تاريخ الزلازل في العالم “الحلقة الرابعة”.. زلازل بلاد الشام

تاريخ الزلازل في العالم

Share to:

نضال العضايلة

جرت عدة دراسات للزلازل التاريخية في بلاد الشام خلال الألفي أو الثلاثة آلاف سنة الماضية وأظهرت هذه الدراسات تفاوتاً واضحاً في عدد الزلازل التي أصابت هذه المنطقة.

وفي كل الأحوال فإن الدراسات الزلزالية التاريخية التي تمت حتى الآن تعتبر غير كافية ولا تسمح بإعطاء نتائج دقيقة حول تاريخ هذه الزلازل وتكراريتها أو دوريتها، وفيما يلي أبرز الزلازل التي حدثت في بلاد الشام عبر التاريخ:

زلزال سوريا 1759 بدأ تسلسل الأحداث في عام 1759 في 30 تشرين الأول، وقد تسببت الهزة الأصغر من بين الهزتين في ذلك العام في مقتل 2000 شخص في صفد وتجمعات أخرى. تقدرت شدة هذا الحدث الأولي عند 6.6 على مقياس حجم الموجة السطحية ومنح تصنيفًا من ثمانية ( شديد ) إلى تسعة ( عنيف ) على مقياس كثافة، تبع ذلك زلزال أكثر خطورة (7.4 و 9) في 25 تشرين الثاني دمر جميع القرى في سهل البقاع.

كانت المناطق التي تعرضت للضرر هي نفسها تقريبًا في كل من زلزالي القرنين الثالث عشر والثامن عشر ، مع تضرر مدن نابلس وعكا وصور وطرابلس وحماة، تضررت قرية رأس بعلبك ومدينة دمشق وشعر بالصدمة حتى مصر.

أظهر تحقيق في المنطقة أن صدعا سطحيا قد يكون قد حدث أثناء هذه الأحداث، ترك زلزال 1202 السابق والأقوى بكثير دليلًا على حدوث إزاحة صدعية بقياس 1.6 متر (5 قدم 3 بوصة)، وعثر بعد ذلك على انزياح بمقدار نصف متر، ولكن من غير المعروف ما إذا كان يمكن أن تُعزى هذه الحركة إلى أي من أحداث 1759 أو إلى زلزال الجليل عام 1837.

أجريت مزيد من الأبحاث في وادي الزبداني في سوريا على طول صدع سرغايا، تم العثور على جرف يبلغ ارتفاعه نصف متر ، وبعد حفر خنادق للتحقق، تم تحديد أن آخر حدث زلزالي سابق يرجع تاريخه إلى عام 1650، وتم تفسير الوشحة على أنها نتيجة أحد أحداث 1759 ، ولكن لم يمكن نسبتها لأحد الزلزالين.

زلزال الجليل 363 هو زلزال مدمر ضرب جنوب المشرق، أي جنوب بلاد الشام، وكان ذلك ليلة 18 و 19 أيار، سنة 363، وكان مركزه في ذلك الجزء من صدع البحر الميت والواقع بمنطقة وادي عربة جنوبي البحر الميت وشمالي العقبة.

تضررت منه العديد من المناطق أهمها مدينة البتراء التي أصابها بضررِ لم تتعافى منه بعدها، بينما تضررت مدن الكرك والقدس وطبرية وحيفا، ويعتقد بأنه كان السبب بدمار كنيسة العقبة وهجرها فيما بعد.

زلزال الجليل 749 زلزال مدمر معروف في الأدبيات العلمية بـ زلزال 749، ضرب مناطق بلاد الشام التابعة للدولة الأموية يوم 18 يناير سنة 749، ودمر مدن طبريا وبيسان وطبقة فحل بشكل واسع، في حين أن العديد من المدن الأخرى في جميع أنحاء بلاد الشام تضررت بشدة، بلغ عدد الضحايا عشرات الآلاف.

زلزال الشرق الأدنى 1068 في عام 1068 صباح يوم 18 مارس في الشرق الأدنى على طول الجزء الجنوبي من صدع البحر الميت، تسبب الزلزال بوفاة 20,000 شخص وأضرار في مصر وشبه الجزيرة العربية وبعض المناطق الشرقية من البحر الأبيض المتوسط.

