جدد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، تأكيد “التزام لبنان بكافة مندرجات القرار 1701 والعمل الحثيث على تطبيقها”، مشدداً على أن “كافة السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية، لم ولن تتوانى، ولو للحظة عن القيام بواجباتها كافة لناحية معرفة هوية مطلقي النار على آلية اليونيفيل قبل اسبوعين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم”.أما رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز فاكد “حرص بلاده على دعم عمل اليونيفيل في جنوب لبنان”، مشيرا الى “أن الكتيبة الاسبانية هي اكبر الفرق المشاركة منذ العام 2006″. ونوه باستقبال لبنان النازحين السوريين، رغم الازمات التي يعاني منها، ويتفهم حرص لبنان على العودة الطوعية لهؤلاء الى بلادهم”.
وكان ميقاتي ورئيس الحكومة الاسبانية عقدا مساء اليوم محادثات في السراي الحكومي، في اطار الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة الاسبانية الى لبنان وتفقده كتيبة بلاده العاملة في اطار القوات الدولية في جنوب لبنان.وقد وصل رئيس وزراء اسبانيا الى السراي عند السادسة مساء حيث كان في استقباله رئيس الحكومة ورحبت به ثلة من سرية حرس رئاسة الحكومة، قبل ان ينتقلا الى الصالون الداخلي حيث صافح الرئيس ميقاتي اعضاء الوفد الاسباني الذي ضم وزيرة الدفاع مارغاريتا روبلز،سفير اسبانيا في لبنان جيزوس ايغناسو سانتوس،ومديرة قسم الشؤون الخارجية في رئاسة الحكومة الاسبانية ايما اباريتشي.كما صافح رئيس وزراء اسبانيا الوفد اللبناني الذي ضم: وزير العدل هنري خوري، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكيّة، ومستشاري الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس والسفير بطرس عساكر، والسيد زياد ميقاتي.
المحادثاتوعقد الرئيسان ميقاتي وسانشيز خلوة تلتها المحادثات الرسمية الموسعة بمشاركة اعضاء الوفدين. في خلال المحادثات تحدث الرئيس ميقاتي مرحبا بضيفه وقال: “نرحب بكم وبالوفد المرافق في لبنان ، وزيارتكم هي تأكيد اضافي على التضامن الدولي مع لبنان والدعم الذي لا بديل عنه لينهض من كبوته. كما أتوجه لكم بالشكر الدائم على مشاركة بلادكم بكتيبة تضم حوالى 600 عنصر من حفظة السلام الاسبان في قوات الامم المتحدة، وهي تشكل كما علمت ، أكبر قوة عسكرية اسبانية خارج البلاد ، مما يدل على التزام اسبانيا الثابت باستقرار لبنان
وقال الرئيس ميقاتي:”إنني اؤكد أمامكم، ما سبق وأكدته لقائد قوات اليونيفيل الجنرال لازارو الذي انتدبتموه مشكورا لقيادة هذه القوات، ان كافة السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية ، لم ولن تتوانى، ولو للحظة عن القيام بواجباتها كافة لناحية معرفة هوية مطلقي النار على آلية اليونيفيل قبل اسبوعين ما ادى الى فقد عنصر من الكتيبة الايرلندية في قوات حفظ السلام، واصابة رفاق له بجروح، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم.نحن ننحني أمام التضحيات الجسام التي تبذلها القوات الدولية في الجنوب حيث إختلطت دماء أهله الطيبين بدماء عناصر هذه القوات ليعم الأمن والسلام في ربوع الوطن”.
وتابع الرئيس ميقاتي: “اسمحوا لي يا دولة الرئيس ان اكرر امامكم التزام لبنان بكافة مندرجات القرار 1701 والعمل الحثيث على تطبيقها. وانتهز فرصة وجودكم اليوم في لبنان ، لأكرر امامكم ما صرتم تعرفونه، ان ما يزيد من وزر الضائقة الاقتصادية الخانقة في لبنان هو وجود اعداد كبيرة من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية وتبعات هذا الوجود على الأمن والأستقرار والاقتصاد. وقد زاد من وطأة هذه الضائقة تداعيات وباء كورونا وما رافقه من إغلاقات عامة وعرقلة لحركة الانتاج وللدورة الاقتصادية ، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت المدمّر ليقضي على كل الآمال بتعاف سريع”.
وقال :”بدعمكم لنا اليوم ، خاصة بعد قراركم المشكور باضافة لبنان على لائحة الأولويات للتنمية والتعاون الدولي للفترة 2022-2026، وبدعم الاسرة الدولية ، سينهض لبنان من كبوته ، ويعود له بريقه بين الأمم. فلا غنى له عن أصدقائه الدوليين، وانتم في طليعتهم. فلنعمل سويا على اعادة احياء العجلة الاقتصادية في لبنان وعلى اعادة النازحين السوريين الى بلادهم والتي اصبحت في معظم مناطقها آمنة وسالمة . فلنوفر لهم عودة آمنة وكريمة غير مشروطة، ليشاركوا في اعادة اعمار وطنهم ، ولنكمل نحن معالجة مشاكلنا الاقتصادية الداخلية التي زادها هذا النزوح تفاقما”.
وقال “إننا على ثقة بأن اسبانيا يمكن ان تقدم الكثير من الدعم في هذا الاطار، وأن تعطي ملف النازحين السوريين الأولوية ضمن الاتحاد الأوروبي خلال فترة ترؤسها المجلس الأوروبي في النصف الثاني من العام 2023. لنعمل معا بشراكة تامة على الساحة الدولية لنؤمن الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي للبنان .ولكم منا تعهّدا أعطيناه لأنفسنا وللبنانيين بأننا لن نألو جهدا في اجراء اللازم من اصلاحات واجراءات لتخطي الأزمة والانطلاق نحو المستقبل.
رئيس الحكومة الاسبانيةبدوره قال رئيس الحكومة الاسبانية :”جئت الى لبنان لأنه بلد يعني لنا الكثير وهو البلد الاول الذي تدعمه اسبانيا من صندوق الدعم الاسباني” . وأكد حرص بلاده على دعم عمل اليونيفيل في جنوب لبنان ، وقال ان الكتيبة الاسبانية هي اكبر الفرق المشاركة منذ العام 2006. وأشار الى ان بلاده سترأس العام المقبل المجلس التنفيذي للاتحاد الاوروبي، ومن اولوياتنا دعم العلاقة مع دول الجوار وفي مقدمها لبنان وتقويتها، اضافة الى تعزيز العلاقات بين لبنان والاتحاد الاوروبي في مجالات الطاقة البديلة والزراعة والبنى التحتية وتنمية قدرات الشباب”. ونوه باستقبال لبنان النازحين السوريين ، رغم الازمات التي يعاني منها، ويتفهم حرص لبنان على العودة الطوعية لهؤلاء الى بلادهم وسيبذل جهده عبر الاتحاد الاوروبي لدعم لبنان في هذا المجال”.لقاءات السرايوكان ميقاتي استقبل في السراي الحكومي، سفير قطر ابراهيم عبد العزيز السهلاوي، وعرض معه العلاقات بين البلدين.وسلم السهلاوي ميقاتي دعوة لحضور مؤتمر الامم المتحدة الخامس المعني بالبلدان الأقل نموا الذي سيعقد في قطر، على مستوى رؤساء الدول والحكومات من 5 الى 9 آذار.
كما استقبل سفيرة سريلانكا كاليانيراتني كاروناراتني في زيارة وداعية.ثم استقبل وفدا من تنسيقية الدفاع عن حقوق العسكريين المتقاعدين.