عودة: رأي شعبنا لم يعد مسموعاً عند من أولاهم الشعب ثقته.. وقد أصبح صوته مستهاناً به، يُشرى ويُباع أحياناً

Share to:

اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده أنّ “اللبنانيّ أصبح يائساً مُستضعَفاً يُعاني الفقر والجوع والمرض ويستجدي الدواء والعلم، ولم يعد منشغلاً بحريته وكرامته وعنفوانه”.

وأشار عوده في عظة الأحد من كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت أنّ اللبنانيّ “إذا كــان شجاعاً وذا رأي حرّ، والحريّة عطيّة من الله، يُقمع ويُعنَّف ويُتنمَّر عليه، في زمن ساد فيه الفساد والحقد والقوة والبطش والإملاء والإقصاء وكلّ أنواع الظلم الاجتماعي، تساعدها وسائل التّواصل السريعة”.

وأضاف: “رأي شعبنا لم يعد مسموعاً عند من أولاهم الشعب ثقته، ومنحهم شرف تمثيله، وقد أصبح صوته مستهاناً به، يُشرى ويُباع أحياناً، لأنّ المتحكّمين بالشعب قاموا بتجويعه لتطويعه كما يشاؤون. آخر مسمار غُرِز في نعش المواطن هو رفع أَسعار الأدوية، فأصبح مستحيلاً على الفقير الذي يصيبه مرض أن يبقى على قيد الحياة، وإذا شاء الشّفاء، أُجبر على قرع أبواب المتحكّمين برقاب الشعب، فيعطى مقابل تقييد حريته وكَتْم صوته في الاستحقاق الانتخابيّ.

واستشهد عوده يبكلام الرب على لسان النبيّ عاموس: “الويل للذين يُمرّغون رؤوس المساكين في التراب ويصدّون سبيل البائسين” (عا 2: 7)، مضيفاً: “ولا يسمعون صوت الصارخين في ضيقهم، أي إنّ أولئك المتحكّمين برقاب الشعب، المسيطرين على أبناء الله، الذين خلقهم ربهم أحراراً، ستكون عاقبتهم وخيمة، لأنّ الرب القويّ، الجبّار، سيتصدّى لهم، ويُحلّ عدالته فيهم”.

وتابع: “جميعنا نزلاء على الأرض ولحياتنا عليها نهاية قبل المثول أمام وجه العليّ. وهذه الحياة هي فرصتنا لتنقية الذات والتخلص من كلّ الشوائب والخطايا وإعداد القلب للّقاء المرتقب”.

واعتبر أنّ “المشكلة أنّ بعض الناس يظنّون أنفسهم خالدين ويتصرّفون وكأنّ حياتهم لا موت فيها، يعملون من أجل مصالحهم وغاياتهم، يُعادون مَن يُخالفهم، يتحكّمون بالضعفاء، يجمعون الثروات على حساب الفقير والضعيف، ويُعيثون في الأرض خراباً مزهوّين بقوّتهم وسطوتهم، مُتناسين أنّ القوّة والعدالة والدينونة لله وحده، غير مدرِكين أنّ لا شــيء دائم وأنّ الأحوال تتغيّر والأيام تتبدّل وأنّ “كثيرين أوّلون يكونون آخرين وآخرون أوّلين” كما قال الربّ يسوع لتلاميذه (مــتــى 19: 30)”.

Exit mobile version