لبنانيون يستهلكون اطعمة كانوا يأتون بها لكلابهم لأنها أرخص

Share to:

والسبب:

يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “لو كنت أعلم ان الفقر رجلا لقتلته. “فالفقر ليس لمن لا يملك مالا وعزا، الفقر يكون أيضا في الرجولة في الموقف في إدارة ازمة حلت على وطن بسبب أفعال مشينة من سياسييه، والفقر أيضا في الثورة في التمرد، نعم عندما تكون في دولة مكونة من دويلات هذا فقر، عندما تكون في دولة تتآمر على مواطنيها وتسرق أموالهم فهذا فقر، وعندما تكون في دولة قرارها ليس في يدها فهذا أيضا فقر، لكن!!

الفقر المدقع هو: عندما تتخلف دولة عن دفع مستحقات لبواخر الطاقة التي تزود لبنان بالفيول فهذا فقر لذا فقد أعلنت شركة “كاربويرشيب” التركية انها تأسف بشدة لإطفاء مولدات بواخر الطاقة وقالت: بعد ان بذلنا قصارى جهدنا لتفادي اتخاذ قرار مماثل. واظبنا على توفير الطاقة من دون ان نتقاضى مستحقاتنا ومن دون خطة للدفع، وذلك لان لبنان كان يمر بأوقات صعبة. انما لا يمكن لأي شركة ان تعمل في بيئة كهذه “بيئة محفوفة بالمخاطر المباشرة وغير المبررة.” ف 200 مليون دولار سلفة لكهرباء لبنان من أموال المودعين “الاحتياطي الالزامي” أليس هذا فقر؟ اليس هذا نصب!!

وعندما يجتمع الرئيس عون مع وزير السياحة رمزي مشرفية ويبحث معه سبل تشجيع القطاع والإجراءات التي ستتخذ من اجل فصل الصيف أليس هذا فقر في العقل! عن أي سبل يا فخامة الرئيس تتحدث؟! انت في واد واللبنانيون في واد آخر، والسؤال الذي يطرحه أي لبناني؟ على أي كوكب أنتم تعيشون أيها المسؤولون وبالأخص أصحاب العهد القوي؟ وعن أي إجراءات سياحية تتحدثون؟ هل السياح سيؤتون الى لبنان الذي يعاني من طوابير تقف امام محطات البنزين للحصول على اقل من ربع تنكة بنزين ب 20000 ألف ليرة لبنانية؟ ام سيؤتون الى بلد العتمة فيه نتيجة سرقاتكم وفسادكم!! ام عن النقل العام فحدث ولا حرج، السياح سيؤتون الى بحيرة القرعون ليأخذوا “سلفي” للسمك النافق! ام سيشهدون على اللحمة والدجاج الذي يتم تهريبهم الى الجوار، اما إذا احتاج السائح للطبابة فسيتطبب بالأدوية المفقودة؟ ام المهربة؟ ام المختفية من الأسواق؟

لبنانيون يستهلكون اطعمة كانوا يأتون بها لكلابهم

وعن الحديث عن الدجاج فقد كشف صاحب احد الممالش عن ظاهرة جديدة بدأ يلمسها في الأيام الأخيرة، حيث انه في العادة كان يبيع وبسعر زهيد كميات كبيرة من رقاب الدجاج الى مالكي الكلاب، وهي بغالبيتها مكونة من العظام بحيث لا يستهلكها الانسان، الا ان الفقر والعوز دفعا بالعديد من المواطنين بطلب رقاب الدجاج للاستهلاك الشخصي، بما انها شبه مجانية للأسف هذا الواقع رسمه وخطط له كل السياسيين بلا استثناء في لبنان وبالفعل على ما يبدو استطاعوا تحقيق الهدف وهو الهاء الناس بالفقر والعوز والجوع لكي لا ترفع الصوت، او تنزل الى الشارع لتندد بهؤلاء الاقطاعيين.

بقلم ندي عبدالرزاق

Exit mobile version