زلزال القدس عام 1834 في 13 مايو خلال الأيام القليلة الأولى من تمرد الفلاحين في فلسطين ضد إبراهيم محمد علي باشا من إيالة مصر.

كان مركز الزلزال في منطقة القدس، وبعد فترة هدوء قصيرة، استؤنف القتال في اليوم التالي.

شملت الأضرار الناجمة عن الزلزال انهيار جزء من سور المدينة بالقرب من قبة الصخرة، وانهيار القبة فوق قبة المعراج، ومئذنة في المدينة وأخرى على جبل الزيتون، وانهيار وأضرار في عدد من منازل كبيرة بالقدس، وأضرار شديدة لحقت بالأديرة اللاتينية والأرمنية في بيت لحم، لقد عانت كنيسة القيامة من أضرار طفيفة.

زلزال بيروت عام 551 وقع زلزال بيروت في 9 – تموز عام 551 وبلغت قوته 7.6 حسب مقياس العزم الزلزالي وسجلت قوته الدرجة العاشرة والتي تمثل درجة عنيفة حسب مقياس ميركالي المعدل.
تسبب هذا الزلزال بتسونامي مدمر وصل تأثيره إلى المدن الساحلية في فينيقيا البيزنطية، مما تسبب بتدمير كبير وغرق العديد من السفن، تم الإبلاغ عن مقتل أعداد كبيرة من الناس، وقدرت الأعداد في بيروت لوحدها بـ 30000 شخص من قبل أنطونيوس بياتشينزا.

زلزال حلب 1138 زلزال وقع بالقرب من مدينة حلب شمالي سوريا في 11 تشرين الأول عام 1138 ميلاديّة، صنّفت هيئة المساحة الجيولوجي الأمريكية زلزال حلب 1138 كرابع أخطر زلزال في التاريخ.
هو من بين أكثر الزلازل دموية في التاريخ، وقد تم أخذ اسمه من مدينة حلب في شمال سوريا، حيث تم الحفاظ على أكبر عدد من الضحايا.

وقع الزلزال في 11 أكتوبر 1138، وسبقه زلزال أصغر في العاشر من الشهر نفسه، وغالبًا ما يتم سرده كرابع زلزال مميت في التاريخ، بعد زلازل شانشي والمحيط الهندي وتانغشان في الصين، ومع ذلك، بلغ عدد الضحايا الذين سقطوا بسببه 230,000 قتيلاً، وقُدّرت شدة الزلزال بـ 8.5 درجة على مقياس ريختر.

زلزال حلب 1822 في 13 أب 1822 تعرض الجزء الشمالي من الإمبراطورية العثمانية (الآن شمال سوريا ومحافظة هاتاي التركية) لزلزال كبير، بلغت قوته 7,0 على مقياس رختر، زمن المحتمل أن يكون تسبب في حدوث تسونامي، مما أثر على السواحل القريبة.

استمرت الهزات الارتدادية المدمرة لأكثر من عامين، وكان أكثرها تدميراً في 5 أيلول 1822، وشعر الناس بالزلزال في منطقة واسعة شملت رودس وقبرص وغزة، وبلغ العدد الإجمالي للقتلى المبلغ عنه لهذا للزلزال تراوح بين 30.000 و 60.000، والحصيلة الأكثر ترجيحاً هي 20.000.

زلزال حماة 1157 وقع بالقرب من مدينة حماة في شهر أغسطس عام 1157 م / 552 هـ، وقدر عدد الضحايا بعشرات الآلاف.

ويذكر المؤرخ الطرابلسي د. عمر تدمري في كتابه «تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور» أن الزلزال العظيم هذا أصاب كونتية طرابلس التي كانت تحت الحكم الصليبي في زمن الكونت ريموند الثالث، و«هلك أكثر أهلها»، وهُدم كثيراً من أبنيتها.

في حلب تهدم أجزاء من سور المدينة وفي حران تشققت الأرض فظهرت آثار مدينة قديمة، وطالت أضراره كل من حمص ومعرة النعمان وطرابلس وبيروت وصور، وأكبر الأضرار حصلت في مدينة حماة وشيزر، وبه كانت نهاية أسرة بنو منقذ.

