انتشرت صورة للافتة رُفعت في إحدى بلدات الهرمل تتّهم رئيس الحكومة نواف سلام بالعمالة، وقد كتب عليها “العميل لا طائفة ولا ديانة”، بتوقيع عشائر وعائلات الهرمل.وقرر مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار، فتح تحقيق بمسألة تعليق لافتات في منطقة البقاع الشمالي تخون رئيس الحكومة القاضي نواف سلام وتتهمه بالعمالة، بحسب ما نقلت “الوكالة الوطنية”.
وسطر الحجار استنابات إلى الأجهزة الأمنية كافة، طالبًا “تحديد هويات الأشخاص الذين قاموا بهذه الفعل وتوقيفهم وسوقهم إلى القضاء العسكري للمباشرة بملاحقتهم”
.عشائر الهرمل: بدورها، أعلنت “عشائر بعلبك الهرمل” في بيان، “أن عشائر بعلبك الهرمل هم من أوائل الذين دافعوا وبنوا هذا الوطن وهم الشركاء الحقيقيون لجميع طوائف هذا البلد في بناء وطن العيش المشترك، الوطن المستقل المحررة أراضيه من رجس الجيش الإسرائيلي وإن كان لهم رأي سياسي فهم يعبروا عنه مباشرة وليس سراً وراء عتمة الليل”.
وقالت إنّ “رئيس الحكومة القاضي نواف سلام هو رئيس للحكومة الجامعة الممثلة منها كل الأطياف وله منا كل الإحترام وإنّ اليافطات التي ترفع للفتنة هي لا تمثل عشائرنا وقيمنا”.
حمدان: من جهته، كتب النائب فراس حمدان على منصة “إكس”: “التخوين سلاح الجبناء، ونواف سلام أشرف وأنقى من افتراءاتكم واتهاماتكم. للإفلاس وجوه عدة، لكن أخطرها الإفلاس الأخلاقي الذي يدمّر المجتمعات ويهدّم الأوطان”.
الحشيمي: بدوره، رأى النائب بلال الحشيمي “ان ما جرى في الهرمل من رفع لافتات تخوينية ضد دولة رئيس الحكومة نواف سلام، وما سبقها من لافتات وضعت على الطرق في الضاحية وغيرها للدوس عليها، ليس حادثة عابرة، بل هو تحدٍ صارخ لهيبة الدولة وتجاوز لكل القيم الوطنية”. أضاف في بيان :”إن اتهام رأس السلطة التنفيذية بالعمالة هو مس مباشر بشرعية المؤسسات وضربة لموقع رئاسة الحكومة الذي يمثل جميع اللبنانيين.نسأل اليوم: أين القضاء من هذه الجريمة السياسية؟ أليس هو المرجع الوحيد للنظر في قضايا العمالة والخيانة؟ لماذا يترك المجال لاتهامات تخوينية تنشر على الطرق بلا حسيب ولا رقيب؟ وأين دور الأجهزة الأمنية من لافتات تحرض على الفتنة وتهدد السلم الأهلي؟”.
وتابع: “إن الصمت أمام هذه التعديات تخل عن الواجبات الدستورية وتقصير غير مقبول، خصوصا أن بعض السياسيين دعا علنا إلى الفتنة ولم يحرك ساكن في حقه.من المعيب أن تردَّد في الداخل اللبناني نفس التهم التي يطلقها العدو الإسرائيلي. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته وصفوا نواف سلام بالخائن لأنه واجه إسرائيل في المحافل الدولية ووقف بصلابة إلى جانب الحق الفلسطيني. واليوم نجد من يكرر داخليا هذا الخطاب التخويني، كأنما يردد رواية نتنياهو بالحرف.
فهل هناك خدمة أكبر لإسرائيل من أن تجد بعض اللبنانيين يعطونها ما عجزت عن فرضه بالقوة؟”. وختم الحشيمي: “إستهداف رئيس الحكومة بهذا الشكل هو إستهداف مباشر للدولة بكيانها، وللسلطة التنفيذية بشرعيتها، ولمبدأ الشراكة الوطنية الذي يقوم عليه لبنان. مثل هذه الأفعال لا تمس شخصا بعينه فحسب، بل تفتح الباب أمام انقسامات وفتن تهدد استقرار الوطن بأسره. إننا نؤكد أن التخوين الرخيص لن يرهبنا، ولن نقبل أن يمس موقع رئاسة الحكومة أو يستباح القرار الوطني. من يجرؤ على اتهام رئيس الحكومة بالعمالة إنما يجرؤ على ضرب الدولة اللبنانية كلها، ونحن، مع كل الأحرار في هذا البلد، لن نسمح بذلك”.