الجمهورية
فيما سيعلن وزير الاعلام جورج قرداحي استقالته رسمياً اليوم، يتوقع كثيرون ان تحدث هذه الاستقالة خرقاً في جدار الازمة الديبلوماسية التي نشأت أخيراً بين لبنان والسعودية وبعض دول الخليج العربي نتيجة تصريحات له عن حرب اليمن كان قد أدلى بها قبيل توزيره واستولدت رد الفعل الخليجي الذي بلغ حد قطع العلاقات الديبلوماسية مع لبنان.
ولوحظ ان استقالة قرداحي تتزامن مع وصول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الخليج في جولة يبدأها بأبو ظبي ثم قطر ويختتمها بالرياض، ويتوقع المراقبون ان تشكل هذه الاستقالة ورقة متينة في يد الرئيس الفرنسي لدى توسطه لدى القيادة السعودية لإقناعها بإعادة تطبيع العلاقات مع لبنان. وفيما شاع ان قرداحي سيعلن هذه الاستقالة من وزارة الاعلام، قالت مصادر حكومية لـ”الجمهورية” ان الاصول المرعية الاجراء تقضي بأن يبلّغ هذه الاستقالة رسمياً كتابياً او حتى شفويًا الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كونه رئيسه المباشر وله بعد ذلك ان يعلنها من اي مكان يريد سواء كان السرايا الحكومي او وزارة الاعلام او غيرها.
كفقد حسم قرداحي أمره وقرر تقديم استقالته اليوم، وذلك بعد مشاورات أجراها مع حلفائه، لا سيما منهم رئيس تيار”المردة” سليمان فرنجية و”حزب الله”، شارحاً لهما الدوافع الكامنة خلف قراره وحيثياته، فأبلغا اليه انهما سيدعمانه في اي موقف يتخذه.
ومن المقرر ان يعلن قرداحي استقالته خلال مؤتمر صحافي يعقده في وزارة الإعلام، تتويجاً لاتصالات داخلية وأخرى عابرة للحدود شاركَ فيها الرئيس الفرنسي ماكرون ومستشاره باتريك دوريل، على بُعد مسافة قصيرة من زيارة ماكرون للسعودية المقررة الأحد المقبل.
ويبدو أن استقالة قرداحي المنسقة مع باريس ستعزز الموقع التفاوضي لماكرون خلال اجتماعه الطويل المقرر مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان حول الملف اللبناني، وتحديداً الشق المتعلق بالازمة الديبلوماسية بين لبنان والمملكة وبعض دول الخليج، حيث يأمل ميقاتي في أن يتمكن الرئيس الفرنسي من إحداث خرق إيجابي بالاستناد الى قرار قرداحي الذي كان مطلب رئيس الحكومة منذ البداية وضغط كثيراً لانتزاعه، علماً انّ اوساطا سياسية قَلّلت من تأثيراته المحتملة على موقف الرياض، لأن مشكلتها تتجاوز شخص وزير الإعلام الى دور “حزب الله” في لبنان والاقليم.
وقال قرداحي لـ”الجمهورية” ليل أمس: “لقد حان وقت الاستقالة، وانا مقتنع بأنني اتخذت القرار الصح في التوقيت الصح، ولذلك أشعر براحة داخلية”.