السؤال، بعد يوم عصيب من المواجهات والضربات، والتصريحات: هل تؤدي عملية الأربعين التي استهدفت قاعدة الاستخبارات الاسرائيلية 8200 والمعروفة بـ «قاعدة غليلوت» على مقربة من تل ابيب، وفيها مقر الموساد، الى إعادة قواعد الاشتباك الى السكة المعمول بها قبل اغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر.
ولاحظت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن ما بعد رد حزب الله وموقف امينه العام هناك أسئلة بدأت تدور عن دخول البلد في تهدئة ومدى جدية هذا الأمر، وأشارت إلى ان مشهدا جديدا يتوقع له أن يتظّهر جراء ما جرى في انتظار الاتصالات التي تتم على أكثر من صعيد.
وقالت هذه المصادر أنه ليس معلوما ما إذا كان الهدوء سيعود إلى جبهة الجنوب أم ان المناوشات تتواصل لا سيما أن الرد منفصل عن عملية إسناد الجبهات، وكله مرهون بمفاوضات الوضع في غزة.
وحسب خبراء فإن منظومة جديدة، بحكم الواقع الميداني عند الحدود الجنوبية، بين حزب الله واسرائيل، تتمثل بدقة الحسابات، والتوازنات المتصلة بالرعب المتبادل من جراء حرب واسعة من شأنها ان تؤثر على الأوضاع في المنطق، وربما أوسع من ذلك..
في المجريات، بعد ساعتين أو اقل من الهجمات الصاخبة واعلان حزب الله، في بيان اول عن رد أولي على قصف الضاحية الجنوبية، واغتيال شكر قبل 27 يوماً، طغت على السطح موجة، من التصريحات الاسرائيلية عن أن الضربات الاستباقية التي قام بها الجيش الاسرائيلي قبل الساعة الخامسة وخمس دقائق، ادت الى احباط اهداف الهجوم.. والتي تولى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في كلمة متلفزة له مساء امس عن تفنيدها وتكذيبها، مؤكدا على جملة من النقاط، من شأنها أن تؤشر، فعلاً، الى ما يمكن أن يحصل على أرض جبهة المساندة في الجنوب، وسائر الجبهات فضلا عن المعركة الكبرى الجارية في قطاع غزة.
1 – السيد نصر الله قال: رد حزب الله على اغتيال شكر انتهى.. وسنتابع نتيجة تكتم العدو عما جرى امس، واذا كانت النتيجة مرضية سنعتبر ان عملية الرد قد تمت.
2 – في المرحلة الحالية، والكلام لنصر الله – لبنان يمكنه ان يرتاح.
3 – اطلقنا المسيَّرات من منطقة البقاع، والصواريخ جنوب الليطاني، ومن شماله ايضا وعددها ليس 6000 آلاف او 8000 آلاف، بل 320 صاروخاً، ارتفع عددها الى 340 صاروخاً.
4 – على نحو قاطع، قال نصر الله: وضعنا عناوين للرد ان لا يكون الهدف مدنياً، من اجل تجنيب المدنيين في لبنان اي أذى، وأن لا يستهدف البنية التحتية..
واوضح، بعد المرحلة الاولى، جرى استهداف مواقع وثكنات ومنصات للقبة الحديدة تسهيلا لعبور المسيَّرات الهجومية باتجاه الهدف المنشود، وهكذا تكون العملية العسكرية قد انجزتها المقاومة.
إذاً، حسم «حزب الله» برده حالة الترقب الطويلة حول رده على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر، فنفذ امس، خلال ساعات قليلة ضربات انتقائية لأهداف عسكرية في عمق فلسطين المحتلة، ظهرت نتائجها الميدانية الاولى تباعاً بتسريب مقتل عسكريين واصابة زورق حربي في نهاريا، برغم حالة التعتيم الاعلامي والسياسي التي فرضها كيان الاحتلال على وسائل الاعلام وحتى على وزراء الحكومة.
رد الحزب جاء بعد تصعيد اسرائيلي كبير خلال الشهر الماضي، وركّز رد الحزب على أهداف عسكرية بحتة لا مدنية او بنى تحتية تلافياً لرد معادٍ مماثل، واستخدم معظم الصواريخ التي اطلقها (340 صاروخا) ليس لإلهاء المواقع العسكرية الامامية على خط الجبهة الجنوبية ولإشغال صواريخ القبة الحديدية فقط، بل لإلحاق خسائر اضافية بالعدو في مواقعه المقابلة لقرى الجنوب الحدودية، واستخدم المسيَّرات (نحو 30 مُسيَّرة حسبما تردد) لضرب الأهداف العسكرية في العمق الفلسطيني، والتي قال اعلام العدو الاسرائيلي انها شملت مراكز قيادات «الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك والوحدة ٨٢٠٠ المختصة بالتنصت والاستعلام» في تل ابيب.هذا عدا ما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمته مساء امس عن اهداف ونتائج الرد والمرحلة المقبلة.
وفي اهمية الرد أنه تلافى جرّ الحزب الى حرب واسعة طالما فكرت قيادات العدو اليمينية المتطرفة باللجوء اليها لإبعاد خطر المقاومة عن حدود فلسطين المحتلة الشمالية، وذلك في حال استخدم الحزب اسلوب العدو بإستهداف المناطق المدنية، لكنه نزع هذه الحجة من يد اسرائيل ودفعها الى الرد على الرد بغارات على مواقع قال انها عسكرية للحزب وتقع في اطراف القرى او على التلال البعيدة.
في المحصلة أسقط الرد الكثيف والموصوف بأنه «ردّ اولي» كل مقولات الردع الإسرائيلي بعد الاعتداءات التي شملت الضاحية الجنوبية وصيدا والبقاع ومناطق جنوبية بعيدة عن خطوط التماس، إذ طال القصف بالمسيَّرات والصواريخ عمق الكيان الاسرائيلي ووضع المواجهة على مسار آخر ومعادلات جديدة تدفع العدو الى اعادة حساباته.
المصدر – اللواء