Share to: 
حدثان خطران في يوم واحد، وفي وضح النهار، شهدتهما مدينة طرابلس، يؤشران الى ما بلغته من فلتان أمني ينذر بعواقب وخيمة، كونه ينال اولا من امان المواطنين، وفي الوقت عينه ينال من هيبة اجهزة الدولة…
الحدث الاول حصل على طريق القلمون، من قبل مسلحين كانوا في سيارة نوع كيا يرتدون “جيلات” سوداء اللون، حيث اقدموا على سلب دراجة نارية ومحفظة عائدة للمدعو “م. ا.” من سكان منطقة ساحة النجمة في طرابلس، ولدى مقاومتهم اقدموا على طعنه بسكين وفروا الى جهة مجهولة.
الحدث الثاني وربما المؤشر الاخطر لما آلت اليه الاوضاع الامنية هو اقتحام مسلحين اثنين ظهرا لمنزل في محلة المنكوبين يتواجد فيه سيدة واطفالها، واستغلوا غياب الزوج، فعمدوا على تهديد الامرأة بالسلاح وسرقة مبالغ مالية منها ثم فروا الى جهة مجهولة.
ما حصل في النهار، يحصل كل ليلة تقريبا في المدينة التي تتحول الى مسرح للعابثين بالامن الاجتماعي والنيل من سلمها الاهلي، مما يوحي باصابع تعمل على تشويه صورة طرابلس وافتعال الارباك الامني في احيائها وشوارعها لجعلها مدينة مرعبة تخيف الزائرين والمتسوقين خاصة في شهر الاعياد…
بعض الاوساط الشعبية ربطت هذه الاحدث وتنامي ظاهرة السلب والسرقات، بانهيار الاوضاع المعيشية وما بلغته العائلات من فقر وجوع، ولتفشي البطالة مع تفشي ظاهرة الحبوب المخدرة على انواعها والتي تدفع بالفتيان الى ارتكاب الموبقات بكافة اشكالها، في وقت تشهد فيه البلاد انهيارا ماليا وعجزا على كل المستويات، خاصة في قدرات الاجهزة الامنية التي تحاول ضبط الانفلات والفوضى بظروف اقتصادية صعبة.
وتشير هذه الاوساط الى ان الكثير من الحوادث التي تحصل شبه فريدة في نوعها وكانها تحضر لاعمال اكثر خطورة تؤدي الى فلتان شامل لا يبقي ولا يذر في المدينة، خاصة مع تفاقم اعداد الدراجات النارية التي تستعمل وسيلة سريعة للسلب والنهب والسرقات والاعتداء على الناس، دون مبادرة واحدة ولو بالحد الادنى من وزارة الداخلية لوضع حد لتفلت انتشار الدراجات النارية بهذا الحجم المريع في المدينة.
هذه الاوساط وفاعليات محلية دعت وزير الداخلية كونه ابن المدينة الى مسارعة للحد من تفاقم الانهيار الامني في المدينة، ولكشف العصابات التي تعبث باستقرار المدينة وتشوهها والاهم من ذلك اما منع الدراجات النارية، او الحد منها وتنظيمها كونها الوسيلة المستخدمة لدى عصابات التشليح والسلب…
