ينامون على حرير… بينما يوجد الكثير مما ينامون على جمر الوجع
منذ نحو خمسة أشهر وأكثر ونحن أمام تخبط كبير على ابواب المستشفيات من نقص في المعدات والأسرة في العناية المشددة وحتى الاسرة في الغرف العادية، وصولا إلى نقص في الطواقم الطبية والتمريضية، فليس هناك ابشع من ان ترى كبار سن يصارعون الموت امام عينيك وحتى من مختلف الفئات العمرية، على مرآى من سياسيين ومسؤولين بلا استثناء.
بالنسبة لي انا كمواطنة من الواجب الإنساني والمهني عدم استخدام قاعدة التفضيل بحسب العمر, لان ما من أحد يستطيع أن يرى والده يكاد يموت في الوقت الذي تم فيه تفضيل مريض آخر إما لصغر عمره او إما لانه مسؤول او سياسي….
اذهبوا إلى المستشفيات لتروا ان الكثيرين يحاولون الاستغاثة بالاطباء عسى وعلَّ ان يدخلوا ذاك المريض إلى العناية المشددة، ترى أحدهم يحاول ان يستغيث اطباء وممرضين بأن هذا المريض يعاني من أمراض مزمنة ومصاب بكورونا، ترى أحدهم يحاول ان يستغيث بقسمهم الطبي على أن لا يتركوا ذاك المريض على اختلاف العمر او العرق او او او…
ومنذ أشهر وضعنا أمام طريق صعب وشاق وفيه الكثير من المخاطر وحتى المخاطرة، وهو ان لا أسرة في العناية المشددة او حتى في الأقسام العادية، لا بل اكثر هو نفاذ آلات الأوكسجين وقد رأينا ان عدداً من المستشفيات كانت تطبب مرضى بحاجة إلى اوكسجين في سياراتهم او حتى أمام ابوابها؟..
المضحك المبكي هو أن نكون متخبطين وموجوعين وخائفين على مرضانا كبارا كانوا او صغارا من ان لا يجدوا سريراً لا بل كرسياً في مستشفى!!!
الا انه وبسحر ساحر يصاب وزير الصحة حمد حسن بفيروس كورونا فيُخْلَق له غرفة كاملة ومجهزة في إحدى المستشفيات !!
بالله عليكم أليس هذا تمييزا وتفضيلا !!؟
كيف اوجدتم لنجل وزير الصحة أيضا سرير !!
السؤال ؟
هل يوجد غرف حصرية للوزراء والنواب والسياسيين خاصة؟
إذن حتى في المهنة الأكثر انسانية يوجد تفضيل؟؟
بالمناسبة هؤلاء انتم أكثر من يهاجمهم نحن طبعا لا نشمت فلا شماتة في اثنين الموت والمرض رفعت الأقلام وجفت الصحف !!!! الا اننا لن نقبل ولا في أية حالة ان نرى دموعا في عيون كبار السن او الذين لا حيلة لهم. هؤلاء ليس من حقكم تركهم لمصيرهم على قاعدة التفضيل.
لماذا؟؟
لأن هذه الروح التي وضعها الله في أجسادنا لا يحق لأي شخص مهما علا شأنه ان يقرر الاختيار او التفضيل ما بينها وبين روح أخرى.
ولماذا يا معالي وزير الصحة مكينات الأوكسجين مخزنة في المدينة الرياضية؟؟
ولماذا لم يتم توزيعها على المستشفيات التي تعاني من نقص في مكينات الأوكسجين والتي هي اصلا السبب الأول لمعالجة مرضى كورونا!!! أليس غريبا انكم تحاولون حل المشكلة بعد فوات الأوان!!
على كل حال انها السياسة كما هو الحال عندما اصيب معالي وزير الصحة بحيث لم يكن في داع للهلع بالتفتيش على غرفة له ولنجله !! أيضا انها السياسة بطبيعة الحال….
نحن في بلد أنفق فيه نحو مليار دولار على بُنَىً تحتية ومع ذلك لا يوجد فيه طريقاً سوية واحدة او شبكة كهرباء او مياه او مجارير او نفق فيه إنارة او جسر مشاة آمن… نحن في دولة أنفقت مليار دولار على المستشفيات الحكومية وهذه المستشفيات بالذات تفتقد كل الإمكانيات اللازمة…
لن نستغرب كيف وجد وزير الصحة سريراً في الوقت الذي يوجد فيه المئات وربما الالاف أمام أبواب المستشفيات ليس للحصول على سرير بل على جرعة اوكسجين!! وانتم تخزنون الأوكسجين في المدينة الرياضية وعلى ما اظن انه طالما الوزير حمد حسن يتابع مجريات الأحداث من داخل غرفته في المستشفى كان الأولى ان يكون في منزله لان يوجد من لهم الاحقية بهذا السرير او الغرفة.