على توليه وزارة الصحة الا انه صفر إنجازات. والحكومة ايضاً صفر إنجازات صفر مشاريع، صفر انماء ويبقى التحدي الأكبر للبنانيين هو في الانتخابات النيابية المقبلة صوّتوا للذي لا يستصغر كرامتكم فلا أحد يموت جوعاً!