عراضة إعادة عون إلى الرابية شعبياً رسالة لخصوم تياره..

Michel Aoun

Share to:

اللواء – معروف الداعوق

يتقلب الفريق العوني في الترويج لجملة سيناريوهات فيها من الخفة ما فيها، يزمع القيام بها رئيس الجمهورية وتياره السياسي ليلة انتهاء ولايته السوداوية بنهاية الشهر الجاري، اذا لم يتم تأليف حكومة جديدة بمواصفات صهره النائب جبران باسيل، بعد سقوط سيناريو التمرد بالقصر الجمهوري بحجة عدم جواز بقاء منصب الرئاسة شاغرا، لغياب اي جهة حليفة مؤيدة وداعمة لهذا السيناريو اللادستوري، جرى الترويج مؤخرا لسيناريو هزلي، يتلخص بتوقيعه على مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال، لقطع الطريق عليها، حسب اعتقاد الجهابذة العونيين على تسلمها مهمات رئيس الجمهورية وشل عملها، في الوقت الذي يعلم الجميع ان مثل هذا الاجراء، لن يقدم او يؤخر في الامر شيئا، لان الحكومة الحالية هي مستقيلة حكما منذ اجراء الانتخابات النيابية الاخيرة، واستنادا للدستور ستبقى مكلفة بتصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

ولا يقتصر الامر عند الترويج لمثل هذين السيناريوهين، وانما هناك سلسلة سيناريوهات هزلية اخرى غبّ الطلب، تطرح تباعا، كلما اقترب موعد رحيل عون عن كرسي الرئاسة الاولى، وقرب مغادرته قصر بعبدا، وكلها سيناريوهات «تهويلية» تهدف إلى ابتزاز الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وحلفائه لتحقيق مطالب وشروط عون وباسيل في تشكيل الحكومة العتيدة، اذا شكلت قبل مغادرة عون للرئاسة بأيام معدودة، كما تعبّر عن حال الاحباط والاسى العوني، جراء فشل كل محاولات الفريق العوني، وانسداد كل السبل، والرفض الشعبي والعربي والدولي، لتسليم كرسي الرئاسة لصهر رئيس الجمهورية النائب جبران باسيل، ليكون امتدادا للعهد العوني الفاشل بكل المقاييس والمواصفات .

آخر أساليب التغطية على اخفاقات العهد العوني وادارته للسلطة طوال السنوات الست الماضية، ما اشاعه التيار الوطني الحر عن تنظيم مسيرات من مناصري التيار تواكب مغادرة عون قصر بعبدا، وصولا إلى منزله في الرابية، في عرض لاظهار قوة التيار الشعبية ظاهريا، وبعث رسالة لخصومه وحلفائه بقوة تمثيله الشعبي وضرورة أخذ هذا الواقع بعين الاعتبار، إن كان بما يخص الانتخابات الرئاسية، واختيار الشخص الذي سيتولى منصب الرئاسة خلفا لميشال عون، الذي سيقود التيار الوطني الحر من موقع المعارضة وإثبات الوجود والتاثير بالواقع السياسي، سلبا ام ايجابا، كما كان قبل وصوله لسدة الرئاسة قبل ست سنوات.

يتوهم اركان التيار الوطني الحر بقيادة النائب جبران باسيل، انه باعتماد مثل هذه الاساليب المبتذلة، بامكانه التغطية على الفشل الذريع الذي تسبب به شخصيا للعهد العوني، بالارتكابات الفاضحة، استغلال بعض القضاء لتصفية الحسابات السياسية والشخصية، اثارة العصبيات الطائفية والمذهبية، تجاوز الدستور، إشعال نار العداوات السياسية مع الجميع، تعطيل الحكومات وشل عملها وتدمير الكهرباء كليا بالهيمنة، وتولي ادارة عهد ميشال عون من وراء الجدران طوال السنوات الماضية، عزل لبنان عن محيطه العربي، وبتهميش وجود الرئيس وتولي السلطة عنه بالكامل حتى ظهر جليا امام الرأي العام، ان رئيس الجمهورية لم يعد يستطيع إتخاذ اي قرار او البت بتشكيل الحكومات بينه وبين الرئيس المكلف، ايا كان من دون العودة لباسيل واخذ موافقته، كما حصل في المشاورات الأخيرة، وبالتالي اصبح وجوده بالرئاسة شكليا، لا أكثر ولا أقل.

لذلك، تبقى السيناريوهات الوهمية بدور رئيس الجمهورية ميشال عون في موقع المعارضة بالايام المقبلة، من باب شد عصب التيار بعد مغادرة الاخير موقع الرئاسة خاوي الوفاض من اي انجاز يتباهى به، او يستطيع من خلاله مقارعة خصومه، في حين تعبرّ حال الانهيارالحاصل، المالي والاقتصادي والمعيشي، وتحلل مؤسسات الدولة، وتدمير قطاع الطاقة الكهربائية في كل لبنان، عن الكارثة الكبيرة التي تسبب بها، واوصل البلد اليها في عهده المشؤوم.

رئيس الجمهورية أنهى عهده بنفسه وبشراكة مع صهره وذلك بالتلهي بمعارك الإلغاء وتدمير قطاع الكهرباء ودفع الدولة الى التحلل

ميشال عون ألغى نفسه بنفسه من الرئاسة، أمضى سنوات العهد بالتلهي بمعارك الالغاء، وإطلاق الوعود والشعارات الوهمية، من الاصلاح المزيف الذي يسثني صهره من المساءلة بهدر مليارات الدولارات في مؤسسة كهرباء لبنان، الى المتاجرة بعودة اللاجئين السوريين الذين هجّرهم حليفاه، نظام بشار الاسد وحزب الله من سوريا، ولم يسمحوا باعادتهم الى بلادهم حتى اليوم، وتعطيل القضاء والتغاضي عن تجاوزات حزب الله وسلاحه غير الشرعي، والارتهان لايران على حساب علاقات لبنان العربية، والتعطيل المتعمّد لمسار الدولة، وافشال كل الاصلاحات المطلوبة بمؤسسات الدولة، وحرمان لبنان من مليارات الدولارات من مؤتمر سيدر، والتسبب بتهجير اللبنانيين الى الخارج، وانتهى معزولا بالداخل والخارج، وعاجزا، وعديم الحركة والصدقية .

يغادر عون القصر الرئاسي، مثقلا بانجاز تدمير الدولة وافقار اللبنانيين، ولن تنفع معه كل سيناريوهات التجميل المزيفة والوهمية، كمسحوق التدقيق الجنائي، او استغلال اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل الذي عطله مع حلفائه لأكثر من عشر سنوات تحت حجج التخوين والعمالة والكذب لتغطية الكارثة التي اغرق لبنان فيها. يغادر عون القصر منبوذا من معظم اللبنانيين غير آسفين على هكذا تجربة تخريبية، لعلها لا تكرر بتاريخ لبنان.

     

Exit mobile version