عودة الدفأ بين الامارات وسوريا هل هو في اطار التطبيع المحدود؟ ام لقطع علاقات الاسد مع ايران؟

Share to:

نضال العضايلة

في الآونة الأخيرة، أصبحت الإمارات من الدول الداعمة بشكل غير رسمي للنظام السوري، لكن السؤال هو، ما هو هدف الإمارات من هذا الدعم؟ ولماذا غيرت موقفها وأصبحت تقود جهود المصالحة رغم سلوك الأسد المتعنت؟

هناك الكثير من التفسيرات، ومنها إبعاد الأسد عن إيران، والالتفاف على تركيا، والاستفادة من الفرص الاقتصادية المتاحة هناك، وتمهيد الطريق لمحادثات سلام سورية إسرائيلية بوساطة إماراتية، الا انه من غير المرجح أن تنجح الإمارات في تحقيق أي من هذه الأهداف.

لقد بات الحديث عن دعم إماراتي سياسي وإنساني لسوريا، والإشارة إلى انسحاب القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها، يحمل في طيّاته رسالة تمرد إماراتية في وجه الولايات المتحدة التي تحاول الضغط على دمشق والأسد، من بوابة تموضعه خلف موسكو، في ظل استقطاب دولي كبير خصوصاً بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

المسار الإماراتي بدأ قبل مدة طويلة، لكن تظهيره بقي خجولاً، غير أن تموضع الرياض وأبو ظبي، إزاء التناحر الأميركي الروسي الحالي من جهة، والدخان الأبيض في محادثات فيينا من جهة أخرى، أفسحا مجالاً أوسع للعبور على طريق دمشق أبو ظبي.

لم تكن الإمارات أبدًا من أشد منتقدي النظام السوري، رغم انضمامها إلى المعسكر المناهض للأسد منذ سنة 2011 عبر إرسال المساعدات إلى الثوار، فإن مشاركتها لم تكن بقدر تورطها في صراعات أخرى، مثل الحرب في ليبيا واليمن، أو بقدر مشاركة المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا في الصراع السوري.

ظلت دبي ملاذًا آمنًا للعديد من الشخصيات المؤيدة للأسد وثرواتها خلال الحرب، بما في ذلك والدة الأسد وشقيقته، فجعل ذلك طريق التقارب بين دمشق وأبوظبي، أقصر من طريق الرياض أو الدوحة أو أنقرة.

التفسير الأقرب للواقع، هو أن الحاكم الفعلي للإمارات، ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، يأمل في أن تقنع المصالحة نظام الأسد بقطع علاقاته مع إيران أو تقليصها، في ظل رغبة الأسد الملحة بالحصول على الأموال، فهل سيكون على استعداد للنأي بنفسه بعيدا عن طهران مقابل الدعم المالي الإماراتي؟ يبدو هذا الاحتمال غير وارد تماما.

وإذا تمكنت الإمارات من إخراج الأسد من عزلته الإقليمية، فإن ذلك من شأنه أن يمنح محمد بن زايد منطقة نفوذ جديدة، ويجعل الإمارات القوة الخارجية الثالثة الأكثر تأثيرا في البلاد، بعد موسكو وطهران، وسيمنحها ذلك مكسبا إضافيا على خصومها الإقليميين، مثل تركيا والمملكة العربية السعودية، ويدعم المسار التصاعدي لاستراتيجتها الدبلوماسية الإقليمية المتنامية في السنوات الأخيرة.

Exit mobile version