رحم الله دولة الرئيس رفيق الحريري!
زعيم بيروت وأميرها أحبّ لبنان، وعاش له، ومات من أجله.. كبيراً من وطني وهو القائل «ما حدا أكبر من وطنه».
عاصرته منذ أواخر الثمانينيات، وعملتُ معه لسنوات لإنشاء «سوليدير» ولإعادة إعمار وسط بيروت. كما كُنتُ، بصفتي رئيساً للنادي الرياضي لكرة السلة، بجانبه عندما أعاد ملاعب اعمار الرياضة في بيروت وفي كل محافظات لبنان.
كان رحمه الله «رجل دولة ودولة في رجل».. أعاد إعمار لبنان بعد أن هدمته الحرب الملعونة. أنشأ الاوتوسترادات وخطّط المشاريع الكبرى لكل لبنان. وانكبّ على تعليم الشباب فدفع بآلالاف الى الخارج للعودة بشهادات جامعية تعمل على إعادة لبنان الى مركزه العلمي المحترم.
كانت علاقتي به يومية تبدأ صباحاً من الساعة الثامنة أو قبل، وتنتهي بعد الغداء. كنت يومياً على لقاء معه صباحاً لأخذ التعليمات، وعلى الغداء في منزله لإعلامه بالمحصلة. كنت مكلفاً من قبله وبثقة كبيرة وصادقة، لشراء كل ما طلبه من عقارات وشقق سكنية طيلة حكمه وطيلة حياته، وكان قرار تكليفي لإيمانه وعلمه بأن ما تدفعه يدي اليمنى لا تدري به يدي اليسرى.
كان لي معه في الرياضة وأنا رئيس النادي الرياضي لكرة السلة لقاء رسمي، بعد كل بطولة مع الوصيف، وكان لعدة سنوات بين نادي الحكمة والنادي الرياضي!
رعى مع الرياضي مراحل دخوله بإسم لبنان إلى المربع الذهبي لبطولة آسيا، وبعدها بطولة آسيا لكرة السلة، وهي المرّة الاولى التي يدخل لبنان ويربح بطولة آسيا أعلى مركز رياضي يصل إليه لبنان بكرة السلة.
علاقتي بالشهيد الكبير طيلة حكمه كانت يومية ولا تحصى أحببت ذكر بعض وقائعها وهي طويلة وكثيرة.
شهادتي بالرئيس الحريري مجروحة فقد بكيتُ يوم اغتياله، وبموته خسر لبنان الرجل المعطاء، الذي كان يخطط لمزيد من البناء والأعمال لرفع إسم لبنان إلى مصاف الدول الراقية.
لن يسامح الله من كان السبب والمنفّذ لجريمة العصر هذه. كان أكبر من وطنه وكانت بيروت حبيبته وأمله والمرتجى. رحمك الله يا دولة الرئيس والجنة مثواك بإذن الله.