يأتي الميلاد حزينٌ، كئيبٌ، وأوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية أكثر من صعبة على اللبنانيين… شجرة الميلاد انتصبت حزينة في المنازل والمحلات والشوارع والساحات والحدائق. بحيث ان شجرة الميلاد لم تعد حصراً على المسيحيين بل أصبحت كل الطوائف تضعها لرمزيتها للأمل والحياة والتفاؤل والتسامح والبداية الجديدة…
لكن هذه المرحلة حملت تداعيات سامة في ظل الضائقة الاقتصادية والاجتماعية والحياتية اليومية من تضخم لأسعار المواد الغذائية بحيث ان التمنيات أصبحت فقط بالقلب في ظل عدم توفر المال للكثير من العائلات التي لم تستطع شراء ما تيسّر من طعام لتعيش بهجة العيد.
بيوت فارغة من الزينة، موائد بلا طعام، وأطفال بلا ثياب جديدة، او حتى حلوى العيد!
الشعب في كوكب والمسؤولين على غير كوكب!
كيف كانت بيوت المسؤولين في العيد، شجرة بلا زينة؟ موائد بلا طعام؟ أو اطفالهم بلا ثياب جديدة؟ بالطبع لا! هؤلاء عاشوا العيد ببهجته وتراقصوا على وجع الشعب وأنفقوا من أمواله…
عيد يأتي بلا طعم منغّصاً علينا الفرحة… فالكوارث على كافة الأصعدة صحياً، ومعيشياً واقتصادياً… وحالات انتحار بشكل مخيف!
90% من الشعب اللبناني حالاتهم النفسية مضطربة
هذا الواقع المعيشي دفع بشبان في ربيع العمر الى الانتحار، فالوضع الاقتصادي بات كفيلاً بأن يجعلنا نشعر أننا لم نعد بحاجة لهذا الجحيم الذي نعيشه فعلى سبيل المثال أصبحت “ربطة الخبز ب 30 ألف ليرة لبنانية” الا انه ومهما اختلفت الدوافع وتعددت الأسباب يبقى القهر والوجع والعوز واحد. وهذا يهدد الصحة النفسية بسبب مخاطر الضغوطات التي يعيشها اللبنانيون.
الانتحار أصبح ملاذاً… من جحيم “بي الكل” وصهره والمعنيين!
في ليلة الميلاد، ميلاد السيد المسيح، أقدم أحد العناصر في قوى الامن الداخلي على قتل نفسه والدافع هو الظروف فلم يجد منجا سوى الانتحار. وقبلها حاول أحد العناصر في الجيش على السرقة بقوة السلاح نتيجة الظروف الاقتصادية التي يعيشها العسكر وعناصر الأجهزة الأمنية كافة. فظروف هؤلاء قاسية وهذا ما يهد حياتهم العائلية او التمسك بقسم الحفاظ على الخدمة والواجب والوطن، هذه الازمة التي افقدت هؤلاء القدرة على توفير احتياجات أولادهم وعائلاتهم دمرت صحتهم النفسية والقدرة على الصمود والمتابعة مضياً في سبيل الواجب والوطن.
هذا الواقع بدأ يمتد الى المجتمع بعد ان أقدم منذ أسبوع شاب من الجنوب على الانتحار بعد ان سقط من الطابق السابع وهو في عمر ال 23 عاماً تاركا رسالة في جيبه كتب عليها ” سامحني يا ابي، الموت مرة واحدة أفضل من الموت كل العمر”.
هكذا أيها المسؤولون تفرغون الوطن بسبب سياستكم وسياسة ال “ما خلّونا”!!
بين ال 18 و35 عاماً يعانون من اضطرابات نفسية تفضي بهم الى الانتحار
35% منذ العام 2016 ازدادت نسبة الانتحار في لبنان وذلك لأسباب مختلفة منها: الأوضاع السياسية والاقتصادية والبطالة، لتجعل من أولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية ينهون حياتهم. فلا سبيل لهم في الوطن او في البحر غرقاً ففي الحالتين الموت واحدٌ!