هل بات لبنان ومعه المنطقة باكملها على شفير توسع الحرب من جبهات اسناد الى حرب شاملة؟ وهل تتحول جبهة الجنوب التي فُتِحت كجبهة مساندة لغزة في 8 اوكتوبر، بعد يوم واحد على طوفان الاقصى، الى جبهة غير محدودة الاهداف وتتخظى القواعد المرسومة منذ الثامن من اوكتوبر؟
كلها اسئلة مشروعة بعدما باتت مفاوضات غزة تترنّح بانتظار نعي فشلها رسميا. فها هي محادثات الدوحة تفشل من دون اعلان رسمي، وها هي محادثات القاهرة تتخبط بين تعنت “اسرائيل” واتهام حماس لها بالالتفاف على اتفاق 2 يوليو، الذي عرف بمقترح بايدن وادخال شروط جديدة عليه.
وعليه، تتكثف الاتصالات علها تخرج بحل من شأنه ان يُخرِج محادثات القاهرة بدخان ابيض، وسط حديث عن مخرج تحاول مصر العمل عليه، وينص على نشر خليط من قوات دولية لحل مسألة معبر “فيلادلفيا”، الذي يصر رئيس الحكومة “الاسرئيلية” بنيامين نتانياهو على البقاء فيه، كونه هدفا استراتيجيا اساسيا وذهب به حدّ القول : “بين فيلادلفيا وصفقة الاسرى اختار حكما الاول”.
وعليه، فكل الانظار تتوجه الى ما قد تحمله الساعات والاجواء المقبلة من على متن خطوط القاهرة ، علما ان اوساطا بارزة متابعة للجو الخارجي تؤكد ان مسار التفاوض يبدو انه متعثر، في ظل الشروط “الاسرائيلية” وعدم رغبة نتنياهو بوقف راهن للحرب، مستفيدا من الفراغ في الادارة الاميركية، من اليوم حتى الخامس من تشرين موعد انتخابات الرئاسة الاميركية.وتنطلق الاوساط من هذا الكلام لتحذر من ان اعلان فشل المفاوضات، قد يؤدي الى جولة عنف جديدة بالمواجهات بين “اسرائيل” وحزب الله ، لا سيما ان الحزب كان اعطى فرصة لامكان نجاح المفاوضات، وعلّق رده ” الآتي حتما” على اغتيال الحاج فؤاد شكر الى ان يتبلور منحى التفاوض اما سلبا واما ايجابا.
لكن مصدرا موثوقا به اشار الى ان حزب الله قد لا ينتظر الى ما لا نهاية، لانه من الواضح ان هدف اميركا هو اطالة امد التفاوض، بمحاولة لتبريد رد حزب الله كما ايران، وهي بلا شك نجحت حتى الساعة. الا ان حزب الله الذي لا يزال يتصرف بحكمة وروية، منعا لاقحام لبنان في حرب شاملة وادراكا منه بالاوضاع اللبنانية الصعبة في الظروف الراهنة ، لن ينتظر طويلا لينفذ رده على اغتيال شكر المجهول طبيعته وتوقيته حتى الساعة. فهل بات لبنان كما قال النائب مروان حمادة، الذي اثار حديثه عاصفة بين اللبنانيين، وزاد من نسبة الهلع في نفوسهم بعدما اعلن ان “آخر المعلومات لديه من ديبلوماسيين غربيين لهم علاقة مباشرة بالمفاوضات وأيضاً بالتحضيرات عند الفرقاء، أكان عند العدو أو عند محور المقاومة وعند حزب الله، أن الحرب واقعة خلال أيام قليلة إذا لم يكن خلال ساعات، وهذا كلام خطر نقوله، ولكن كلام يجب أن نتنبه له، لأن الأحداث خلال الساعات الأخيرة، وخصوصاً خلال 48 ساعة الأخيرة تنبىء بذلك”. لكن حمادة عاد واوضح ان كلامه كان تحليلاً صحافياً وليس معلومات، وهو انطلق به تبعا لما شهدته الساعات الماضية من ميدان وتصعيد متفجر.
فما الذي دفع حمادة المعروف عنه انه صاحب الباع الطويل في السياسة اللبنانية وصاحب العلاقات الديبلوماسية الواسعة، الى الخروج بهكذا كلام ان لم يكن مبنيا فعلا على معلومات؟ فهل يمكن لحمادة ان يكون قد اخطأ فعلا بطريقة التعبير فعاد واوضح؟ او ان الرجل يملك فعلا معطيات خرج بها حرصا على لبنان وتنبيها للبنانيين؟
مصادر “اشتراكية” علقت على كلام حمادة بالقول انه قد يكون مبنيا على قراءة لحمادة املاها التصعيد جنوبا، كما من جانب المقاومة باتجاه العمق “الاسرائيلي”، وذهبت المصادر حد القول: قد تكون “شطحة مش بمحلا” من حمادة او “زحطة”، لكن الاكيد ان الجميع يعلم بان فشل المفاوضات اذا حصل قد يؤدي الى توسع الحرب، وهذا الامر ليس بجديد .
وفي هذا السياق، كشفت معلومات خاصة ان كلام حمادة لم يكن تحليلا، بل معطيات ومعلومات أُفيد بها من مصادر ديبلوماسية فرنسية تحديدا، حذرت على مسمعه من ان لبنان سيكون امام حرب وشيكة خلال ايام، اذا فشلت مفاوضات غزة.
وبحسب المعلومات فكلام حمادة الذي اثار بلبلة كبيرة، استدعى استفسارا من رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط من حمادة نفسه، انطلاقا من ان حمادة رجل مسؤول وحتى لو كان يملك هكذا معطيات، فكيف يقول كلاما كهذا. فعاد حمادة واكد لجنبلاط انه سيوضح موقفه وهكذا حصل.
وفي الاطار نفسه، افادت المعلومات بان جنبلاط الذي يتحسب دائما للاسوأ ، يعطي توجيهاته لمناصريه والبيئة الدرزية بالعمل على اساس ان الحرب قد تتوسع في اي لحظة، انطلاقا من واقع يقول ان نتانياهو لا يريد حلا راهنا واميركا لا تضغط كما يجب، والا لكانت حجبت عنه السلاح ، لذا على لبنان ان يكون جاهزا دائما للاسوأ بحسب ما يقوله جنبلاط بمجالسه “الاشتراكية”.
وبانتظار رد حزب الله كما ايران، فهل تصدق معطيات مروان حمادة؟ او ان الحرب الدائرة منذ 8 اوكتوبر على جبهة لبنان ستبقى ضمن اطار تصعيد من هنا يقابله آخر من هناك؟
وعما اذا كانت جولات عنف متقطعة لا تتخطى الخطوط الحمراء حتى بعد رد حزب الله المرتقب، يجيب مصدر موثوق به “بيد العدو الاسرائيلي وحده”.