أقام “تجمع العلماء المسلمين” احتفالا لمناسبة عيد المقاومة والتحرير.
وكانت كلمة لرئيس مجلس الأمناء الشيخ غازي حنينة قال فيها: “أرادوا لهذا الشهر أن يكون شهر النكبة والهزيمة والغصة والبكاء، شهر أيار شهر تقسيم فلسطين وسقوط اليد الفلسطينية عن فلسطين الحبيبة وتشريد الشعب الفلسطيني في بقاع الأرض قاطبة، ولكن الله جعل من هذا الشهر، شهر الانتصار والعزة والكرامة. هذا الشهر الذي كان للتجمع الدور الريادي في كسر هيبة العدو الصهيوني من خلال إسقاط اتفاق 17 أيار”.
أضاف: “شهر أيار كان شهر تحرير الأرض اللبنانية، بدون شروط واتفاقيات وتنازلات، وأي من المعطيات التي يمكن أن تخدم إرادة العدو الصهيوني، وأي ما يمكن أن يسمى تحقيق رغبة هذا المحتل الصهيوني وأعوانه الذين استطاعوا أن يمكثوا على أرض جنوب لبنان بعنوان الشريط الحدودي، من سعد حداد إلى غيره من عملاء العدو الصهيوني، أفرادا وجيشا وضباطا وعملاء أسقطتهم المقاومة ودحرتهم، وفتحت أبواب السجن في الخيام وتحرر المعتقلون هناك وكسر القيد عن أبواب السجناء المسجونين في سجن الخيام، وفتحت أبواب لبنان وفلسطين، وكانت تلك الإشارة الأولى إلى أن جنوب لبنان سيكون مقدمة لتحرير فلسطين ابتداء من الأجواء اللبنانية إلى الحدود الفلسطينية، ولعلنا قد نختلف في السياسة الداخلية مع كثير من النواب الذين انتخبوا في 15 وأعلنت نتيجته في 16 أيار، ولكن نتفق مع الغالبية العظمى في مجلس النواب على أن المقاومة بسلاحها ورجالها وقادتها هي للبنان، ولكل لبناني حق شرعي كفله الدستور، وليراجعوا ملفات اتفاق الطائف”.
وختم: “هذه المقاومة هي حق كفله اتفاق الطائف، ومشروع ينبغي أن نحافظ عليه ونحميه نحن كسنة كما يحمي إخواننا الشيعة السلاح في الجنوب، وننادي ونقول يا سماحة السيد حسن نحن كسنة رجالك وجنودك في المعركة مع العدو الصهيوني ودمائنا ودماء إخواننا الشيعة هي سواء بسواء عندك وتحت إصبعك ورهن إشارتها، لنكون جميعا في صف واحد من أجل تحرير فلسطين، لأنها للمسلمين والمسيحيين، للسنة والشيعة على حد سواء ولكل العرب والمسلمين والأحرار في العالم”.
وكانت كلمة لنائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قال فيها: “أعلن للمرة ربما الخمسين أو الستين بأني أفتخر بالإخوة الأعزاء العلماء في تجمع العلماء المسلمين الذين استطاعوا أن يبرزوا في هذه الساحة كعلم مضيء يتميز بأمور ثلاثة: أولا الوحدة الإسلامية بين السنة والشيعة على المستوى العملي، وثانيا حمل قضية فلسطين كقضية مركزية على مستوى الأمة، وثالثا دعم وتأييد ورعاية المقاومة الإسلامية كنهج ومسار من أجل إحداث التغيير الحقيقي في تحرير أرضنا وفلسطيننا وقدسنا من رجس الصهاينة، وهذه العناوين الثلاثة هي في الواقع عناوين تأسيسية أثرت في الساحة وستؤثر في مستقبل الأجيال. لذا أعتقد أن الأعداء يغتاظون كثيرا عندما يرون علماء السنة والشيعة يجتمعون بحق على طريق واحدة ومسار واحد وهم مجاهدون مستعدون للتضحية في سبيل الله تعالى من دون أي اعتبار دنيوي وهذا فخر عظيم.
