عمان – نضال العضايلة
اجتمع وزراء خارجية الإمارات والبحرين والمغرب ومصر والولايات المتحدة و“إسرائيل” في قمة النقب وهي الأولى من نوعها التي تستضيفها “إسرائيل” في اعقاب قمة شرم الشيخ التي عقدت الأسبوع الماضي.
الأردن غاب عن القمتين الإقليميتين خلال الأسبوع الماضي في شرم الشيخ والنقب شاركت فيهما إسرائيل ودول عربية، والتزمت القيادة الأردنية الصمت فيما كان الملك عبد الله يلتقى عباس في رام الله بالتزامن مع اجتماع النقب. ماذا قال سياسيوا الأردن، وقادة الرأي فيه عن هذا الغياب؟.
الدكتور عادل العضايلة ( سفير سابق ) قال: في الحقيقية أن الاردن غير معني بمثل هذه الاجتماعات، وفي هذا الوقت بالذات، لأن علاقاته مع إسرائيل واضحة بموجب اتفاقية السلام، وهذا الاجتماع يبحث في تعزيز علاقات جديدة مع اسرائيل، والأردن لا يتوانى عن الاشتباك مع إسرائيل ودبلوماسيا في اي وقت، وحسب التطورات السياسية الإقليمية وفي الأراضي الفلسطينية، وبما يخدم المصالح الأردنية والفلسطينية.
واضاف : وفي الوقت الذي كان فيه الاجتماع في النقب منعقد كان الملك يشتبك دبلوماسيا مع اسرائيل ويلتقي الرئيس الإسرائيلي ووزير الدفاع، من اجل تخفيف الاحتقان في الاراضي الفلسطينية والقدس، دون أي ضجة اعلامية، حيث اوصل الملك عبدالله رسالته للجانب الاسرائيلي بدون اي ضجة او رد فعل مضاد، ولهذا كان الهجوم الاعلامي الشعبي العربي على لقاء النقب، ونتيجة لسياسة الاردن المتواصلة لخدمة الأشقاء الفلسطينيين، فقد أعلنت اسرائيل عقب اللقاء ضرورة أحياء عملية السلام، وعدم إجراء اي تغيير على التسهيلات المتفق عليها سابقا لعدم عرقلة الفلسطينيين من اداء الشعائر الدينية في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
واردف قائلاً : وبذلك يحقق الاردن كما العادة دبلوماسية ناجحة في تخفيض الضغوط على الفلسطينيين، كما ان لقاء الملك ساهم في ان يكون رد الفعل الاسرائلي بعد حادث تل ابيب اقل مما كان يتخذ في السابق في مثل هذه الأحداث.
ويشير : إلى أنه من جانب اخر فإن اجتماع النقب كان يركز بشكل أكبر على قضايا التطبيع بين الدول الخليجية وإسرائيل.
أحمد سعيد نوفل (أكاديمي): قال إنه يرجح أنه تمت دعوة الأردن واعتذر عن عدم الحضور فالبيئة الحاضنة لهذه المفاوضات واللقاءات غير مريحة للمملكة وموقف الأردن لا يتواءم مع الدول المجتمعة.
وأضاف : أن هناك هدف سياسي من وراء ذلك لإبعاد المملكة عن القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن موقف الأردن لا يتواءم مع الدول المجتمعة ويختلف عنها.
موسى بريزات (سياسي ودبلوماسي سابق): قال إن غياب الأردن عن الاجتماعين ربما خيار أردني، وهذا ما أرجحه، الا أنه رجح أن الإقصاء وارد فالأردن لم يعد يملك أوراق الملف الفلسطيني وهو بيد الفلسطينيين والولايات المتحدة ولا يوجد لأي دولة عربية تأثير على هذا الملف.
فايز الفايز (محلل سياسي وكاتب ): قال أن الأردن يرفض الدخول في أي معسكرات تطبيعية مع إسرائيل على حساب القضية ولا يعتبر نفسه جزءا في تحالف لا يكون الفلسطينيون فيه ولا يحقق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف : أنه واستناداً لمعلومات خاصة، فإن الأردن رفض المشاركة في قمة النقب، وكانت هناك محاولات جادة لإقناعه حتى مساء السبت.
