قطبة عين الحلوة: صراع “فتح” و”حمـ.ـاس” الخفي

Share to:

الديار – ميشال نصر

في انتظار الزيارة الرابعة للموفد الفرنسي، برز اعلان الايليزيه عن زيارة البابا فرنسيس الى مرسيليا بين الثاني والعشرين والثالث والعشرين من أيلول حيث سيكون له وللرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقاء يتناول خلاله الملف اللبناني، بعدما بات الوضع في لبنان مقلقا للغاية، بعد التقارير الاستخباراتية التي تتحدث عن عودة لبنان ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية، وعنوانها المخيمات الفلسطينية، التي تقبع عاصمة شتاتها تحت رماد وجمر الانفجار الكبير الذي يتوقعه الجميع.

فعلى وعد العودة بعد ايام الى بيروت غادر الموفد الفرنسي مفعما باجواء ايجابية، ينفيها كل من التقاهم، وعلى تاكيد بان قف اطلاق النار المعلن في عين الحلوة سيسقط لان الحجة العلنية والطلب الظاهر للمعركة،من مستحيلات الزمان، تعيش الساحة اللبنانية مرحلة انتظار قاتلة، يختلط فيها السياسي بالامني، وسط تراجع الاهتمام بالمشهد الاقتصادي الذي يغني اصحابهم على ليلاهم، فيما المواطنون مكتفون بسعر الدولار الثابت.

وسط هذا المشهد يكثر الحديث عن انتقال مواجهات عين الحلوة الى اماكن اخرى، ترجح المعطيات المتوافرة، وفقا للظروف والتوازنات، ان تكون شمالا ومخيم البداوي تحديدا الذي يشكل ساحة مثالية للمشروع واهدافه، لوقوعه في بيئة حاضنة جغرافيا وبشريا، بحسب العالمين بالوقائع.

مصادر مواكبة للملف الفلسطيني ابدت استغرابها من الخفية واللامسؤولية التي تتعاطى فيها الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها مع الملف، متعجبة من سطحية المقاربة التي تحصر ما يحصل بالاخراج والباب لايصال قائد الجيش العماد جوزاف عون الى بعبدا، والتي يبقى في حال وجد هذا الهدف ثانويا، علما ان ما حصل عام 2008 في معادلة سليمان-نهر البارد قد تغيرت ظروفه اليوم.

وتتابع المصادر بان المشهد المخفي من جبل جليد ما يحصل في عين الحلوة بدا يتظهر، خصوصا بعد جلسة مجلس الوزراء الاخيرة والاتصالات التي تحصل، محيلة الى البنود الثلاثة التي حكي عنها،الاول، وقف اطلاق النار، وهو ما لم يحصل بدليل اندلاع اشتباكات عنيفة فور الاعلان عنه، الثاني ضم مجموعة من حركة حماس بقيادة ضابط الى القوة الامنية المشتركة في عين الحلوة ، وهو بيت القصيد، والثالث، تسليم المطلوبين، وهو عشم ابليس في الجنة، لانه يعني عمليا انهاء الوجود الاصولي في عين الحلوة.

وتشير المصادر الى ان البند الثاني هو الاساس واحد ابرز ما تحقق حتى الساعة من المشروع، فحركة حماس التي تملك وجودا سياسيا في عين الحلوة ، يبقى وجودها العسكري غير محسوب في المعادلة، وهو ما يبدو ان المعادلة الجديدة قد كسرته، وخطورته انه يتزامن مع دخول الحركة بقوة ايضا الى ساحة الضفة الغربية في مواجهة السلطة، مستفيدة من الخلاف بين الجناحين السياسي والامني في السلطة.

وخلصت المصادر ان القطبة المخفية في ما يحصل حاليا، هو صراع بالواسطة والوكالة بين حركة حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية، من خلال الاسلاميين وحركة فتح، معتبرة ان المعالجات التي تمت حتى الساعة تخدم هذا المشروع، الذي في الواقع هو على حساب الدولة اللبنانية وسلطتها وامنها القوي، رغم ان الظاهر هو عكس ذلك، خصوصا مع اقتناع العديد من القيادات على اكثر من مستوى ان الصراع ممسوك ولا يمكن ان ينتقل الى اي منطقة اخرى.

Exit mobile version