اذا كانت حرب غزة بايامها الاربعين، وحبلها على الجرار، مستمرة دون استراحة محارب ولا وقف اطلاق نار ولا هدن موقتة حتى الساعة، شاغلة للعالم، فان ملف التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون خصوصا وقادة الاجهزة الامنية عموما من جهة ، والقرار 1701 من جهة ثانية، وارتباطا الوضع المتفجر جنوبا، يشكلان عنواني الحركة المحلية.
فتحذيرات امين عام الامم المتحدة من “المصير الاسود” الذي ينتظر لبنان، في حال دخل الحرب ضد “اسرائيل”، لم يمر مرور الكرام، اذ ادار المعنيون محركاتهم للوقوف على حقيقة تلك المواقف، ومدى دقتها واستنادها الى معلومات ومعطيات دقيقة، خصوصا ان المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين اللبنانيين، كانت تسير في اتجاه معاكس.
ففي معرض حديثه يشير المصدر الى ان موقف حارة حريك الهادئ والمتزن، الذي عبر عنه امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، خلال اطلالتيه الاخيرتين، والذي قد يكون اثار بعض التململ عند اصحاب الرؤوس الحامية، كما عند من يريدون “التمريك” على الحزب، مرده امران اساسيان:
– الاول: ادراك قيادة الحزب ان الظروف الراهنة مختلفة كليا عن تلك التي سادت في 2006 اقليميا ودوليا والاهم محليا، ذلك ان ما بعد “ثورة 17 تشرين” 2019 مختلف كليا لجهة “الحشرة” التي يمر بها، في ظل الحملة التي نجحت في تحريض الجهات اللبنانية ضده، بالاضافة الى الضائقة الاقتصادية والأزمة الحادة التي يمر فيها لبنان.
– الثاني: ان اي دمار قد يلحق بلبنان وببنيته التحتية، لن يكون بالامكان تأمين الاموال اللازمة لاعادة اعماره، ذلك ان الحصار الاقتصادي المفروض على لبنان غير قابل للكسر راهنا، وما حصل ابان كورونا وبعد تفجير مرفأ بيروت خير دليل على ذلك.
– الثالث: الوضع الديموغرافي في ظل النزوح السوري، وعدد النازحين وفئاتهم العمرية ومناطق انتشارهم، في الرقعة التي قد تكون الملجأ الامن لاهالي المناطق الشيعية، خصوصا ان الحديث يدور حول اكثر من مليون ونصف نازح، ما سيشكل بيئة متفجرة في هذه المناطق ويولد نقمة لدى اهلها، خصوصا ان غالبية السوريين من المحسوبين على المعارضة يبادلون الحزب العداء، وبالتالي نسب الاحتكاك سترتفع كثيرا.
عليه تشير المصادر الى ان حارة حريك، تميل الى ابقاء الستاتيكو الحالي على وضعه جنوبا، بعيدا عن اي كسر لمعادلات التوازن، رغم انها نجحت في تغيير بعض قواعد الاشتباك بحكم الامر الواقع على الارض، وهو ما يثير القلق من ردة فعل “تل ابيب” التي لا يمكن ان تسكت على هذا الخرق، لما قد يكون له من تداعيات.
وختمت المصادر ان القيادتين العسكرية والسياسية في واشنطن، راجعتا “اسرائيل” مرارا وتضغطان باتجاه ابقاء التصعيد على الحدود الجنوبية ضمن الاطارالحالي وضوابطه، خصوصا ان قيادة قوات الطوارئ الدولية نجحت الى حد كبير في لعب دور”ضابط الايقاع” و”المنسق” غير المباشر المباشر بين لبنان و”اسرائيل”.