عندما تنتهك الحكومة حقوق الشعب، فالتمرد يصبح حقاً من حقوق الشعب…

Share to:

بقلم ندي عبدالرزاق

ما بين “١٧ تشرين” و “يوم غضب” غداً يوم آخر…
الثورة كمصطلح سياسي هي الخروج من الوضع الراهن وتغيير باندفاع يحركه عدم الرضا أو التطلع إلى الأفضل او حتى الغضب، الا ان مصطلح الثورة أصبح يتكرر مؤخرا وبالاخص على مسمع اللبنانيين لتصبح كخبزهم اليومي. بحيث أصبح يوجد خلط في الجوهر الحقيقي للثورة، وما يجري هنا وهناك.

لذا فالثورة هي إحدى أدوات المعارضة لتغيير نظام الحكم في دولة ما. والجوهر يكمن في اقناع الشعب او غالبيته بأن الإصلاح لم يعد مجديا، ولا بد من التغيير الا ان ما شهدناه يوم الاثنين والذي اطلق عليه ب ” يوم الغضب” ، لم يكن سوى يوم اقل من اي يوم عادي، وتجسد بأزلام الاحزاب والتي هي اصلا في السلطة لتشكل حالة انقلابية معارضة على الدولة التي هم كانوا من عواميدها وذلك كان عبر هذه المجموعات الحزبية الغير منظمة نزلت تلك المجموعات بحسب توزيعها الطائفي لتقطع الطريق على الشعب وليس عل السلطة والدليل، لماذا لم يقطعوا الطريق على موكب “اللواء عباس ابراهيم” الذي مر عبر جل الديب والذوق في الوقت الذي كان السير متوقفا من الدورة وحتى جسر انطلياس “ويوم الغضب” لم يكن اسما على مسمى، فكلمة غضب تعني عدم الاستكانة وعدم الرضوخ وعدم التجاوب مع كل رموز السلطة، وما حدث مثّل مجموعات حزبية صغيرة العدد بهدف “دس النبض” بعدما الكل أصبح في دائرة الاتهام والكل من ضمن شعار “كلن يعني كلن”، و لوحظ ان كل الشباب الذين قطعوا الطريق كانوا يستخدمون العنف بطرق مختلفة ومنها “ركن الشاحنات في عرض الاتوستراد الأمر الذي تسبب بموت أشخاص”.

فالعنف ليس شرطا للثورة، بل الأهم سرعة التغيير التي تحدث في الدولة سواء سياسيا ام اقتصاديا ام اجتماعيا، وبالتالي لماذا؟ قطع الطريق على المواطن العادي، هذا المواطن المضطر للذهاب إلى عمله، لماذا لم يذهب هؤلاء الشباب للتظاهر وقطع الطرق أمام منازل كل السياسيين واعني بما فيهم زعماء الاحزاب التي ينتمون إليها!! على كل حال، لا يمكن أن تنجح ثورة بغطاء “كاذب” ومنافق، فالثورة اما ان تكون مكتملة العناصر وتؤدي إلى الهدف المنشود والا؟ لا ثورة..

إضافة إلى التمرد الذي من شأنه ان يكون في صف الثوار وهو بطبيعة الحال حق شرعي طالما نحن في بلد نعلم جميعنا من السارق والفساد والقاتل “لا سيما في قضية المرفأ” ونعلم الراشي والمرتشي.

اذن الثورة تكون ثورة فيما لو كانت بدأت من مكانها الصحيح والا لن تكون ثورة بغطاء حزبي.

غدا….
غدا سيكون هناك تحرك لمجموعات ثورية كانت المحرك لثورة ١٧ تشرين، حبذا لو ان هذه المجموعات تقطع الطريق على الفاسدين والسارقين وكل السياسيين وليس على المواطنين، فالتكون الثورة ثورة تمرد للاطاحة بالحكومة القائمة وبمجلس النواب لانه كما جاء في نص المادة الخامسة والثلاثين من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن بما يلي : ” عندما تنتهك الحكومة حقوق الشعب، فالتمرد يصبح حقا من حقوق الشعب سواء كله او جزءا منه، وهو يعد من اقدس الحقوق ولا يمكن حرمان الشعب من هذا الحق”.

تمردوا….
اذن فالتتمردوا أمام القصر الجمهوري والرئاستين الثانية والثالثة؟ لماذا التمرد والمرجلة على المواطن العادي؟ وهل المشكلة ما بين المواطن واخيه المواطن! اذن عندما تدعون إلى يوم غضب فاليكن غضبكم على من اغرقوا هذا الوطن وليس على الإنسان الذي يكافح من أجل تأمين قوت يومه. الكف النظيف ليس بأحد من كل هذه المنظومة و شعار “كلن يعني كلن” هو أصدق شعار بألسنة منافقة، لأن ما أن تحقق هذا الشعار لبنان تحول إلى جنة.

بقلم ندي عبدالرزاق

Exit mobile version