ما بين صراخ غزة والمصفقون لإسرائيل من الغربان والعربان

Share to:

نضال العضايلة

استيقظ في غزة الرعب المؤجل، والموت المؤجل، منذ سنوات النكبة وعقد ونصف العقد من حصار وعدوان إسرائيلي متجدد لم يتوقف عن تجريف حياة الغزيين وارتكاب الجرائم اليومية بحقهم، فلم تعد غزة هاشم قادرة على استيعاب هذه القسوة، فالكلفة عالية جداً.
غزة المكان الأكثر اكتظاظاً في العالم، إذ بلغ عدد سكان القطاع مليونين و300 ألف نسمة، يعانون من الفقر والقهر، فيما تحاول أطراف مختلفة خارجية وداخلية انتزاع أرواح الناس، هذه الأرواح هي ما تبقى للناس هنا، بعدما فقدانهم كل شيء.

زيادة عدد المقهورين والمظلومين وفاقدي الأحلام والآمال بالحد الادنى من العيش الكريم، تترافق مع عجز السلطات الحاكمة عن الإيفاء بالتزاماتها تجاه أهالي القطاع. هذا هو الواقع الذي نواجه العدوان الجديد به.

غزة بدون ظهر وسند، وتعيش الظلم والقهر بسبب العدو والصديق أيضاً، وعدوان ملامحه واضحه هي القتل والدمار والخراب.
ضخامة حجم العدوان وخططه الهجومية، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الدوافع الانتخابية من جهة، وموقف المؤسسة الأمنية والعسكرية، في ظل مس “الجهاد الإسلامي” بموضوع استراتيجي، يهدد بتغير كل معادلة الصراع، ويعيد، ولو على مستوى مقاومة الاحتلال، “فلسطين” الضفة والقطاع إلى وحدة جغرافية ونضالية في وجه الاحتلال، تنذر بعدوان قاسٍ تستغله المؤسسة العسكرية كما القيادة السياسية الإسرائيلية لمصالحها، وبالأساس لمحاولة حماية استراتيجية الفصل بين غزة والضفة الغربية.

العدوان ما زال في بدايته ومن غير المعروف كم سيستمر، وكم ستستمر المعاناة والخوف والرعب والصدمات النفسية، فمن ينقذ أطفال غزة، ونساؤها وبناتها وشيوخها؟، ومن ينقذ مقام جد الرسول عليه الصلاة والسلام؟، ومن ينقذ قلعة الصمود التي جعلت الكيان الصهيوني يوماً أضحوكة للعالم.

غزة، جرح مفنوح، وعدالة شائخة، وضمير إنسان كسول، لا يفعل غير أن يعد حصيلة الخراب ويتأفف من وفرة دماء الأطفال والشهداء.
ما تشهده غزة من خراب، دمع ،ظلام ودماء يعيد ذاكرتنا إلى أن إسرائيل في حقيقتها العارية دولة محتلة لها ممارسة المستعمر، وترفض الإعتراف بحرية ووجود من سلبت أرضهم، فبدا ان الأقنعة سقطت، وتوارت رموز الديمقراطية والإشتراكية والعلمانية التي تدثر بها مؤسسو الصهيونية والمصفقون لها من الغربان، والعربان.

Exit mobile version