بعد 6 أسابيع من الحرب المدمّرة التي شنّها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة، وارتكابه مجازر وحشية بحق السكان المحاصرين، والتي أسفرت عن سقوط آلاف الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلاً عن الدمار الهائل الذي طاول المرافق العامة والخاصة والمستشفيات والأبنية السكنية التي تحوّلت الى ركام، وفي الوقت الذي شيّع فيه لبنان الصحافيين ربيع معماري وفرح عمر بعد استهداف سيارتهما بصاروخ مباشر من قبل العدو أثناء قيامهما بمهامهما بتغطية وقائع الاعتداءات الاسرائيلية على القرى الحدودية حيث تشهد تصعيداً من العدوان الاسرائيلي، نجحت الوساطة القطرية والمصرية بمشاركة الولايات المتحدة الأميركية بالتوصل الى هدنة إنسانية لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، تفرج خلالها حماس عن 50 أسيرة من النساء المحتجزات منذ السابع من اكتوبر الماضي مقابل السماح بإدخال المواد الطبية والمعيشية الى غزة عبر معبر رفح.
مصادر أمنية وصفت لجريدة “الأنباء” الالكترونية الضغوط التي مورست على اسرائيل لقبولها الهدنة “بالضرورية جداً للسكان المنكوبين للملمة جراحهم ومآسيهم بعد 45 يوماً من الحصار والقصف المجنون الذي أزال أحياء بكاملها على ساكنيها”. وأملت المصادر تثبيت الهدنة وعدم العودة الى ليالي الرعب التي شهدتها غزة والاعتداءات التي شنها العدو في الضفة الغربية وجنوب لبنان.
وفي هذا السياق، توقّع النائب السابق وهبي قاطيشا في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن تشمل الهدنة الجنوب أيضاً “لأن حزب الله أعلن أنه سيطبق الهدنة إذا جرى تطبيقها في غزة، لأنه بوضع مساندة وهو سيعمل لتنفيذها لأنه في الأساس لم يكن بوضع خوض حرب مباشرة مع إسرائيل، بل انطلاقاً من المحافظة على وحدة الساحات”، مستبعداً في الوقت نفسه أن تكون زيارة وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان على علاقة بالهدنة، مرجّحاً أسباباً أخرى للزيارة قد تكون على علاقة بالاتصالات السرية بين إيران والولايات المتحدة الأميركية.
وعن استمرار المواجهة مع اسرائيل ضمن قواعد الاشتباك، أشار الى أن هذا الموضوع تكرّس أثناء زيارة آموس هوكشتاين الأخيرة الى بيروت، وحزب الله لم يكن في الأساس بوارد المواجهة الموسعة مع اسرائيل، وهو يريدها بوتيرة صغيرة، وما زالت المواجهات ضمن هذ الاتجاه.
على خط آخر، وفي ما يتعلق بمعالجة الشغور في المؤسسة العسكرية، أشار النائب أديب عبد المسيح في حديث مع “الأنباء” الالكترونية إلى أن الأرجحية هي باتجاه التمديد لقائد الجيش، وهذا ما يعمل عليه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فهو مقتنع بذلك، مؤكداً وقوفه الى جانب التمديد، مبدياً خشيته من تعيين قائد جيش جديد “لا يمكن ان نعرف ما قد يفعله بالمؤسسة العسكرية”.
ولفت عبد المسيح الى أن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي “دق ناقوس الخطر في كلامه الأخير بعد الشغور في رئاسة الجمهورية وعدم تعيين حاكم لمصرف لبنان من حصة الموارنة، ولم يبق سوى قيادة الجيش. فهو لن يسمح بالتفريط بها مهما كلّف الأمر، لأنه من غير المسموح السيطرة على المراكز المارونية في الدولة”.
خلاصة الكلام أن إعلان الهدنة لأيام معدودة لا يكفي ما لم يعقبه وقف جدّي ودائم لإطلاق النار يساعد المنكوبين الفلسطينيين على الحصول على الحد الادنى من مقومات الحياة. على أمل أن تساعد الهدنة محلياً على إعادة الروح للمساعي الهادفة لانهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جمهورية قبل ضياع الجمهورية.