لبنان الدولتية… ماذا بعد

Share to:

المصدر : mtv lebanon

عَقَدت هيئة مكتب الجبهة المدنيَّة الوطنيَّةإجتِماعها الدَّوريّ وخصَصته لقضيّة الانتِهاك المتمادي لسيادة لبنان الدَّولتيّة بما يؤكَّد أهميّة تصويب المفاهيم البَانية للسّيادة والمسارات المؤدّية لها، والسَّياسات العامّة المُحَصّنة لها، كما ناقشت الهيئة التطوّر الحاصل في سياق تشكيل الائتِلاف المدنيّ الوطني المعارض بما يُسَّاعد على إعادة تكوين السُّلطَة واسترداد الدّولة من خاطفيها وراهِني اللُّبنانيين لمصالِح خبيثة مُدَمّرة، وخلُص المجتمعون إلى ما يلي:

1 – إنَّ سيادة الدَولة لا تتجزَّأ وهي في صميمها قائِمَةٌ في تطبيق الدُّستور وتنفيذ القوانين المرعيّةِ الإجراء بالاستِناد إلى خياراتٍ استراتيجيَّة يُحدّدُها الأمن القومي للُبنان والأمن الإنساني للُّبنانيّين.

2 – إنَّ المنظومة الحاكِمة الفاسِدَة والقاتِلة تُمعِنُ دونَ كَللٍ في اغتيالِ هذه السَّيادة على كُلَّ المستويات الدُستوريَّة، والقانونيَّة، والاقتِصاديَّة ـــ الاجتِماعيّة ــ الماليَّة، والديبلوماسيَّة، والعسكريَّة، بما يعني تدمير نظام المصلحة العامَّة اللُّبنانيَّ لٍصالِح مصالِح شخصيَّة ـــ فئويّة من ناحِيَة، ولحِساب ارتِهاناتٍ خارجيَّة تقضي على هويَّة لبنان الحضاريّة، وهو العُضو المؤسَّس في الأُمم المتّحدة وجامعة الدُّول العربيَّة.

3- إنَّ المنظومة الحاكِمة بكُلَّ تشكُّلاتها المُمأسَسة والمتعدَّدة التخصُّصَات تُطبق على سيادة الشأن العامّ بما هُو مُلكٌ عامّ للشَعب اللُّبنانيّ، وخيرٌ عامٌ لهُ أيضاً، وهذا أخّطَرُ انتِهاك للسَّيادة إذ يُصَدّعُ هويَّة الدَّولة النَّاظمة للعقد الاجتمِاعي الذي يَجمَعُ اللُّبنانيّين حتَّى مخاطِر الانحِلال.

4- إنَّ المنظومة الحاكِمَة، وعلى ما يتبدَّى، تسعى إلى ضرب الاستحقاقاتُ الدُّستوريَّة السَّياديَّة الآيلة إلى إعادة تكوين السُّلطة ديموقراطيًا، وذلك بهدف تأبيد مواقِع نفوذِها، وهذا يستدعي إطلاق مواجهةٍ صارِمة حاسِمة من القِوى المجتمعيَّة الحيَّة لمنع هذا الخيار الشَّيطانيّ من التحقّق، وفَرض احتِرام مواعيد الاستحقاقات الدُّستوريَّة من انتِخابات بلديّة/اختياريَّة، ونيابيَّة كما التصدّي لقرارات المنظومة بالإطباق على الانتِخاباتِ النّقابيَّة في كُلَّ القطاعات إمَّا تأجيلاً، أو ترهيباً، وهذا يُثبِتُ ذُعر هذه المنظومة وبدء تفكِكها.

5- إنَّ التَّصريحاتِ الماوراء حُدوديّة وحليفها الدَّاخليّ في تصنيفِ لبنان منصَّة صاروخيَّة لتنفيذ أجُنداتٍ لا عِلاقة لنِظام المصلحة اللبناني بها بأيَّ صِلة، والصّمت المُريب لأركان المنظومة الحاكمة المستبيحة للسَّيادة مرفوداً ببعض مواقِف ملتبِسَة لِرَفع العَتب، وأخرَى انفِعاليّة في حِلفٍ موضوعيّ لتمرير مخطَّطات تفتيت لبنان العيش الواحِد، كُلّها تؤكَّدُ أنَّ لبنان محتلّ وأبناؤهُ دروعٌ بشريّة، ويُقتضى تحريرُه ببَلوَرة سياسة خارجيَّة وسياسة دِفاعيّة يُشكّلُ مَدخلهما الحياد الإيجابي مِفصَلاً مؤسَّساً ربطاً بالميثاق الوطني ومندرجات الدُّستور، حيثُ الشرعيّة الدُّستوريَّة والسَّيادة النَاجزة للدَّولة على كلّ أراضيها ومرافقها الحدوديَّة يجبُ أن يكونا عَصِيَّين على كُلَّ شراكة أو إشراك.

إنَّ الجبهة المدنيَّة الوطنيَّة وحُلفاءَها من القِوى المجتمعيَّة الحيَّة لن تألو جُهداً في معركة استِعادة السَّيادة الأبعَد من سياسيّة، والتي باتت بحُكم الأكيد كيانيَّة حضاريَّة، لن تألو جُهداً في هذه المعركة لتحرير لُبنَان وإعادة تكوين السُّلطة، وإستِرداد الدَّولة، وفي هذه مجتمعة تتحقًّقُ السَّيادة.

المصدر : mtv lebanon

Exit mobile version