لماذا استبق السيّد إعلان فرنجيّة ترشيحه؟

Share to:

الديار: ميشال نصر

فيما جمود المواقف الرئاسية، في وجهها المعلن على الاقل، على حاله، اتجهت الانظار نجو التقارب الجديد بين الرياض وطهران برعاية بكين، علّه ينعكس ايجابا على الملف اللبناني المراوح مكانه منذ اشهر، خصوصا بعد الخطوة المفاجئة التي اربكت الساحة الداخلية، باعلان امين عام حزب الله دعم ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

دعم اثار الكثير من الشكوك وانقسمت الآراء حول اهدافه ونتائجه، بين من اعتبر انه وفاء من حارة حريك الملتزمة اخلاقيا مع فرنجية، فيما اعتبر آخرون، انه المخرج الانسب من “الورطة”، ومحاولة لفتح ثغرة في جدار الازمة المستفحلة.

مصادر سياسية متابعة اشارت الى ان حزب الله يستهيب الوضع في البلد في ظل المخاوف من انفلات الامور،وفقا لمعظم التقارير الامنية، خصوصا ان الاستقرار الممسوك حتى اللحظة، بسبب حدوده المضبوطة، غير متماسك، وقابل للانهيار في اي لحظة، وسط الحركات البهلوانية للدولار الاسود وعجز كل اجراءات مصرف لبنان عن الحد من تدني الليرة، في وقت عجزت فيه السياسة عن حل الاشكال القائم بين القضاء والمصارف، والذي دفع بالاخيرة الى اعلان عودتها الى الاضراب الاسبوع المقبل.

ورات المصادر ان خطوة السيد نصرالله لم تات من فراغ، انما نتيجة اتصالات على اكثر من صعيد ومع اكثر من طرف وبالتنسيق مع “استيذ” عين التينة، مشيرة الى ان اعلان دعم فرنجية جاء مقرونا بالدعوة لفتح حوار بين المعنيين في الداخل، خلافا لما حصل عام 2014 يوم اعلنت الضاحية ان مرشحها هو “ميشال عون” ونقطة على السطر، فاقفل المجلس النيابي ولم يفتح الا بعد اتفاق مسيحي-مسيحي.

والنقطة الابرز، هي تزامن الاعلان مع تحرك السفيرالسعودي الذي ابدى من بكركي تفاؤله بالوضع، فيما بدت علامات الارتياح بارزة على وجهه، في كل محطاته، قد يكون بسبب المعلومات التي تبلغها عن ان مجموعة باريس الخماسية قد تجتمع في الرياض في فترة قصيرة جدا، هذا دون اغفال الحدث الابرز الذي حصل بالامس على صعيد علاقات المملكة العربية بالجمهورية الاسلامية.

وختمت المصادر بطرح سؤال جوهري: لماذا اعلن الاستيذ والسيد ما اعلناه، فيما المعني الاول لم يعلن حتى الساعة ترشيحه رسميا للانتخابات الرئاسية، التي ينتظر ان يكون مطلع الاسبوع المقبل، عازية السبب الى محاولة اخيرة لاقناع باسيل وفرنجية من جهة، وسعي زغرتا الى تامين الحد الادنى من الاصوات قبل الذهاب الى المرحلة الثانية، التي ستستتبع التترشح وهي الدعوة الى جلسة انتخاب ستحرج الجميع و”تزرك” الكثيرين في الزاوية.

طرح لا ينكره كثيرون، رغم التسريبات المجهولة المصدر عن عزم الاستيذ الدعوة الى طاولة حوار في ساحة النجمة تصفى فيها الاسماء وتغربل . امر لا تنفيه ولا تؤكده اوساط عين التينة التي رأت ان هكذا خطوة لن تكون من الفراغ، اذ من الان فصاعدا كل خطوة يجب ان تكون مدروسة ومخططا لها ومحسوبة التداعيات.

Exit mobile version