عون في سوريا… رفض فرنجية رئيساً لا يعني مواجهة النظام

عون في سوريا

Share to:

الديار – نور نعمة

لقاء رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون بالرئيس بشار الاسد، اتت بعد ان اختار رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسل التقاطع مع المعارضة على المرشح جهاد ازعور، والابتعاد عن حزب الله، الذي يدعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. توقيت هذه الزيارة دقيق جدا، وله دلالات كثيرة في مسار الاستحقاق الرئاسي، ذلك ان عون اراد حصول لقاء مصارحة مع الاسد لتوضيح الامور، وشرح الاسباب التي دفعت بباسيل الى الانتقال الى الضفة الاخرى وهي المعارضة، وقطع الخيوط مع حارة حريك اقله في الملف الرئاسي. والرئيس عون يرى ان معارضة «التيار الوطني الحر» لوصول سليمان فرنجية الى قصر بعبدا لا تعني ان النائب جبران باسيل يريد ايضا معاداة النظام السوري بل العكس. ان الرئيس عون وصهره يحرصان على علاقة جيدة مع الرئيس الاسد، ويسعيان الى تمتينها وتعزيزها، علما ان باسيل قام بزيارات سرية لدمشق سابقاً.

اليوم، محور زيارة عون لسوريا واجتماعه مع الاسد، هو ان المستقبل السياسي لجبران باسيل سيُنسف مع انتخاب فرنجية رئيسا للجمهورية بطبيعة الحال، بما ان الاثنين من الشمال وتبوؤ فرنجية سدة الرئاسة يؤدي حتما الى تقليص دور باسيل في المشهد السياسي اللبناني، في حين سيتمكن رئيس «تيار المردة» من تعزيز سلطته في الشمال، فضلا عن انه سيتوسع نحو جبيل وكسروان وربما محافظات اخرى، بما ان رئيس الجمهورية لديه فرص كثيرة لتقديم خدمات مناطقية، وبالتالي كسب شعبية في مناطق ليست واقعة تحت نفوذ فرنجية. ولذلك اراد الرئيس عون ان يظهر الاسباب والنيات والمنطلق، الذي يرتكز عليه باسيل لعدم قبوله دعم فرنجية رئيسا، رغم تمني حزب الله على «التيار الوطني الحر» الموافقة على مرشحه.

وفي السياق ذاته، اكد الرئيس عون ان رفض سليمان فرنجية رئيسا من قبل «التيار الوطني الحر» والتقاطع الحر مع «القوات» و»الكتائب» و»التغييريين» لا يفسر ابدا انه انقلاب على مسيرة «الوطني الحر»، ومبادئه وعدائه لـ «اسرائيل» وخطه العروبي، ولا يعني ايضا انه انقلاب على النظام السوري وحلفائه في لبنان.

وخلاصة القول ان «فيتو» باسيل على فرنجية مرشحا رئاسيا ليس موجها ضد دمشق، كما ان التقاطع الحاصل مع المعارضة في دعم جهاد ازعور لا يستهدف سوريا، بل كل ما في الامر ان المصلحة السياسية لباسيل تخوّله المضي في هذا التوجه، فضلا عن ان ترشيح ازعور يتماشى اكثر مع تطلعات «الوطني الحر» للبنان الدولة.

باختصار، جاءت زيارة الرئيس السابق ميشال عون للرئيس بشار الاسد للتأكيد ان العلاقة مع سوريا متينة ولا يشوبها شائبة، وان رفض فرنجية رئيسا لا يعني ان «الوطني الحر» في حالة مواجهة مع دمشق.

Exit mobile version