فرنسا المتواطئة مع إيران كيف لها ان تنجب مبادرة صلح فرنسية-سعودية للبنان؟

Share to:

التخوف على المصالح الفرنسية دفع بالرئيس الفرنسي للقيام بمبادرة لتسوية الوضع اللبناني مع دول الخليج وتحديداً السعودية.

بين ليلة وضحاها تصاعدت الازمة ما بين السعودية ودول الخليج مع لبنان وذلك على خلفية تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي والمحسوب على المحور السوري-الإيراني من خلال وصفه الحرب على “اليمن” ب “العبثيّة” وان ما تقوم به جماعة أنصار الله اليمنيّة يعد “دفاعاً عن النفس”.

تصريحاتٌ أدخلت لبنان الى جهنم من البوابة “الحزبوايرانية”

هذه التصريحات أدخلت لبنان من ساسه الى رأسه في غياهب صحراء رملية، وان كان الظاهر شيء والباطن شيء آخر، أزمةٌ عزلت لبنان عربياً وتفاقمت مع عدم دخول وسيط لحل الازمة الدبلوماسية، حتى ظهر الموقف الفرنسي من خلال مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون والواقع ما هي الا حرطقة للحفاظ عل المصالح الفرنسية-الإيرانية والفرنسية-العربية وبالتالي لبنان بسبب الموقف الرسمي في مهب التحالفات والتجاذبات الدولية والإقليمية.

لبنان الذي تعوّد على الخضوع والارتهان الى الخارج وهذا الكلام يعرفه جيداً المرتهنون “لنظام بشّار الأسد وللمصالح السورية”!!

استقالة قرداحي ليست بالأمر المهم. الأهم عدم ارتهان لبنان الى إيران!

بطبيعة الحال السعودية طلبت من الرئيس نحيب ميقاتي في بداية الازمة ان يقدم استقالة الحكومة كرد اعتبار “للمملكة” الا أنه لم يفعل، وكما يقول المثل اللبناني ” حمل قبعو ولحق ربعو” بمعنى ان ميقاتي انتهج ما انتهجه الرئيس سعد الحريري مع السعودية التي ” طلّقت السّنّة” في لبنان بسبب ارتهانهما  للمحور الإيراني، كما ان ميقاتي والذي ينتهج مبدأ النأي بالنفس قد فشل في حماية الحكومة فاحتمى بحزب الله وايران الامر الذي اغضب السعودية غضباً ابدياً لا عودة عنه ومن هنا كان القرار بالتخلّي عن لبنان الذي لا طالما وقفت بجانبه وإعادة اعماره لا سيما في حرب تموز التي كان سببها “حزب الله” ولفيفه.

التصريح كان الفتيل فقط.. والغضب السعودي من المحور الايراني أشعل الفتيل

الموقف السعودي اتجاه ما صرّح به الوزير جورج قرداحي لم يكن المسبّب وانما مجرد سبب وذلك لإيصال رسالة الى السياسيين اللبنانيين ان أي موقف معادٍ للمملكة سيكون مصيره اللبنانيين الذين يعملون في المملكة وفي دول الخليج والذين يقوم عليهم في هذه الظروف الاقتصادية تحسين أوضاع ذويهم في لبنان من خلال “الفرش دولار” والمساعدات الأخرى التي يرسلها اللبنانيون الى ذويهم في الوطن الام لبنان. على اية حال السعودية بدأت بالتحالف مع تيار مسيحي لبناني ربما تعتبره الأقرب الى سياستها ونهجها من خلال مهاجمته حزب الله وإيران وما حدث في الطيونة وعين الرمانة وطّد هذه العلاقة.

المبادرة الفرنسية-السعودية. لتدوير الزوايا!

اميركا وروسيا وفرنسا وإيران وسوريا. عن أي محور سرطاني يستملك في لبنان! في الحقيقة ان مصالح هذه الدول تكاد تفتك في لبنان فأميركا لحماية إسرائيل من حزب الله وايران، وروسيا لتحمي سوريا وبطبيعة الحال مصالحها وإيران التي تحمي وتزود حزب الله بالأسلحة والمال، وفرنسا التي تحاول ان تحمي نفوذها في المنطقة وعلينا ان لا ننسى ان روسيا تحاول الدخول الى مرفأ بيروت بعد ان اكتشفت أباراً للنفط من خلال صور الأقمار الاصطناعية التي التقطتها لانفجار الرابع من آب لمرفأ بيروت وبالتأكيد علينا ان لا ننسى المحور التركي التي تحاول التشبث بلبنان من خلال بوابة طرابلس المعقل السني الأكثر تمسكا بسنّيته!! عن أي دوامة نتحدث! لبنان واقع بين شفرات مروحة ستقطع رأسه كيفما اتجه! وما مساعدة الدول الكبرى للبنان الا لترسيخ القواعد فيه من اجل مصالحهم ليس الا!

أخيراً. السعودية قوّدت التواطؤ الفرنسي-الإيراني، كيف؟

اعتبر نوفل ضو وهو مدير “المركز الجيوسياسي للشرق الأوسط وشمال افريقيا” ومنسّق عام “التجمع من اجل السيادة” ان تمسك قيادة المملكة العربية السعودية بحق لبنان في سيادته وحق شعبه في تقرير مصيره بحرية بعيداً عن سيطرة السلاح غير الشرعي على المؤسسات الدستورية وقراراتها نجح في تعديل الموقف الفرنسي المتواطئ مع إيران وحزب الله بخلاف موقف المنظومة السياسية التي غطّت المشروع الإيراني مقابل مناصبها.

Exit mobile version