أضاف: “أفتخر بأني بين علماء يغيظون الكفر العالمي ويخيفون إسرائيل وإن شاء الله تتحقق الانتصارات بحضوركم ومعكم وفي متابعة الطريق على نهج الإسلام المقاوم. أنتم تلاحظون معي عندما يكون القرار لمصلحة إسرائيل مثل القرار 1559 يضعون له ناظرا دوليا، ويجب أن يصدر تقرير كل ستة أشهر حتى يروا التقدم، ويعملون حملة إعلامية وسياسية وضغوطات كثيرة لكن عندما تكون القرارات متعلقة بمطالبة إسرائيل مثل مثلا القرار 425 أو أي قرار آخر، قرار التقسيم بحق فلسطين لا يوجد ناظر دولي ولا يوجد تقرير كل ستة أشهر، ولا يوجد أحد يسأل عما حصل لأن المطلوب أن تكون إسرائيل مرتاحة في متابعة احتلالها وفي زيادته تدريجيا. إذا القرارات الدولية لا تنفع أبدا بإعادة الأرض ولا بالتحرير، أيضا المفاوضات لا تنفع لأنها تجرى برعاية أميركية – أوروبية، وهذه الرعاية تأخذ مصالح إسرائيل كاملة في الاعتبار وعندما يجلس الطرفان على الطاولة، الإسرائيلي والفلسطيني كل القوة والقدرة والعدوان بيد إسرائيل، وكل الدعم الدولي بيد إسرائيل، ولا شيء بيد الفلسطينيين ويجب أن يتفقا. على ماذا يتفقان؟ لن توافق إسرائيل على شيء، سأذكر أربع نتائج من نتائج الانتصار في 25 أيار سنة 2000، النتيجة الأولى، ثبت أن بإمكاننا على قلتنا أن نحرر أرضنا حتى ولو اجتمع العالم ضدنا، كم فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله”.
وتابع: “النتيجة الثانية، قدم حزب الله أنبل تجربة لمقاومة على وجه الأرض، وأتجرأ أن أقول هذا لأنه في خضم المعركة وأثناء التحرير، وعندما وصل المجاهدون إلى بيوت العملاء وعائلات العملاء وقبض على بعضهم، لم يرتكب مجزرة ولم يروع امرأة ولم يزعج طفلا ولم يخرج أحدا من بيته، وبقيت القرى على نسيجها وتركيبتها من دون أي تعديل وتغيير، وتصرف بنبل وأخلاق على أساس أن هؤلاء لبنانيين هم من أهلنا ضل بعضهم ولم يكن للبعض الآخر علاقة، لكن لسنا من يحاسب في الميدان ولم نعمل محاكم ثورية ولم نعمل انتقامات”.
وقال: “النتيجة الثالثة، من الضروري أن يطور حزب الله قوته بشكل دائم ومستمر لأن التحرير وحده سنة ألفين لا يكفي إذ أن العدو قائم على العدوان، أنتم تلاحظون معي كل كلام إسرائيل اليوم وقبل شهر وقبل شهرين متى يخوضون الحرب المقبلة ضد المقاومة، إذا ليس لديهم مشروع إلا الحرب والحرب ضد من؟ ضد الذين يقاومونهم، ضد أهل فلسطين العزل، ضد المجاهدين في فلسطين ولبنان والمنطقة، إذا كيف ننظر نحن إلى هذا الخطر الداهم المستمر ولا نقوم بإعداد العدة؟”
أضاف: “النتيجة الرابعة، هؤلاء الذين يدعون إلى نزع سلاح المقاومة، أنا أتمنى أن يخاطبوا الناس بصراحة ما هي مشكلتهم مع سلاح المقاومة؟ كنا نسمع أثناء الانتخابات أن المشكلة مع سلاح المقاومة أنه يمنع الانتخابات، الحمد لله حصلت الانتخابات وأنتم تسرحون وتمرحون مبسوطين ومعتبرين أنفسكم أنكم أخذتم الأغلبية الساحقة، وهذا ما لم يحصل لكن ما من مشكلة، افرحوا بشيء غير موجود لكن المهم أن الانتخابات جرت. فتقولون السلاح يحمي الفساد. الفساد موجود منذ ثلاثين سنة، منذ خمسة وثلاثين سنة ومستمر وقسم كبير من الذين يتكلمون عن الفساد هم شركاء في الفساد، هم مؤيدون ومدعومون من رأس الفساد أميركا ويؤمنون لهم الحماية وهم معروفون بالأسماء بالأرقام. حسنا تقولون السلاح يوجد مشكلة بالوضع الاقتصادي، لماذا؟ من يمنع حركة البنوك؟ من يهرب الأموال إلى الخارج؟ من الذي أقفل بنك الجمال ومن الذي يمنع وصول الكهرباء إلى لبنان؟ كله أميركا، ويا ليت أدوات أميركا بلبنان أو من يدعون أنهم يعملون لمصلحة البلد يقومون ولو بتوجيه نقد واحد لأميركا. تمنيت لو اسمع نقدا لأميركا منهم. تجوعنا أميركا لا ينتقدون، لأن أموالهم منها وتوجيهاتهم منها ومطامعهم للسلطة منها. حاضرون حتى لو سقط البلد من أوله إلى آخره، أن يقوموا بأعمال تؤدي إلى هذه النتيجة، لكن كرمى لعيون السلطة والسلطان، أنا أدعوهم اليوم، كونوا صريحين مع الناس. أنتم لا تريدون السلاح أو لا تريدون المقاومة؟ قولوا لنا إذا عندكم مشكلة مع السلاح نحن نقول تعالوا ننظم ترتيب السلاح وفق الاستراتيجية الدفاعية، ولكن إلى أن تترتب الاستراتيجية الدفاعية نبقى على ما نحن عليه، لأنه لا يوجد إمكانية للفراغ”.
