دُقَّت أجراس الإنذار حول انتشار ظاهرة ولادة الفيَلة بدون أنيابها، بعدما نُشِرَت ورقة بحثية في مجلّة «ساينس» الخميس الفائت، تشرح سبب رواج الظاهرة بين الفيَلة الإناث حصراَ. أمّا عدم امتلاك الفيَلة لأنيابها عند الولادة، فهو ظاهرة طبيعية محدودة الانتشار، غير أنّها شاعَت مؤخّراً بشكلٍ غير طبيعي، نتيجة اصطياد الفيَلة وقتلها طمعاً ببَيع العاج.الدراسة التي أعدّها سبعة باحثون، تظهر أنّ فترة ازدهار تجارة العاج قبل منعها (عام 1989) قلّصت عدد الفيَلة التي تملك أنياباً بالفعل، ما جعل التكاثر ينمو بين تلك التي بلا أنياب، إلى أن صار عددها يؤخَذ بالاعتبار، لا بل يهدّد بالطغيان مع مرور الزمن. فقد ارتفعت نسبة هذه الفيَلة من 18.5٪ في سبعينيّات القرن الماضي إلى 51٪ اليوم، في حديقة غورغونسا في الموزمبيك- وذلك بعدما قُتِلَ 90٪ من فيَلة المنطقة بين عامَي 1977 و1992، طمعاً بتجارة العاج.أمّا انحصار الظاهرة بإناث الفيَلة، فيعود إلى ارتباطها بخللٍ في الكروموزم إكس، يُفقد الفيَلة الإناث أنيابها، بينما يُؤدّي إلى موت الفيَلة الذكور في الرحم، نظراً لأنّها لا تملك سوى كروموزوم إكس واحد.وهكذا، تشهد الثروة الحيوانيّة تحوّلاتٍ جذرية جديدة، بعدما استغلّ النظام السائد الثروة الطبيعية طمعاً بالأرباح، إذ لم يكفيه أن يبني تلك الأرباح عبر استغلال الإنسان فحسب.
ميغافون