عامر السبايلة ( أستاذ في العلوم السياسية ): قال كان على الأردن المشاركة في الاجتماع من باب الواقعية السياسية، حيث أن الأردن حضر اجتماعات مماثلة مثل لقاء شرم الشيخ، والتقى رئيس الوزراء الإسرائيلي والمصري، كما كان على الأردن الحضور كي لا تظهر القضية أنها اجتماع لأطراف الاتفاقية الإبراهيمية، خصوصا في ظل مشاركة المغرب الذي يريد لعب دور في القدس، فمن المتوقع أن يكون هنالك حديث عن مستقبل القدس في الاجتماع.
وأضاف : الأردن يعتبر أن مصر والإمارات يعبران عن مصالحه في الاجتماع، مع ذلك فحضور الأردن كان ضروريا في ظل مشاركة الولايات المتحدة، التي تخشى التصعيد في الضفة الغربية، والقدس تحديدا، في شهر رمضان.
لميس أندوني ( كاتبة صحفية ): قالت أن الأردن يخشى من المشاركة في هذا الاجتماع؛ لعدم ثقته في أهداف اللقاء الذي يجمع البحرين والإمارات الأكثر تطبيعا، فالسؤال ما هو مطلوب من الأردن؟ هناك خطوات تطبيعية الأردن غير مستعد لها.
وأضافت : الأردن لا يستطيع الانخراط في هذا الحلف وما يتبعه من استحقاقات من التحالفات الإبراهيمية، رغم أنه كان قريبا منها، لكنه لم يدخل فيها رسميا، أمريكا تحاول توريطه في تلك الاتفاقيات.
حمادة فراعنة ( كاتب ومحلل سياسي ): قال أن لدى الدولة تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة، مع ذلك يملك الأردن شجاعة التعارض مع السياسات الأميركية في تعاملها مع فلسطين، وعدم الاستجابة لدعوة حكومة المستعمرة، للمشاركة في اجتماع النقب الوزاري.
وأضاف : أنه رغم وجود أربعة وزراء عرب والوزير الأميركي، لم تكن المظهر الأول في عدم التجاوب الأردني مع رغبات واشنطن، فقد سبق وسجل الأردن شجاعته في رفض إعلان ترامب يوم 6/12/2017، اعترافه بالقدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، وكذلك في 28/1/2020 حينما أعلن ترامب صفقة القرن في واشنطن بحضور نتنياهو.
وأشار: إلى أنه في الحالتين شكل الأردن رأس حربة سياسية في رفض الموقف الأميركي، وفي دعم الموقف الفلسطيني، مما يدلل على ثبات السياسة الأردنية على التمسك بكل ما هو يستجيب لمصالحنا الوطنية والقومية، وأن لها الأولوية على أي اعتبار أو خيار آخر.
عبدالله المجالي ( كاتب صحفي ): قال آثر الأردن عدم حضور ما عرف بـ”قمة النقب” التي جمعت وزراء خارجية دول “أبراهام” العربية ومصر بوزيري خارجية الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في صحراء النقب جنوبي فلسطين المحتلة، وعوضًا عن ذلك زار الملك عبد الله الثاني مدينة رام الله، واجتمع برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وأضاف : المقاربة الأردنية الفلسطينية تقوم على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية، وأنه “لا يمكن للمنطقة أن تنعم بالأمن والاستقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية” كما صرح الملك في رام الله.
وأشار : إلى أن المقاربة الجديدة لا ترى ذات الرؤية، وتعتقد أن القضية الفلسطينية مجرد خلاف بين السلطة الفلسطينية و”إسرائيل”، ولا يجب أن تؤثر على التعاون الوثيق بين دول المنطقة ضد الأعداء المفترضين.
وقال : من المؤسف أن نرى المقاربة الجديدة تتوسع على حساب الرؤية الأردنية الفلسطينية، وها هي اليوم تتقدم خطوة كبيرة نحو تحالف بين دول عربية ذات ثقل وبين الكيان الصهيوني، وكمقدمة لنشوء ذلك التحالف أعلن عن إقامة “منتدى دائم” بين الدول