أُسدلت الستارة على العهد العوني منتصف الليلة الماضية، وصباح اليوم يًنكّس العلم على سارية القصر الجمهوري بعد إقفال مكتب الرئيس وقاعة مجلس الوزراء وكافة قاعات الجناح الرئاسي، لينطلق تالياً “عهد الشغور” في يومه الأول فارداً أجنحة الفراغ في أروقة قصر بعبدا وفارضاً إيقاع “8 آذار” المعهود على مرّ العهود الأخيرة منذ العام 2007 في “اختطاف” كرسي الرئاسة الأولى حتى تقاضي “الفدية” المنتظرة لفكّ أسرها، وسط مراهنة “حزب الله” هذه المرّة بشكل خاص على العامل الفرنسي المساعد في إبرام الصفقة الرئاسية المنشودة، لا سيما وأنّ “الحزب” يعتبر باريس الطرف الدولي الوحيد القادر على إحياء “نقاط التقاطع” في المصالح والتسويات مع إيران في الإقليم و”حزب الله” في لبنان.
وأمس، دشّنت الخارجية الفرنسية باكورة مواقفها الرسمية في مرحلة الشغور الرئاسي بتجديد دعوتها البرلمان اللبناني إلى “انتخاب رئيس جديد للبلاد من دون إبطاء”، داعيةً السياسيين في لبنان إلى “تحمل مسؤولياتهم وأن يكونوا على مستوى المرحلة لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين”، مع التذكير بأنّ البلد يمر بأزمة اقتصادية ومالية واجتماعية “خطيرة وغير مسبوقة تتطلب تفعيل عمل المؤسسات واتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض به وتحسين الظروف المعيشية لأبنائه”.
وبينما كان الرئيس ميشال عون ينهي آخر أيام ولايته الرئاسية أمس بتقليد كريمته كلودين “وسام الاستحقاق اللبناني المذهّب” تقديراً لإنجازاتها، دعا رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى انعقاد الهيئة العامة بعد غد الخميس “لتلاوة ومناقشة رسالة” عون بوصفه رئيساً سابقاً للجمهورية بتاريخ انعقاد الجلسة، في وقت عُلم أنّ الوسطاء واصلوا طيلة نهار أمس جهودهم واتصالاتهم المكوكية في محاولة لاستيلاد التشكيلة الحكومية في الربع الساعة الأخير من الولاية العونية، وأفيد في هذا السياق أنّ “عروض التأليف” استمرت حتى آخر الليل بين الرابية والجزائر حيث نقلت قناة “أل بي سي” أنّ “المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير بادر الى الطرح على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إصدار التشكيلة الحكومية كما هي من دون تعديل، على أن تُترك مسألة نيلها الثقة إلى التصويت في المجلس النيابي، غير أنّ ميقاتي رفض المبادرة بعدما لم يتمكن شقير من ضمان إعطاء الثقة للحكومة من قبل نواب التيار الوطني الحر في الجلسة”.