عقدت الجبهة السيادية من أجل لبنان مؤتمراً تضامنياً مع أهالي ضحايا مرفأ بيروت في الذكرى الرابعة لتفجيره. حضر المؤتمر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج، رئيس حزب حركة التغيير المحامي إيلي محفوض، المحامية سيسيل روكز، وليام نون، بيتر بوصعب، وعدد من أعضاء الجبهة.
وقال الحاج في كلمته: “تكتل الجمهورية القوية وحزب القوات اللبنانية وجميع اللبنانيين الشرفاء لم يتركوا شيئاً منذ اللحظة الأولى للانفجار إلا وقاموا به إلى حين أن يظهر الفاعل ويذهب إلى المحاسبة، فبذلك تبلسم جروح أهالي الضحايا”.
وأضاف: “لقد طالبنا بلجنة تقصي حقائق دولية وأرسلنا عريضة نيابية موقعة من نواب تكتل الجمهورية القوية والمعارضة، لأن المدخل لتصحيح مسار القضية هو في لجنة تقصي الحقائق الدولية، ولأن القضاء المحلي يحاولون تكبيله”.
وتابع: “ويوم استطعنا أن نحرك القضاء المحلي ليصدر القرار الظني، تحولت القضية إلى اتهام أهالي الضحايا بفبركة الملفات ليصبحوا هم الملاحقين بدل المجرمين الحقيقيين. لن نقبل بأن تتحول الضحية إلى مذنب، والمذنب إلى ضحية”.
ولفت إلى أنه “طلبنا بلجنة تقصي حقائق دولية ينبع من عدم ثقتنا بأن الملف محلياً سيأخذ مساره الطبيعي والقانوني. وإلا لماذا حتى اللحظة لم يصدر القرار الظني؟ ولماذا يخيفهم إلى هذه الدرجة إن كانوا أبرياء ولا يتحملون المسؤولية ولا يستخدمون المرافق العامة لمصالحهم الخاصة وأجنداتهم الخارجية؟”.
واعتبر أن “كل ما يحصل اليوم هو بسبب إدارة سياسية يحكمها أخطبوط، رأسه سلاح غير شرعي وآخره بضعة سماسرة وسارقين وفاسدين. لن نسمح لهذا الأخطبوط بأن يبتلع لبنان”.
من جهته، قال محفوض: “تحولنا إلى شعب خانع وصامت يقبل بالأمر الواقع ولم نعد نستحق هذا الوطن. ما قبل ٤ آب 2020 وما بعده حصل الكثير من التطاول علينا، واغتالوا نخبة المفكرين والصحافيين والرؤساء والنواب، ورضخنا. ومع انفجار بيروت تخطّت الوقاحة كل حدود، وقُبل القتيل ولم يقبل القاتل”.
وتابع: “في كل مرة أرى عائلة نون وروكز وبوصعب أسأل: ماذا فعلنا؟”.
وشدد على أن: “شهداء وضحايا المرفأ ليسوا أرقاماً، بل لهم قيمة ليس فقط لدى أهاليهم، بل قيمتهم أكبر من أكبر مسؤول في دولة فرّطت بأولادها، استسهلت التحقيق واستخفّت بوجود مواد متفجرة. عرفت وأهملت وسكتت، وبالتالي هذه دولة مسؤولة بأكملها”.
وتابع: “أسماؤهم: الكسندرا نجار، علي إسماعيل، علي أيوب، أمين زاهد، أرمان تيان، أيمن حمصي، شادي أبو شقرا، تريز أنطون، ثروت حطيط، نوال حمدان، جاك برميكيان، غسان حصروتي، إيلي خزامي، غريتا عطالله، شربل كرم… فهم أصحاب هوية وأصحاب حق، وهم لبنانيون”.
وتوجه إلى الأهالي قائلاً: “أكملوا ما تقومون به ونحن معكم حتى تحقيق العدالة”.
بدوره، شكر وليم نون، شقيق الضحية جو نون، الجبهة السيادية على التضامن الدائم مع أهالي الضحايا، ورفض اتهام أهالي الضحايا بتسييس الملف، موضحاً أنه لو كان الجميع يتصرف على أساس أن القضية قضية إنسانية ووطنية، وكل جهة تسلم مطلوبيها، لكنا اليوم أنهينا الملف ووصل إلى خواتيمه”.
وشرح التحركات التي ستحصل في يوم ٤ آب، التي ستكون على الشكل التالي:
“هناك نقطتا تجمع، الأولى في فوج إطفاء بيروت، والثانية في ساحة الشهداء، حيث يتزامن التجمعان عند الساعة الرابعة بعد الظهر، ثم ينطلقان عند الرابعة والنصف إلى المرفأ، بحيث سيكون هناك برنامج معد مدته ساعة تقريباً”.
ودعا نون اللبنانيين للمشاركة في هاتين المسيرتين من أجل الوقوف إلى جانب أهالي الضحايا”.
كما شكرت المحامية سيسيل روكز، شقيقة الضحية جوزيف روكز، الجبهة السيادية على الدعم الذي تقدمه لأهالي الضحايا، وجميع الأشخاص الذين يقفون إلى جانب القضية.
واعتبرت روكز أن “القضية لا تخص أهالي الضحايا فقط، بل هي قضية وطن، وعلى كل مواطن حقيقي أن يدعم هذه القضية”.
وطالبت الشعب اللبناني بأن يقف إلى جانب وطنه.
وشددت على أن جزءاً من السلطة السياسية يعمل على عرقلة الملف بشكل ممنهج، بدءاً من السياسة إلى داخل قصر العدل، ونحن ننتظر اليوم المدعي العام التمييزي المكلف من قبل السلطة القضائية أن يعمل بحسب ضميره المهني، ولو أنه معين بالتكليف من مجلس القضاء الأعلى، إلا أنهم كقضاة يحكمون باسم الشعب اللبناني”.
وأشارت إلى أنه “منذ ٤ سنوات لا زلنا نطالب بالعدالة دون كلل لأنه واجب علينا تجاه الضحايا، ونحن نشدد على إظهار الحقيقة وتحقيق العدالة”.