اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أننا “وسط معركة عالمية إقليمية بقيادة واشنطن لخنق البلد ولقتل أبنائه، بخلفية سياسية تمر أولا وأخيرا بمصالح تل أبيب”، مشيرا إلى أنه “لا أريد في هذا المجال تكرار قضية من نهب الدولة وحولها إلى صفقات وسمسرات، لأن المعركة الآن هي في الحفاظ على بقية ما تبقى من البلد، وانتشال البلد من أزمة السقوط المدوي”، مؤكدا أن “اليوم الأولوية من المفروض أن تكون لكبح جماح الدولار، ولاسترجاع ودائع الناس، وللجم شهية دولة المصارف والأسواق، وقمع وحشية التجار، وإغاثة الناس، وتأمين الحد الأدنى من تصحيح النظام النقدي والاقتصادي ودعم الأسر الفقيرة، ومنع الفردية المطلقة لحاكمية المصرف المركزي”.
وقال المفتي قبلان في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة: “يتحضر البلد لموسم انتخابات، قد يكون من أكبر المواسم الاستثنائية. لذلك المطلوب خوض الانتخابات النيابية ضمن كتل وطنية تكون عابرة للطوائف لحماية العيش المشترك وتأكيده، وتذكروا جيدا أن البلد مفتوح على اللعبة الدولية الإقليمية، بشكل لا سابق له، وهناك من يريد الاستثمار بالمتاريس اللبنانية، وهذا ما لا نريده، وما نحذر منه، وما ندينه بشدة”، مذكرا بأن “في هذا البلد لا يوجد رابح ولا خاسر دائم، الحل الأسلم بأن نربح العيش المشترك، واحذروا المقامرة الدولية الإقليمية، فما هي إلا محرقة مجنونة تقضي على كل شيء. ونتمنى أن تكون الخيارات السياسية بمقدار الضرورة الماسة لعيشنا المشترك، بعيدا عن بورصة النزاعات الدولية الإقليمية”.
وأكد “أنه يجب أن تكون مصالح لبنان أولا، ونحن لا نريد من العرب إلا الخير، وأمتن العلاقات، على قاعدة المصالح المشتركة لا المذلة والمهانة لأي دولة أو شعب، كما لا نريد للحكومة أن تتقاعد مبكرا، ولذلك ندين في هذا المجال التعاطي بخفة بالملفات الحساسة، وهو ما دفعنا للمطالبة بحماية القضاء، حتى لا يتحول القضاء زواريب وتبعيات، وهذا يفترض معالجة انفجار المرفأ وكمين الطيونة بحس وطني كبير، بعيدا عن القضاء السياسي”.
ولفت قبلان “إلى أن قضايا البلد معقدة وهي بحاجة إلى تسوية ضمير وطني، حتى لا نترحم على لبنان. وفي القضايا الوطنية لا يوجد فاسد سيئ، وفاسد جيد، الحل بالضمير الوطني وليس بلعبة التوازنات”، مكررا “بأن الناس اليوم تتعرض لإبادة بسبب الشجع والطمع، بسبب انهيار دور الدولة الاجتماعي المهني، ومن يسرق لقمة الناس يسرق مشروع الدولة، وحماية الدولة تبدأ من حماية حاجات الناس المعيشية ولا نريد مبادلة السلطة بالرغيف، ولا الدولة بخيمة أمم، كما لا نريد أن تتحول المتاريس الداخلية أغلى من المدرسة والجامعة والعيش المشترك، وقمع الفساد أو الإصلاح يبدأ من رأس الهرم، ولذلك في هذا المجال من المعيب أن يتحول الثأر السياسي ثأرا من البلد وناسه وعيشهم المشترك”.
وختم بالقول: “حمى الله تعالى لبنان من نار الأوكار وتجارة الحقائب واللعب بالوكالة