زلزال دمشق 847 زلزال مدمر وقع في 24 تشرين الثاني سنة 847، وأوضحت دراسة حديثة بأن الزلزال كان جزءاً من زلازل متعددة ضربت المناطق من دمشق جنوباً إلى أنطاكية في الشمال وإلى الموصل شرقاً، وقد بلغ عدد الضحايا 20,000 في أنطاكية و 50,000 في الموصل، ويعتقد أن الزلزال يعد واحداً من أقوى الزلازل على طول صدع البحر الميت.

زلزال شحيم 1956 كان حدثًا مدمرًا وقع في 16 مارس في لبنان على طول صدع البحر الميت، وكان مركز الزلزال في جنوب لبنان في قضاء الشوف، ونجم عن الزلزال تدمير ستة آلاف منزل وتضرّر 17000 منزلاً آخر وبلغ عدد القتلى 136.

تعرض قضاء الشوف عام 1956 لزلزال قوي وصف بالعنيف، تركز في بلدة شحيم وكان الزلزال عبارة عن هزتين أرضيتين، الأولى بقوة 4,8 بمقياس ريختر، تلتها بـ15 دقيقة هزة ثانية بقوة 5,1 على مقياس ريختر، وتسبب بمقتل 136 شخصاً وتدمير 6000 بيت بشكل كامل، و17,000 بيت بشكل جزئي.

زلزال صفد 1837 كان مركز الزلزال شرق مدينة صفد وقدرت شدته بـ6.25-6.5 درجة على مقياس ريختر.

يعتبر من أهم الزلازل التي ضربت فلسطين، وقد انتشر أثره في منطقة صفد كلها وارتفع عدد ضحاياه إلى 5000 نسمة، وُدمرت بسببه مدينة صفد القديمة تدميراً شبه تام. وكذلك دمرت قرية الجش.

وبلغ عدد قرى قضاء طبريا التي أصابها الخراب بسبب الزلزال أكثر من 17 قرية. ويذكر الرحالة طومسون الذي زار صفد بعد الزلزال مباشرة أن السبب الذي عظّم المصيبة هو أن بيوت صفد مبنية على سفح جبل.

ولما زُلزلت الأرض سقطت البيوت العليا على البيوت السفلى فهدمتها، وهدمت هذه التي أسفل منها تسلسليا، دمّر الزلزال مدينة صفد بالكامل وأحدث أضراراً في مناطق كثيرة في الجليل مثل الجش وعين زيتون وطبريا ولوبيا والشجرة والرينة.

امتدت آثار الزلزال إلى مناطق بعيدة نسبياً عن مركز الزلزال مثل نابلس، التي دُمر فيها حي كامل وتضرر حي آخر بشكل كبير.

هذا وضربت صفد زلازل كثيرة خلال الالف عام الماضية منها:1204-1212-1339-1402-1546-1656-1666-1759-1837-1927-1938م.

زلزال نابلس 1927 هو زلزال كبير ضرب منطقة نابلس يوم الإثنين 11 تموز 1927 الساعة 15:07 بعد الظهر وقد كانت مدة الزلزال 90 ثانية.

بلغت شدة الزلزال 6.2 درجة على مقياس ريختر وتم تحديد مركزه لاحقاً قرب جسر دامية في غور الأردن على بعد حوالي 25 كيلومتراً شرق مدينة نابلس وقد شعر به سكان سوريا، لبنان والقاهرة.
تسبب الزلزال في فلسطين بقتل حوالي 192 شخصا، وإصابة 923 شخصا، وفي شرق الأردن كان عدد القتلى حوالي 68 شخصا، وإصابه 103 أشخاص.

