عون مصمم على مغادرة قصر بعبدا فور انتهاء ولايته

Share to:

الديار: ابتسام شديد

ينقل عن زوار قصر بعبدا، ومن يلتقون رئيس الجمهورية ميشال عون، تصميمه على مغادرة مقر الرئاسة فور انتهاء ولايته، وعدم البقاء لدقيقة واحدة خارج المهلة الرئاسية، ومع ذلك فإن العديد من الإشارات لا تدل على هذا الخيار، كما يقول المتابعون السياسيون، استنادا الى مواقف قيادات قريبة من بعبدا والتيار الوطني الحر التي تلجأ منذ فترة الى فتاوى دستورية بحجة منع الفراغ في الموقع المسيحي الأول في السلطة.

ووفق المعلومات، فان الفريق السياسي المقرب من بعبدا يضع كل الاحتمالات، ومنها كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة وتليين المسارات لمرحلة ما بعد خروج الرئيس عون من بعبدا، خصوصا ان الحزب السياسي المحسوب على الرئاسة يتخبط بالأزمات من بداية «ثورة تشرين»، عندما تم تحميل العهد وتياره وزر الانهيار الاقتصادي والمالي، وصولا الى قطع الطريق امام النائب جبران باسيل ومنعه من الوصول الى بعبدا بسبب العقوبات الأميركية و»الفيتوات» الداخلية من القوى السياسية المتخاصمة معه.

على مسافة ٧٣ يوما من انتهاء الولاية الرئاسية، يبدو التيار الوطني الحر مربكا، وعلاقاته مأزومة بكل القوى السياسية، فالخلاف جدد نفسه مع «تيار المردة» بعدما أطاح التيار بإمكانية تبني خيار سليمان فرنجية بعد طرح جبران باسيل معادلة الرئيس القوي في طائفته، في حين ان التباعد لا يزال على حاله مع حزب «القوات» ويستحيل التوافق رئاسيا بعد طرح سمير جعجع لمرشح التحدي، ومع عين التينة مد وجزر وفق الملفات، وليست بأفضل أوقاتها مع رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» الذي أجرى تموضعا قرب حزب الله لكنه بقي بعيدا عن بعبدا والتيار.

كما ان التوتر الممتد منذ فترة بين السراي الحكومي والفريق الرئاسي، وتحديدا التيار الوطني الحر مربك جدا للفريق الأخير، وكل المؤشرات تدل على بقاء المسار التصاعدي نفسه بينهما، على الرغم من الزيارة الشكلية لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بعبدا، التي لن تقدم او تؤخر في عملية تشكيل الحكومة، فالتباين بين السراي والتيار مستمر والذي بدأه قبل تكليف ميقاتي رئاسة الحكومة عندما حصل التصادم الشهير، لاستحالة التفاهم بينهما وعدم حصول باسيل على تنازلات من ميقاتي في ملف التأليف، لينتقل الخلاف بعدها الى معركة الصلاحيات بين رئاستي الجمهورية والحكومة.فالتصعيد المتجدد كل فترة، يرتبط بصراع السراي وميرنا الشالوحي الذي يتكرر في كل الحكومات، على غرار الكباش الذي ساد العلاقة بين باسيل والرئيس سعد الحريري، الذي يعكس الشرخ في العلاقة بين التيار والشارع السني وقيادته، فهناك أزمة ثقة دائمة بين باسيل والقيادات السنية التي تتهم باسيل بالسعي لتطويع رؤساء الحكومات السنّة في الإستحقاقات.

ومع ان لقاء بعبدا بين الرئيسين عون وميقاتي كسر الجليد بين بعبدا والسراي، إلا ان لا نتائج مثمرة حكوميا، مما سيعيد توتير الأجواء مجددا بين السراي وامكانية تجدد الاشتباك بين الطرفين، فالتيار سبق واتهم ميقاتي بالفساد والتعطيل المتعمد لعملية التأليف، وأنه يتحمل جزءا من مسؤولية انقطاع الكهرباء، فيما اعتبرت السراي ان هناك عملية استهداف ممنهجة لموقع رئاسة الحكومة من خلال حرب الصلاحيات.

Exit mobile version