لقاء فاتر بين الراعي وسليم: الخلاف على التمديد للعماد عون

Share to:

الديار – صونيا رزق

العلاقة بين البطريرك الماروني بشارة الراعي متوترة، مع رافضي التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وخصوصاً المتشدّدين منهم، فيما يصّر سيّد بكركي على موقفه للحدّ من الفراغات في المواقع المسيحية الهامة، ومن عدم تعيين قائد جديد للجيش في غياب رئيس الجمهورية، ولذا ينقل عنه الزوار إهتمامه وتشديده على التمديد، اذ ستكون مهمته من الان فصاعداً شاقة حتى تحقيقها، لانّ المرحلة تقتضي ذلك، على ان يكون هذا الملف ضمن مواقفه وعظاته وصولاً الى وضعه على السكة الصحيحة.

وفي هذا الاطار ووفقاً للمعلومات، فالبطريرك الراعي يتواصل منذ فترة وبإستمرار مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، لبحث الطرق التي توصل الى التمديد، خصوصاً ان عدد المعارضين ضئيل جداً، لكن هنالك من لم يتخذ قراره بعد من دون ان يقف حجر عثرة، انما ينتظر المزيد من النقاش قبل إعلان موقفه من هذا الملف. فيما يسعى الراعي لتأجيل تسريح العماد عون لمدة ستة أشهر بقرار يصدر عن مجلس الوزراء، وفي حال لم يتوصل الى القرار الحاسم، سيحال الملف الى المجلس النيابي في النصف الأول من الشهر المقبل، في ظل عدد من من اقتراحات القوانين التي تقدّم بها عدد من الكتل النيابية.

وعلى خط الرافضين والمتشدّدين بقانون الدفاع الوطني، وزير الدفاع موريس سليم الذي زار بكركي يوم امس، لبحث الملف مع البطريرك الراعي، الذي تلقى طمأنة من وزير الدفاع بأنّ وضع المؤسسة العسكرية بخير، و” بأنه حريص على الجيش وقائده، ويسير وفق للقوانين، ولا يعمل لأي اجندة سياسية، وبأنّ عدم مشاركته في جلسات مجلس الوزراء، تأتي في اطار التزام الدستور، كما انّ التقاعد حكمي بموجب ما ينص عليه قانون الدفاع الوطني، والحالات الخاصة التي ينصّ عليها القانون، لا تنطبق على الاستحقاق الحالي، ومن المستحيل تخطيها مهما كانت المبرّرات”.

هذا التصريح ترك بعض الفتور، وفق ما نقل مقرّبون من الصرح البطريركي، الذي ما زال مصّراً على رفض الشغور في قيادة الجيش، كما يرفض التعيين، ناقلين نفي بكركي لما يروّج له بعض الافرقاء المتضرّرين من التمديد، بأنّ الراعي سيتجه الى تغيير موقفه، فيما الحقيقة مغايرة تماماً وهو متمسّك بها حتى النهاية، ويرفض موقف مَن انقلب لدوافع تصفية الحسابات الشخصية مع الجنرال جوزف عون.

الى ذلك افيد بأنّ الرئيس بري لم يعطِ أيّ موافقة على التعيين، فيما الرئيس ميقاتي يبحث عن مَخرج يؤدي إلى عدم الصدام مع بكركي، من خلال تأجيل تسريح العماد عون كما يريد الراعي اي ستة اشهر، و”القوات اللبنانية” بدورها سبق ان تقدمت باقتراح قانون معجّل مكرّر يقضي بتعديل سن التسريح من الخدمة لرتبة عماد في الجيش، بحيث يصبح 61 سنة بدلاً من 60، والأسباب الموجبة لهذا الاقتراح تستند إلى الظرف الاستثنائي.

أما الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، فيؤيد التمديد لعون مع رغبة شديدة لن يتراجع عنها، وهي تعيين رئيس للأركان محسوب عليه، خصوصاً أنّ المنصب بات منذ سنوات من حصة الطائفة الدرزية، لذا سيكون لجنبلاط الرأي الاول هذا الاطار، خصوصاً انّ كل من تسلّم هذا المركز حظي بقبول وموافقة زعيم المختارة.

وعلى خط مغاير، افيد بأنّ العلاقة بين قائد الجيش ووزير الدفاع الى اقصى التوتر، اذ نقل شهود عيان “انه أثناء قيام الوزير سليم بتقديم العزاء للنائب محمد رعد بإستشهاد نجله في الجنوب، وصل الجنرال جوزاف عون للقيام بواجب التعزية، فغادر الوزير سليم على الفور”.

Exit mobile version