زلزال نابلس يعتبر زلزال متوسط نسبة للزلال المدمرة التي مرّت على فلسطين، وهذا الزلزال يؤرخ فيه بمدينة نابلس، سبب هذا الزلزال دمار كبير لمناطق عديدة في فلسطين، ومنها:

1.مدينة نابلس: وقد هدم حوالي 600 منزل، وقتل حوالي 303 اشخاص، و350 جريح، ومن الاماكن التي تضررت جامع النصر التاريخي وقسم من الجامع الصلاحي الكبير. 2.مدينة القدس: كان عدد القتلى أكثر من 130 شخص، و 450 جريح، ومن الاماكن التي تضررت مبنى في جبل الزيتون، ووقع اضرار كبيرة في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة وقد سبب أيضا في تشققات قصر أوغستا فكتوريا والذي كان مقر للمندوب السامي في المدينة. 3.في سائر فلسطين: حدث بمناطق عديده هدم مباني، قتلى وجرحى، ومن هذه المدن: قلنسوة، اللد، الرملة، رام الله، صفد، طبريا، بيسان، أريحا، الرينة، يافا وابو ديس.

زلزالا تركيا وسوريا 2023 زلزالان ضربَا جنوب تركيا يوم السادس من شباط/فبراير 2023 وشمال سوريا ومناطق أخرى.

زلزالان ضربا جنوب تركيا، وقع الأول في الساعة 4:17 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم 6 فبراير 2023، وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه غرب مدينة غازي عنتاب، امتدَّ أثره إلى سوريا أيضًا نظراً لقرب مركزه من الحدود السورية التركية.

ويُعدُّ هذا الزلزال من أقوى الزلازل في تاريخ تركيا وسوريا، بعد مرور تسع ساعات وتحديدًا في الساعة 13:24 ظهرًا بالتوقيت المحلي (10:24 بالتوقيت العالمي الموحد) وقع زلزال آخر بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر بمنطقة إيكين أوزو بالقربِ من مدينة كهرمان مرعش.

بلغ عدد ضحايا هذين الزلزالين في تركيا وسوريا حسب تقديرات أولية أكثر من 12530 قتيلاً و 24700 مصابًا، وخلّفا أضرارًا مادية جسيمة في كِلا البلدين.

تقدير الخسائر قدّرت خدمة PAGER للمسح الجيولوجي بالولايات المتحدة بعد الزلزال الأول أن احتمال حدوث وفيات يتراوح بين 100 و 1000، كما قدرت احتمالًا بنسبة 35% للخسائر الاقتصادية بين 1 مليار دولار أمريكي و 10 مليار دولار أمريكي.

تركيا دُمرت العديد من المباني في حصن منصور وديار بكر، ففي ديار بكر، انهار مركز تجاري، وأنهار 34 مبنى في المحافظة، كما انهار حوالي 130 مبنى في ملاطية، وانهار جزء من مسجد معروف من القرن الثالث عشر في المقاطعة، وارتفعت حصيلة قتلى الزلزال في تركيا إلى حوالي 20,665 قتيلاً وإصابة أكثر من 80,000 شخصاً.

سوريا شعر كل سكان سوريا بالزلزال، لكن أثر الزلزال المدمر اقتصر على محافظات حلب وحماة واللاذقية وطرطوس وإدلب، حيث أودى الزلزال بحياة أكثر من 3,500 شخص، وإصابة 7000 آخرين، فيما أدى إلى مقتل أكثر من 380 شخصاً في المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية حسب منظمة الخوذ البيضاء.

أفادت التقارير الأولية الواردة للمديرية العامة للآثار والمتاحف من بعض المحافظات بأضرار طالت بعض المواقع الأثرية نتيجة الهزة الأرضية، ففي حلب تعرضت القلعة لأضرار طفيفة ومتوسطة، منها سقوط أجزاء من الطاحونة، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط أجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية، كما سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة، وسقطت أجزاء من الحجارة، ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار.

بلدان أخرى استيقظ السكان في لبنان من نومهم حيث اهتزت المباني في البلاد لمدة تصل إلى 40 ثانية، ففي بيروت فرّ السكان من منازلهم وظلوا في الشوارع أو قادوا سياراتهم للفرار من المباني، كما شعر السكان بالزلزال حتى في قبرص، وقال المركز الأوروبي لرصد الزلازل في منطقة البحر المتوسط إن السكان شعروا بالاهتزاز في اليونان والأردن والعراق ورومانيا وجورجيا ومصر.

Exit mobile version