وتابع: “البعض يقول لا، نحن الآن يجب أن ننجز السلاح، تعال لأقول لك ومن الآخر قل أنك لا تريد مقاومة، الجريء الشجاع منهم يقول لا أريد مقاومة إسرائيل حتى يعرف الناس من مع إسرائيل ومن ضد إسرائيل. انتهينا من هذه اللعبة، يخرج ليقول لنا ضد السلاح لأنه يعمل مشكلة، يعطل البنزين، بسببه المحطة لا تعمل، ما علاقة هذا بأمر السلاح؟ كل الذي يحدث له علاقة بأميركا. له علاقة بمن حكم، له علاقة بالفساد، له علاقة بأدائكم. كونوا صريحين وقولوا إنكم ضد المقاومة، ونحن صريحين ومع المقاومة”.
وقال: “حزب الله نجح في الانتخابات النيابية بالحد الأدنى، كانت كتلتنا 13 أصبحت 15. كان لدينا 12 شيعيا وواحد سني، أصبح لدينا 13 شيعيا واثنان سنة أما تركيبة المجلس الحالي إذا أردنا أن نتكلم عن تركيبته النيابية فيما يتعلق بتأييد مقاومة إسرائيل، فواضح تأييد مقاومة إسرائيل. أكيد هناك غلبة في المجلس النيابي من النواب المنتخبين لتأييد مقاومة إسرائيل واذهبوا واحصوهم. إذا أنتم تعتبرون كلا، دعونا نرى. نحن نذكر لكم بالأسماء، أنتم لا تقدرون على ذكر الأسماء. تركيبة المجلس الحالي باستطاعتنا القول إن هناك غلبة لتأييد الاستقلال ورفض التبعية للأميركي ولغيره، والإيمان بالتحرير ودعم المقاومة ورفض التطبيع. كل هذا حصل بأجواء الانتخابات النيابية. نحن نقول كحزب الله حاضرون لأن نتعامل مع هذا المجلس النيابي كممثل للشعب، ونحن نعتبر أن هذه النتيجة التي حصلت نتيجة موضوعية وطبيعية ونقبل بها وليس لدينا مؤاخذات على المجلس النيابي وصحتين على قلب الرابح، وإن شاء الله يكون هناك دم جديد من خلال بعض الذين أتوا حديثا، ونأمل من الذين نجحوا وجدد لهم أن يراجعوا أخطاءهم ومشاكلهم ليعطوا صورة أفضل من الصورة التي كانت”.
أضاف: “لا نقول كل واحد يبقى كما هو، الواحد يستفيد من التجارب. إذا لدينا مجلس نيابي متنوع اليوم على المستوى الداخلي. لا أكثرية بالبلد بالمجلس النيابي على المستوى الداخلي، لا يوجد أكثرية، لا توجد تحالفات تعمل أكثرية على برنامج داخلي، إذا أصبح عندنا كتل وتكتلات وأفراد متفرقون كفسيفساء في هذا المجلس النيابي، واحدة من العلامات الإيجابية أن يتعاونوا مع بعض وتتلاقى الأفكار لمصلحة البلد، لكن واحدة من العلامات السلبية أن يصبح هناك تجاذبات غير عادية، وكل واحد يقول أنا لا أقبل”.
وختم قاسم: “لا تستطيع أن تعمل بالمجلس النيابي بما لا أقبل، إما تقبل أو تضع حلا. لا تستطيع أن تقول بالمجلس النيابي أنا معارضة. المعارضة تكون للحكومة وليس للمجلس النيابي. في المجلس النيابي أنت مشرع. أنت واحد من هذه التركيبة، عليك مسؤولية. قل للناس ماذا ستعمل بالاقتصاد، ماذا ستعمل بالمال، ماذا ستعمل بخطة التعافي؟ ونحن سنقول وغيرنا سيقول وعلى كل حال نختار بالطريقة المناسبة”.